x

أنفاق قناة السويس.. عبور جديد يدشن عملية تنمية سيناء

الأحد 05-05-2019 07:06 | كتب: وكالات |
أنفاق قناة السويس أنفاق قناة السويس تصوير : أحمد شاكر

بعد نحو 4 سنوات من افتتاح قناة السويس الجديدة عام 2015، والممتدة من الكيلو 60 إلى الكيلو 95، بترقيم القناة، سيسجل التاريخ اليوم صفحة جديدة في ملف المشروعات القومية العملاقة شهدتها هذه البقعة التاريخية من أرض مصر، بافتتاح الرئيس عبالفتاح السيسي عدد من المشروعات القومية التي ستضخ عائدها في شرايين حياة جديدة تدب على أرض سيناء، لتعكس ببشائر التنمية والخير.

منظومة أنفاق عملاقة تربط سيناء بدلتا النيل وتنهى معاناة شبة يومية يعيشها مئات الآلاف من المواطنين، وكبارى عائمة لتسهيل حركة المواطنين والبضائع وتقضى على مشكلة الزحام والتكدس بسبب المعديات، وتيسر تداول البضائع وحركة انتقالها بين شرق وغرب مدن القناة.

هذه هدايا، حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على تقديمها لشعب مصر قبل حلول شهر رمضان الكريم، إضافة إلى عدد من المشروعات الضخمة الأخرى التي اختص بها مواطنى مدن القناة الثلاث: بورسعيد والاسماعيلية والسويس.

إنجازات مصر على مدى السنوات الماضية، والتي تمثلت في إقامة سلسلة من المشروعات القومية الكبرى لتطوير البنية التحتية، جاءت على نحو يسهم في دفع معدلات النمو، وتوفير فرص عمل جديدة، وتم الحرص عند التخطيط لهذه المشروعات، على إيجاد ترابط بينها على اختلاف مواقعها وتوزيعها الجغرافي على رقعة القطر المصري، وفق رؤية تنموية شاملة، تهدف لتعظيم مردودها من خلال ربطها بالفرص الاستثمارية الخارجية، مستندة في ذلك إلى موقع مصر الجغرافي الاستراتيجي الفريد.

المشروعات التنموية التي سيفتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسى، في وقت لاحق الأحد، في الإسماعيلية تم تنفيذها في زمن قياسى طبقا لتوجيهات الرئيس، وتمثل علامات مضيئة وهامة على طريق مشروع عملاق لتنميه محور قناة السويس، الذي يستثمر موقع القناة الاستثنائي بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، سعيا لأن يصبح المحور مركزا لوجستيا واقتصاديا عالميا يساهم بفاعلية في تطوير وتسهيل حركة الملاحة والتجارة الدولية، ويدفع عجلة الاقتصاد القومى المصري، إذ تعد قناة السويس من أبرز الممرات الملاحية الدولية التي تربط بشكل مباشر بين القارات الثلاث (آسيا وأفريقا وأوروبا)، وقد تم تخطيط المنطقة الاقتصادية المحيطة بقناة السويس وفق رؤية مستقبلية، تأخذ في اعتبارها مختلف أبعاد التطور المستقبلي المنتظر في حركة النقل البحري ومعدلات التبادل التجاري الدولي.

وجرى إنشاء وحفر وبناء وتشطيب أنفاق قناة السويس بسواعد وخبرة مصرية 100%، حيث شارك في تشييدها أكثر من 3 آلاف مهندس وفنى وعامل مصرى، على مدى 3 سنوات بداية من شهر يوليو عام 2016 حتى شهر مايو عام 2019، باستخدام الماكينات والمعدات المصرية والاستعانة بشركات عالمية لتقديم الاستشارات الفنية، وقامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع الشركات الوطنية بإنشاء المصانع والمحطات المكملة لأعمال التنفيذ بكل موقع وبلغت تكلفتها نحو 12 مليار جنيه.

ومن المتوقع أن تنقل أنفاق قناة السويس الجديدة، التي تربط شرق الإسماعيلية بغربها والعكس، سيناء لآفاق رحبة اقتصاديا واجتماعيا، حيث تعد الأكبر على الإطلاق على الصعيدين المحلى والعالمى، ويبلغ طولها 5 آلاف و820 مترا، وتنقسم إلى مجموعتين، الأولى منهما مجموعة أنفاق شمال الإسماعيلية، والثانية مجموعة أنفاق جنوب بورسعيد، وتمر الأنفاق أسفل سطح الأرض وأسفل المجرى الملاحى لقناة السويس بعمقى 70 و53 مترا على التوالى .

وتختصر تلك الأنفاق زمن الرحلة والعبور من وإلى سيناء إلى ما بين 15 و20 دقيقة، وتصل السرعة المسموح السير بها داخل الأنفاق إلى 60 كيلو متر في الساعة وهى مراقبة بالرادار، وقد تم ربط نفقى قناة السويس بمجموعة من الممرات العرضية المتكررة كل 500 متر على طول النفق، لإستخدامها في عمليات إخلاء الأفراد في حالات الطوارئ، لزيادة معدل الأمان.

وتبدأ رحلة العبور عبر الأنفاق من الإسماعيلية إلى سيناء من المنطقة الأمنية خارج النفق والتى تحتوى على 10 نقاط تفتيش بكل اتجاه بإجمالى 20 نقطة في الاتجاهين من وإلى سيناء، حيث يتم بها إجراءات التفتيش لكل سيارة باستخدام أحدث أجهزة الأشعة والكلاب البوليسية.

وخصصت إدارة أنفاق قناة السويس 4 نقاط في كل إتجاه لتفتيش السيارات الملاكى و6 نقاط لتفتيش النقل الثقيل والأتوبيسات، وبعد انتهاء عملية التفتيش السيارة تصل إلى بوابة دفع الرسوم «الكارتة»، والتى تبعد نحو 2 كيلو ونصف عن جسم النفق، تلافيا لحدوث زحام أو تكدس عند مدخل النفق، وتحتوى منطقة دفع الرسوم والتفتيش على ساحات للانتظار ومسجد ومنطقة خدمات للسيارات.

تعد الافتتاحات الجديدة بمثابة تدشين عملية تنمية شبه جزيرة سيناء، وذلك وفقا لما صرح به السفير بسام راضى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، مشيرا إلى أن مشروعات الأنفاق التي تم تنفيذها أسفل القناة تعتبر المنظومة الأضخم من نوعها في تاريخ مصر وعلى مستوى العالم، من حيث الأطوال والأقطار وحجم الأعمال، والخطة الزمنية القياسية التي تم تنفيذها خلالها، وأن تنفيذها جاء نتيجة قرار ذي رؤية إستراتيجية ودراسات علمية دقيقة.

وأضاف راضى أنه لم يكن هناك محاور للربط بين سيناء والوادي إلا نفق وحيد هو نفق الشهيد أحمد حمدي، إضافة إلى جسر السلام في مدينة الإسماعيلية والمعديات، وهما محوران لم يعدا يستوعبان تطور حجم الحركة والنقل من وإلى سيناء، إلى جانب أن الأنفاق الجديدة ستفتح آفاقا جديدة للبناء والتعمير واستصلاح الأراضي في سيناء، فضلا عن تكاملها مع المشروع القومي لمحور قناة السويس والمنطقة الاقتصادية من كافة الجوانب التجارية واللوجستية والاستثمارية، مما يحقق عوائد اقتصادية ضخمة، ويساهم في سرعة تنمية سيناء واكتشاف واستغلال ثرواتها، وربطها بباقي محافظات مصر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية