x

شعر: عبدالناصر الجوهرى.. حفرياتٌ قد تدلُّ عليكِ

الخميس 18-04-2019 19:46 | كتب: اخبار |
عبدالناصر الجوهرى عبدالناصر الجوهرى تصوير : آخرون

الحفريَّاتُ قبالة جدران اللهفةِ

من قبضةِ طينكِ..

تُرْشدنى إلى عينيكِ المُبْحرتينْ

فدعينى أتأمل فيكِ علومَ العشْق؛

لأنِّى أبحرتُ بلا أى شراعٍ

وبدون خرائط إرشاديَّة حتى ضلَّت بوصلتى

ونسيتُ التأسيس لقافية الشَّطْرينْ

فاكتشفينى

جزرى لا تبعدُ عنكِ سوى شطَّينْ

فلعلَّ تليسكوبَ فؤادى قام بتعيين نجيماتكِ...

لكنَّ الضوءَ الجامحَ لم يعبرْ كلَّ فراغاتِ الشَّوْقِ

إلى جنْبى

اعتبرينى

أحد البحارةِ أغراهُ جحيمكِ

لو أعلنتُ وصولى

ورسوتُ على شاطئكِ الرملىْ

أقترحُ الآن عليكِ قراءةَ كلِّ خرائط من مرُّوا

عند فصول التَّحنانْ

هذى سُفنى لا تخفى الصبو عليكِ،

فلم أتسلقْ مرتفعاتِ جبال الألبِ،

ولم أبحرْ نحو الأمازون،

ولم أخبرْ عُشْبَ بحيرة كوردستانْ

عن سربِ نوارسكِ الرَّيََّّّانةِ لو حطَّتْ فوق غرامى الوسنانْ

لم أخبرْ ملْحَ العِشْقِ،

ولا ألوانَ الصخْر،

ولا ركبَ المارين علىَّ

ولا طاردت عيون ملاحٍ- لو حطَّ القمرُالوضَّاءُ بكوكبنا-

دون استئذانْ

هذى ساعةُ جيبى

تلهمنى ميقات مساركِ،

والبندولُ تقوَّس فيها

من فرط حنينى

بين مجرَّاتِ الجذْبِ الهاربْ

فمـــُذنَّبُ عشقكِ يتبع فى الليل

مسارى

فكلانا ضاعت منه النظرياتُ،

وصار بلا أى تجاربْ

من قال بأن العاصفة استرقتْ مهجتنا

والطقس استبق الآن شغافى

نحو لقاءٍ فى متن القاربْ

اكتشفينى

أبعدُ كوكب عن مجموعتنا الشمسيةِ..

يشبه عينيكِ الحالمتين،

ومعنى فسَّره اللغويون تدثَّر بالأحداقْ

الحفريَّاتُ وجدنا أثرًا لصبابتها

فى وجدانى المهجور،

وفى الأعماقْ

فهو الحُبُّ جميلٌ من نافذةِ العشوائياتِ،

ولو مال المطرُ المُتدفِّقُ من كفَّيِّكِ على هاماتِ الأوراقْ

وهو الحُبُّ جميلٌ بين مناجم قلب العشَّاقْ

ما حاربتُ لراية نابليون،

وما حاربتُ لراية هولاكو

خضتُ حروبى لأجلكِ أنتِ،

فليس على الحُبِّ سبيلْ

لكنِّى نلتُ لأجلكِ رُتْبة فارس فى العِشْق،

وتفعيلاتى يغمرها نورُ هُيُامكِ؛

تلهمنى أنفاسُ القنديلْ

لا رايةَ لى إلاَّ حُبُّكِ...

والحفريَّاتُ تدلُّ على سرِّ غموضكِ،

ما كفَّ بريدى،

وما جفَّ الدَّمْعُ بطيَّاتِ المنديلْ

لا تأويلْ

حين يسير إليكِ قصيدى

مُنتصبَ القامةِ كالنيل.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية