شهد الموسم الحالى 2010/2011 حالات عديدة من الشغب الجماهيرى واجتياح ملاعب كرة القدم، سواء فى بعض البلدان العربية أو حتى الأوروبية، إلا أن ما شهدته الملاعب العربية كان أكثر تأثيرا سلبيا وقوة مدمرة للفرق واللاعبين بشكل يفوق أى موسم سابق، وباتت الظاهرة تثير رعب وخوف كل المهتمين بعالم الساحرة المستديرة من سيطرة الغضب والشغب على مبارياتها وبطولاتها المختلفة.
ولن تنس جماهير الكرة المصرية تحديدا لقاء الزمالك المصري والأفريقى التونسى فى إياب دور الـ 32 لبطولة رابطة الأبطال الأفريقية هذا الموسم ، حيث خسر الزمالك فى اللقاء الأول بنتيجة ( 2/4 ) وبات يحتاج إلى الفوز بفارق هدفين للتأهل، وبعد أن وصلت نتيجة المباراة إلى 2/1 لصالح الزمالك، ظلت الجماهير فى انتظار هدف واحد على الأقل يصعد بفريقها حتى اقتربت المباراة من نهايتها وقبيل آخر دقيقة فى المباراة اندلعت الشرارة وفوجئ كل المتواجدين فى الملعب باقتحام عدد كبير من الجماهير البيضاء تندفع إلى ملعب استاد القاهرة وتهجم على لاعبى الأفريقى وحكام اللقاء فيما عُرِفَ بعدها باسم «موقعة الجلابية» ولم تُستكمل المباراة وحصد الزمالك عقوبات بالجملة من الاتحاد الأفريقى.. وبات واحدا من أسوأ مشاهد كرة القدم المصرية على الإطلاق.
لم يمر وقت طويل حتى كان «الافريقى التونسى» وجماهيره هما بطلا الحادثة المؤسفة الجديدة، والعجيب أنها فى نفس البطولة ولكن فى الدور التالى عقب تأهلهم على حساب الزمالك ، حيث واجه أيضا منافسا عربيا ، هو نادى الهلال السودانى ، وكان قد خسر الفريق التونسى ذهابا بهدف نظيف ، ثم تقدم على ملعبه ووسط جماهيره بهدف أيضا ووسط محاولات الأفريقى للإجهاز على منافسه تماما, تمكن لاعبو الهلال من إحراز هدف التعادل قرب نهاية اللقاء أيضا ، لتندفع جماهير الأفريقى هذه المرة متوجهه مباشرة إلى طاقم التحكيم الذى نال ركلا وضرباً واسعا فى مشهد أكثر عنفا وسوءا من المباراة الأولى، لتنتهى المباراة بهذا الشكل المحزن ويتعرض الفريق التونسى لعقوبات قاسية جدا من الاتحاد الأفريقى هو الآخر.
ولم تسلم مباريات الدورى المغربى الممتاز من الشغب واجتياح الملاعب ، حيث تم إلغاء مباراة ( الحسيمى والوداد ) فى الأسبوع الثامن من الدورى الممتاز فى أكتوبر الماضى ، عقب شغب جماهيرى كبير بين مشجعى الفريقين ، فعقب ثمانية دقائق فقط من بداية المباراة انطلق وابل من الحجارة لتتراشق به الجماهير من الجانبين ، ولم تنته الامور عند هذا الحد فعندما حاول لاعبو الوداد الذهاب إلى جمهورهم مطالبين الجميع بالتزام الهدوء والتوقف عن هذه الأفعال، تطور الوضع ليقتحم المشجعون الملعب ويهرب اللاعبون وطاقم التحكيم سريعاً بعد قرار الحكم بإلغاء المباراة نظرا لأحداث العنف والشغب.
ثم كانت تونس مجددا مسرحا لمشهد مماثل آخر، حيث شهدت الجولة السادسة عشرة من الدورى التونسى هجوما جماهيريا جديدا من قبل مشجعى البنزرتى فى مباراة فريقهم أمام الصفاقسى ، حيث تأخر الفريق بنتيجة (0/3 ) ، وبعدها مباشرة اندفعت الجماهير البنزرتية إلى داخل الملعب لتحطم كل ما واجهته فى طريقها ، وكان هذا فى أبريل الماضى.
أما الملاعب السعودية، فقد شهدت العديد من تجاوزات الجماهير ، وخاصة جماهير فريقى الهلال والاتحاد، وكانت قمة الشغب فى مواجهتهما سويا، وتدرج الشغب الجماهيرى من إلقاء قوارير وحجارة إلى اقتحام الملاعب أيضا فى صورة مكررة ومؤسفة جعلت من الدورى السعودى هذا الموسم عرضا مستمرا لأحداث العنف والشغب ، كما تعدت جماهير نادى النصر على حكم مباراة فريقها مع فريق التعاون فى فبراير الماضى.
وكان نادى الهلال تعرض لعقوبات كبيرة بسبب شغب جماهيره أيضا فى مباريات الفريق ببطولة رابطة الأبطال الآسيوية، والتى انتهت بخروجه من البطولة أيضا، وخاصة أمام الغرافة القطرى وأصفهان الإيرانى.
وعودة أخيرة قريبة ومؤسفة إلى الملاعب المصرية، حيث مشهد اجتياح جماهير الاتحاد السكندرى لمباراة فريقها مع وادى دجله عقب تأخر الاتحاد بهدف علاء عيسى قبيل انتهاء المباراة ليتقدم دجله بنتيجة (2/1)، لتندفع الجماهير فى موجات متتالية لم يسلم منها رجال الشرطة أو أمن الاستاد وبعض اللاعبين أو حتى حكام اللقاء الأجانب وذلك بعد إصابة أحد أفراد الطاقم النمساوي وتم علاجه بـ6 غرز، ليتم إلغاء المباراة واعتبار الاتحاد مهزوما بنتيجة (0/2) وحرمانه من اللعب مباراة واحدة على ملعبه، وهدد اتحاد الكرة أى فريق من تكرار جماهيره لهذا الأمر.