قالت أنياس فون دير موهل، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الفرنسية، إنّ بلادها تتابع باهتمام بالغ تطورات الأوضاع في السودان، مع التأكيد على احترام رغبة الشعب السوداني في تحديد مستقبله.
وأضافت المتحدثة باسم الوزارة خلال لقاء جمعها، الخميس، بممثلي مجموعة من كبار الصحف المصرية، وذلك عقب ساعات قليلة من إعلان الجيش السوداني عزل الرئيس عمر البشير، أن فرنسا تأمل أن يحدث التغيير في السودان دون اللجوء إلى العنف من خلال التسليم السلمي للسلطة، مؤكدة أن بلادها ستتعاون مع مصر في إطار رئاستها الاتحاد الأفريقي والدول الأفريقية، لدعم الوصول إلى مرحلة انتقالية سلمية في السودان.
وردا على سؤال «المصري اليوم»، حول موقف باريس من مطالبات بعض الدول الغربية بسرعة تسليم البشير للمحكمة الجنائية الدولية، قاتل أنياس، إن بلادها عضو في المحكمة الجنائية الدولية وعضو بمجلس الأمن، وبالتأكيد ستكون مع إجراءات المحكمة إذا ما اتخذت قرارات لتسليم البشير، وبالتالي لا نستبعد أن يتم القيام بتلك الخطوة، مؤكدة أن كل ما تهتم به باريس حاليا هو احترام إرادة الشعب وضمان الانتقال السلمي للسلطة دون اللجوء إلى العنف وأن يتم التعامل على أساس أن الشعب السوداني هو من سيكتب تاريخه.
وفيما يتعلق بشكل التعاون بين مصر رئيس الاتحاد الأفريقي وفرنسا العضو بمجلس الأمن الدولي ورئيس مجموعة السبعة، قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أنياس فون دير موهل، إنّ «الوضع حاليا في السودان غير مستقر ونحن مع شركائنا الدوليين والأوروبيين سنقيم اتصالات مع الدول الأفريقية وشركائنا بالمنطقة، مثل مصر وسفيرنا بالسودان وغيرهما، وأن فرنسا ستفعل كل ما في وسعها للحديث مع هذه العناصر التي أشرت إليها، بحيث تكون عملية الانتقال في إطار سلمي ودون اللجوء للعنف من ناحية، واحترام الشعب السوداني من ناحية أخرى، لكن نترك المجال للعمل الدبلوماسي والاتحاد الأفريقي، الذي سيكون له دور في هذا الإطار.
وكان وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف، أعلن اليوم، عن اقتلاع رأس النظام «عمر البشير» والتحفظ عليه في مكان آمن، وتعطيل العمل بالدستور وإعلان حالة الطوارئ في البلاد، وتشكيل مجلس عسكري انتقالي لإدارة شؤون البلاد لفترة انتقالية مدتها عامان، وحظر التجوال لمدة شهر من العاشرة مساء حتى الرابعة صباحا.
وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا، قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، إن باريس مع خيار الوصول لحل سياسي في ليبيا، وإنها لا تؤيد طرفا على حساب الآخر، وإنما تساعد وترحب من يريد الوصول لحل سياسي للأزمة، وإن الرئيس مانويل ماكرون سبق له الاجتماع بكل من المشير خليفة حفتر، وفايز السراج، وبالرغم من اعترافه بالدور الكبير لحفتر في مكافحة الإرهاب وداعش، ولكن الآن فرنسا تقف مع شركائها في الاتحاد الأوروبي، لأن الحل في ليبيا لن يكون عسكريا بل سياسي في المقام الأول.