اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن دفاع الحكومة المصرية من جديد عن مداهمة مقار منظمات المجتمع المدنى يقوض موقفها، قائلة إن «تبرير الحكومة لحملتها الأخيرة على حقوق الإنسان وبناء الديمقراطية باعتبارها وسيلة للدفاع عن البلاد ضد التدخل الأجنبى فى شؤونه السياسية، يعد تحدياً للضغوط الدولية ويتعارض مع تقارير كبار المسؤولين فى واشنطن التى أشارت إلى تعهد حكام مصر بتخفيف موقفهم من هذه المنظمات».
وأضافت الصحيفة، فى تقرير لها الأثنين ، أن دفاع مصر عن حملتها يكشف عن تصاعد الخلاف الدبلوماسى مع واشنطن الذى بدأ يوم الخميس الماضى بشن «غارات» على أيدى ضباط الشرطة العسكرية على مكاتب بعض المنظمات الأمريكية فى القاهرة، مشيرة إلى أن مواصلة دعم جنرالات المجلس لهذه «الغارات» تعد أحدث مؤشر على أنهم يشاركون نظام الرئيس السابق حسنى مبارك النظرة القاتمة للمعايير الدولية للديمقراطية وحقوق الإنسان.
من جانبها، رأت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن دفاع الحكومة المصرية عن حملتها على المنظمات غير الحكومية محاولة لـ«حفظ ماء وجهها»، بعد الانتقادات التى تعرضت لها عقب تعهدها لأمريكا بتوقف هذه الحملة.
فيما طالب إليوت إبرامز، المستشار البارز بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، بتعليق المساعدات الأمريكية للمؤسسة العسكرية فى مصر وعدم استئنافها حتى يتم إرجاع جميع الوثائق والمتعلقات التى تم ضبطها خلال حملة مداهمة عدد من المنظمات الحقوقية والديمقراطية فى مصر وتقديم وعود بعدم تكرار الأمر.
وقال «إبرامز»، الذى عمل مستشاراً بإدارة الرئيس السابق جورج بوش، فى مقال له بالموقع الإلكترونى للمجلس، إن الحملة التى شنتها السلطات المصرية على منظمات حقوق الإنسان كانت جزءاً من ممارسات الرئيس السابق حسنى مبارك لكنها كانت أكثر جرأة وقمعاً.
وأضاف: «من المثير للضحك أن نستمع لجنرالات ومتحدثين حكوميين ينددون بقوى أخرى تأخذ أموالاً من الأجانب بينما المؤسسة العسكرية نفسها تحصل على 1.3 مليار دولار سنوياً من الولايات المتحدة».
وتابع «إبرامز»، الذى كان مساعد وزير الخارجية عن شؤون الأمم المتحدة وحقوق الإنسان بإدارة الرئيس رونالد ريجان، أن «المجلس العسكرى لعب أدواراً إيجابية وسلبية فى مصر، لكن الشىء الأكثر أهمية الذى فعلته تحت حكم مبارك كان ضمان انتصار الإسلاميين بمجرج خروج الرئيس من المشهد، فى إشارة إلى التحالف بين المجلس العسكرى والإسلاميين». ومضى يقول: «نظام مبارك كرَّس الحكم العسكرى والمساعدات الأمريكية بالقول إن العسكر هم البديل الوحيد للإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات الأسوأ من الإخوان، بينما فى الواقع هم خلقوا ظروفاً مثالية لازدهار الإسلاميين».