x

أول عربي يفوز بجائزة «بوربون» الدولية.. سلماوى: قلت لهم مصر غزت فرنسا وليس العكس

الخميس 25-04-2019 22:09 | كتب: ماهر حسن |
المصري اليوم تحاور«محمد سلماوى» المصري اليوم تحاور«محمد سلماوى» تصوير : سمير صادق

عاد الكاتب الكبير محمد سلماوى مؤخرا من رحلة إلى إيطاليا حاملا معه جائزة جديدة تضاف لما حصل عليه من جوائز من مختلف بلاد العالم، ومجسدا بذلك قيمة المثقف المصرى والعربى فى مقابل الصورة المشوهة التى يروج لها البعض فى الخارج لكل ما هو عربى وحول الجائزة والأنشطة التى قام بها سلماوى أثناء زيارته لإيطاليا تحدث سلماوى فى حوار لـ «المصرى اليوم». وقال سلماوى إن مصداقية أى جائزة دولية تنبع من انفتاحها على ثقافات العالم وعدم انغلاقها على الغرب وحده.. وإلى نص الحوار:

المصري اليوم تحاور«محمد سلماوى»

■ ماذا كانت طبيعة زيارتك الأخيرة لإيطاليا وما هى الأنشطة التى قمت بها خلال الرحلة؟

- كنت فى الأساس ذاهبا إلى إيطاليا بدعوة من أكاديمية مونفيراتو للآداب والفنون والعلوم والتاريخ لاستلام جائزة ماريا تيريزا دى بوربون الدولية والتى تمنح فى الأكاديمية بشكل سنوى لشخصية دولية تقديرا لإسهاماتها المميزة فى مجال تخصصها، كما كنت مدعوا أيضا فى مدينة پارما لإلقاء محاضرة فى متحف جلاوكو لومباردى عن نابليون ومصر.

■ ومن هى ماريا تيريزا دى بوربون صاحبة هذه الجائزة؟

- صاحبة الجائزة هى سليلة عائلة بوربون الملكية التى حكمت إيطاليا وفرنسا وإسبانيا قبل عصر الجمهوريات، وكنت قد قابلتها من بضع سنوات وقالت لى إنها قرأت بعض أعمالى التى ترجمت للفرنسية والإنجليزية، وناقشتنى فى بعض جوانبها. والحقيقة أننى أعجبت كل الإعجاب بتلك السيدة، فهى باحثة فى تاريخ الحضارة العربية، ومعروف عنها مناصرتها للقضية الفلسطينية، وكانت صديقة للزعيم الراحل ياسر عرفات، مما يعطى قيمة إضافية للجائزة بالنسبة لى.

وقد لاحظت اهتمامها بمتابعة الإنتاج العربى الحديث فأهديتها بعض الكتب الأدبية المترجمة لأدباء معاصرين من مختلف البلدان العربية.

■ كنت أول عربى يفوز بهذه الجائزة، وحسبما نقلت وكالات الأنباء قالت ماريا تيريزا دى بوربون فى تسليمك الجائزة إن محمد سلماوى شخصية مرموقة ذات سمعة دولية، وأنك تمثل حضارة مصر فى أفضل صورها، فماذا كان شعورك؟

- كنت أشعر بالفعل أننى أمثل بلدى فى محفل دولى كبير، وقد تأثرت حين تم عزف السلام الوطنى المصرى «بلادى.. بلادى»، والغريب أنهم عزفوا النسخة المُغَناة، فكانت معانى كل كلمة من كلماته تهز وجدانى هزا، وحين نبهتهم إلى أن هناك نسخة موسيقية هى التى درج على عزفها، طلبوا منى أن ألتمس لهم العذر قائلين أن تلك أول مرة فى تاريخ هذه الأكاديمية العريقة يذيعوا فيها السلام المصرى.

■ وماذا عن أكاديمية مونفيراتو التى تسلمت بها الجائزة؟

- هى واحدة من أقدم أكاديميات أوروبا حيث يعود تاريخها إلى منتصف القرن الخامس عشر، وهى أكاديمية للآداب والفنون والعلوم والتاريخ، ورئيستها الحالية هى ماريا تيريزا دى بوربون، وقد شرفت بأن منحت بهذا المناسبة شهادة الأكاديمية، فصرت «أكاديميا» ضمن ٤٠ شخصية دولية بعضهم من الحاصلين على جائزة نوبل.

