x

مذكرات الشيخ محمد بن راشد: هكذا تحققت معجزة الإمارات

كاتب بريطانى: الكتاب يرصد سيرة الإبداع والابتكار فى فكر حاكم مدينة دبى
الجمعة 10-05-2019 01:34 | كتب: ماهر حسن |
غلاف الكتاب غلاف الكتاب تصوير : اخبار

«قصتى: 50 قصة في خمسين عامًا» كتاب أشبه بسيرة ذاتية تعكس بالتوازى صعود مقومات وأركان دولة معاصرة، تقف على قدم المساواة مع دول معاصرة أخرى، السيرة هي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبى، وهى لا تقف عن حدود ذكر مآثر الخطط الناجزة والرؤية المستقبلية لرجل دولة حريص على نهوض دولته لمسايرة إيقاع ومقومات العصر في زمن الحداثة على كل المستويات، وإنما هناك أهمية أخرى تكمن في سياق السيرة وهى أنها تقدم النموذج لمن يريد الاقتداء وهو ليس نموذجا نظريا ليفخر صاحب الإنجاز بإنجازه وإنما ابتغى تعميم الفائدة من وراء توثيق التجربة في شكل سيرة ذاتية رصدت محطات الرجل وهو في محك التحدى والإصرار، ويقدم هذا على نحو تفصيلى ومنهجى، لقى هذا الكتاب حفاوة عربية وعالمية حتى إن الكاتب البريطانى ثيموتى أردن توقف بقراءة مطولة عند كتاب قصتى لنائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبى، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والذى رصد ملمحا آخر في هذه السيرة وهى أنّها تتسم بصراحة معهودة بشكل غير عادى والكتاب يقع في 50 فصلًا يمثل كل فصل منها عاما من هذه المسيرة فصل لكل عام من الخدمة، وقال الكاتب البريطانى ثيموتى أردن إن بدايات فصول الكتاب تبدأ من أول تعيين رسمى له كوزير للدفاع عام 1968، ومن مظاهر الحفاوة بكتاب «قصتى: 50 قصة في خمسين عامًا» فقد حظى بتغطية مستفيضة في مجلة (Business Matters) مجلة الأعمال الرائدة في المملكة المتحدة، كما أفادت صحيفة «البيان»، حيث بيّن أردن أنه «فى غضون 50 عامًا فقط، أصبحت مدينة دبى والإمارات قوة اقتصادية عالمية».

وكان موقع «حفريات» قد أفرد عرضا مستفيضا لهذا الكتاب ورد في سياقه ما قاله الكاتب البريطانى ثيموتى أردن عن هذه السيرة ومما ورد فيه: كان لأكبر مطار في المملكة المتحدة والأكثر ازدحامًا في العالم في ذلك الوقت، انطباع دائم من شأنه، في تشكيل مستقبل دبى وتحويل الإمارات إلى قوة اقتصادية «ويقول الشيخ محمد بن راشد في مذكراته: كان المطار كأنه مستعمرة نمل، يكتظّ بأعداد هائلة من الناس، يمشون بسرعة للحاق برحلاتهم. وكانوا يقفون في صفوف طويلة لدخول لندن أو الخروج منها. كان منظر المطار مذهلًا ومهيبًا، منظرًا يعبّر عن قوة لندن وعن ضخامة حركتها الاقتصادية. كان يكفى أن ترى المطار لتحترم هذه الدولة».

كان الشيخ محمد بن راشد أصغر وزير في العالم في ذلك الوقت، إذ كان يبلغ من العمر 22 عامًا وحتى عندما كان طفلًا، أدرك سموّه أنّ نجاح دبى طويل الأجل يكمن في جعلها وجهة عالمية. وأدرك كذلك أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال مطار مثل مطار هيثرو. المطار هو الوجه الأول لبلد يواجه أي زائر، موضحًا، أنه يعكس قوة البلد واقتصاده ووضعه. كما يعكس رغبة ملايين الأشخاص في زيارة المدينة. واليوم، يستقبل مطار دبى الدولى، ما يقرب من 90 مليون مسافر سنويًا بزيادة 10 ملايين مسافر عن مطار هيثرو، وقد أشرف سموّه على تحوّله شخصيًا. ويصف أردن الكتاب بأنّه أيضًا سرد مؤثر لصعود دبى السريع غير المسبوق إلى النجاح- النتيجة، كما تعلمنا، عزم سمو الشيخ محمد بن راشد، الثابت على متابعة رؤيته لما يمكن أن يكون، حتى لو كان هذا الهدف قد يبدو مستحيلًا.

يقول الشيخ محمد: «المستحيل هو الاختيار، ويفتح العالم أبوابه لأولئك الذين يعرفون ما يريدون حقًا». لا جدال في هذه الفلسفة، يقول أردن. فقد كانت هذه القناعة هي التي دفعته إلى تحويل دبى من ميناء تجارى صغير ونشط إلى مركز اقتصادى دولى. وكانت هذه القيادة الحكيمة التي أظهرها مؤسسو دولة الإمارات، بمن في ذلك والده الشيخ راشد وأول رئيس لها «والد الأمة»، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراهما- «هى المسؤولة عن التحول المشهود لهذه الأمة الفتية».

وكانت إحدى المهام الرسمية لنائب رئيس الدولة بناء قدرة دفاعية لدولة الإمارات الناشئة، حيث اعتبرت القدرة على ردع التهديدات الأجنبية، وضمان الاستقرار الداخلى أولوية قصوى لفترة الحكومة الخمسية الأولى.

وكان آنذاك أصغر وزير في العالم في ذلك الوقت، إذ كان يبلغ من العمر 22 عامًا، ولكنه أظهر أخلاقيات العمل الدؤوب لإنشاء قوات مسلحة من الطراز العالمى ويفيد أردن بأنّ الشيخ محمد بن راشد، شرع في إنشاء أحدث مرافق الترفيه والمراكز التجارية الضخمة ومشاريع البنية التحتية الضخمة في دبى، يشمل ذلك ميناء جبل على ومركز دبى التجارى العالمى؛ حيث يجذب الأخير أكثر من 3 ملايين رجل أعمال سنويًا إلى أكثر من 500 حدث عالمى.

ويضيف الكاتب البريطانى أن حاكم دبى أنشأ شركة طيران الإمارات لتسهيل العبور من وإلى دبى، وبنى أول منطقة حرة من نوعها في ميناء جبل على، حيث يمكن للشركات الدولية أن تتمتع بملكية كاملة بينما تتلقى إعفاءات جمركية لجميع السلع التي تستوردها.

وتابع: لا شك في أنّ رئيس وزراء غربيًا سوف يخرج من الطائرة في دبى ويقول: «هذا ما أريده لمستقبل بلدى!» ومن الوهلة الأولى، يبدو أنّ هذه الخطوة غير بديهية لأنها حرمت دبى من إيرادات جمركية مهمة، لكن الخطة طويلة الأجل لتطوير الاستثمار الداخلى وزيادة التجارة في الإمارات كلها قد جنت ثمارها. فالميناء الآن موطن لأكثر من 7000 شركة بصفقات تجارية سنوية يبلغ مجموعها أكثر من 87 مليار دولار وسيتم ربطه قريبًا بشركات الطيران في دبى من خلال تطوير منطقة «دبى الجنوب» الاقتصادية الجديدة، الأمر الذي يمثل ممرًا لوجستيًا فائق السرعة، بحيث يمكن نقل الشحن البحرى كحمولة جوية في غضون بضع ساعات.

ويواصل الكاتب: يعتقد الشيخ محمد بن راشد، أنّ دولة الإمارات، باعتبارها دولة إسلامية تقدمية، هي «الدولة الوحيدة التي أظهرت كيف يمكن للنتيجة أن تنجح عندما يتفق العرب ويعملون معًا لبناء مستقبل مشترك لشعوبهم» وبفضل هذه الرغبة الدائمة في التفكير الكبير، أظهرت الإمارات للعالم ما هو ممكن. ويختتم أردن مقاله: في السنوات المقبلة، لا شك في أنّ رئيس وزراء غربيًا سوف يخرج من الطائرة في دبى ويقول في سره: «هذا ما أريده لمستقبل بلدى!».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية