قالت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، إن الجدل حول الانتخابات هو أحد التحديات التى تواجه مصر فى الفترة الانتقالية الحالية، التى تتسم بالفوضى - على حد وصفها. وتابعت: «رغم أن هذا الجدل يكشف عن تخلى المصريين، فى فترة ما بعد (مبارك)، عن عقود من اللامبالاة السياسية، وأصبحت لديهم ثقة جديدة فى العملية السياسية، إلا أنه يمكن أن يكون نقطة انطلاق لتجدد الاضطرابات».
ورصدت الوكالة حالة الجدل بين النخبة السياسية فى مصر مؤخرا، حول توقيت إجراء الانتخابات البرلمانية ووضع الدستور الجديد، معتبرة أن هذه الحالة «غريبة» و«غير مألوفة»، على المشهد السياسى المصرى، الذى قالت إنه كان يعتريه «تزوير» الانتخابات.
وأكدت الوكالة، فى تقرير الاثنين، تزايد الدعوات لتأجيل الانتخابات البرلمانية لإعطاء الأحزاب، التى تشكلت عقب الإطاحة بالرئيس السابق، مزيداً من الوقت للتنظيم، وقالت إن هذه الدعوات هدفها منع جماعة الإخوان المسلمين من الهيمنة على السلطة البرلمانية، وممارسة نفوذها الإسلامى بشكل «غير متناسب» فى صياغة الدستور الجديد.
واعتبرت أن الجدل حول توقيت الانتخابات والدستور الجديد هو شىء غير عادى فى المشهد السياسى المصرى، حيث كان يتم تزوير الانتخابات بشكل «منهجى» فى ظل حكم الرئيس السابق حسنى مبارك.
وفى سياق موازٍ، قالت الوكالة، فى تقرير آخر، إنه منذ سقوط نظام «مبارك»، يقوم «الإخوان» باقتحام الحياة السياسية لجذب الناخبين المتدينين، وكسب تأييد الفقراء فى مصر، متوقعة أن الجماعة ستكون جزءاً من الحكومة المقبلة فى مصر.
واعتبرت الوكالة هوية «الإخوان» على المحك، لأن هناك ضغوطا من الداخل والخارج عليها لضمان عدم سلوكها طريقاً إسلامياً متعصباً، وأوضحت: «سيطرة القادة المتشددين داخل الجماعة، ستؤدى إلى تفتيت الجماعة، وعلى الصعيد الخارجى، فإن الديمقراطية تدفع الإخوان - على الأقل فى العلن - لتقديم وجه أكثر ليبرالية».
وقالت: «بينما تتجه مصر نحو أول انتخابات برلمانية حرة ومفتوحة، المقرر عقدها فى سبتمبر المقبل، تسعى الجماعة جاهدة مع مئات الآلاف من الناشطين لتشكيل أحزاب من نقطة الصفر»، مشيرة إلى تشكيلها حزب «الحرية والعدالة» السياسى، وعقدها العديد من اللقاءات.
وقال الدكتور عصام العريان، المتحدث باسم «الإخوان»، للوكالة: «يجب على جميع الأطراف العمل سوياً لعدة سنوات لترسيخ النظام الديمقراطى، وربما بعد ذلك، يتمكن أى شخص من المنافسة دون أى مشاكل».
ووصفت الوكالة رؤية الإخوان لمصر كدولة مدنية على أساس إسلامى بأنها «غامضة»، وقالت: إن الخلافات الداخلية داخل الجماعة، تشير إلى صعوبة الحفاظ على ترابطها، حيث إنه كلما شددت القيادة سيطرتها كلما تنحى المعتدلون بعيداً عنها، وهو ما سيؤدى إلى تحول الجماعة إلى حركة أكثر تشدداً، وسيضر ذلك بدعم الناس لها».
ترشيح عبدالمنعم أبوالفتوح، القيادى السابق بجماعة الإخوان المسلمين، كشف عن الانقسامات الداخلية داخل الجماعة، وأن قرار فصله من التنظيم بمثابة «تكتيك» سياسى.