■ قارنت فى كلمتك عند تسلم الجائزة بين هذه الجائزة وجائزة نوبل، وقلت إن الأخيرة استغرقت ٩٠ عاما حتى اعترفت بقيمة الأدب العربى بمنحها جائزة الأدب لأول مرة للعربى نجيب محفوظ، وقلت إن جائزة بوربون تفوقت على نوبل فى ذلك، فماذا كنت تعنى؟

- كنت أولا أريد أن أحيى القائمين على هذه الجائزة لأنهم التفتو إلى الوطن العربى بعد سنوات قليلة من إنشائها، فهى جائزة حديثة بالمقارنة لنوبل، لكنى أردت أيضا أن أقول إن مصداقية أى جائزة دولية تنبع من انفتاحها على ثقافات العالم وعدم انغلاقها على الغرب وحده.

■ وهل كانت محاضرتك عن نابليون ومصر فى نفس الأكاديمية؟

- لا، المحاضرة كانت فى مدينة پارما فى الشمال الإيطالى، وكانت بدعوة من متحف جلاوكو لومباردى الذى يضم متعلقات إحدى زوجات نابليون وهى ماريا لويزا حكمت پارما ثم أصبحت الزوجة الثانية لنابليون وبذلك كانت إمبراطورة فرنسا من ١٨١٠ إلى ١٨١٤.

■ وماذا قلت فى المحاضرة؟

- لقد اخترت لها عنوان «بونابرت ومصر: الغزو المتبادل»، وتركز مضمونها حول فكرة أن حملة بونابرت مثلما كانت غزوا فرنسيا لمصر فقد كانت أيضا غزوا مصريا لفرنسا، حيث تأثرت فرنسا بسببها بكل ما هو مصرى، وأوضحت كيف ظهر هذا التأثير فى الفنون والآداب، من الشعر إلى الأوبرا، وحتى فى خطوط الموضة التى سادت فى فترة الإمبراطورية الفرنسية. وختمت المحاضرة التى حضرها جمهور غفير، بالقول بأن الغزو الفرنسى لمصر لم يدم إلا ثلاث سنوات بينما امتد غزو مصر لفرنسا حتى يومنا هذا، وهى الجملة التى تناقلتها الصحف ووسائل الإعلام فى تغطيتها للمحاضرة.

■ أنت بصدد إنجاز الجزء الثانى من سيرتك الذاتية «يوما أو بعض يوم»، من أى عام تبدأ وعند أى عام تنتهى وهل سنجد فيها من الجرأة ماوجدناه فى الجزء الأول؟

- نعم انا أعكف الآن على كتابة الجزء الثانى من المذكرات، وستضم مرحلة حكم مبارك، ثم سنوات الثورة من ٢٥ يناير الى ٣٠ يونيو، وفترة حكم الإخوان، وتنتهى بكتابة دستور الثورة عام ٢٠١٤ والذى وضع مصر على أعتاب مرحلة جديدة فى تاريخها الحديث، كما سأتحدث عن عملى باتحاد كتاب مصر والعرب، ورئاستى لتحرير «الأهرام إبدو» و«المصرى اليوم»، والعروض المسرحية التى قدمتها خلال الثمانينيات والتسعينيات، والمعارك التى خضتها فى كل هذه المجالات.

■ قرأنا الكثير من السير الذاتية ماهى أجرأ السير الذاتية فى تصورك؟

- فى رأيى أن السيرة الذاتية إن لم تكن جريئة فهى لا تساوى القراءة، لأنها فى هذه الحالة تكون تكرارا لما يعرفه الناس عن صاحبها، أما السيرة الحقة فهى أقرب للاعتراف بما لم يكن معروفا، ويجب على صاحبها أن يكون جريئا، هكذا كانت اعترافات القديس أوجستين، وكذلك جان جاك روسو، وهكذا كانت سيرة الدكتور لويس عوض والزعيم سعد زغلول من قبله.

■ وكيف ترى طبيعة المواصفات التى تجعل من السيرة صادقة وأمينة وجريئة؟

- أن تكون سجلا صادقا لحياة كاتبها، بإيجابياتها وسلبياتها، لكن عليه أن يوثق الأحداث التى يرويها، ولا يكتفى بالقول بأن كذا قد حدث.

■ وهل سنجد فى الجزء الثانى من «يوما أو بعض يوم» سيرة موازية لفترات فارقة من عمر الوطن كما وجدنا فى الجزء الأول؟

- بالضرورة، فالتداخل بين الذاتى والعام فى الجزء الأول لم يكن اختياريا، لأن مسيرة حياتى تداخلت دائما مع الأحداث التى تمر بها البلاد.

■ ومتى ستظهر إلى النور؟

- لا أعرف، لقد قطعت فيها شوطا كبيرا، لكنى كلما قاربت على الانتهاء منها أتى شىء يعطلنا عنها، وقد كان آخر هذه الأشياء رئاستى للجنة تحكيم جائزة ملتقى القاهرة الدولى للرواية العربية والذى اختتم أعماله أمس الأول.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية