مثلما تميز عام 2011 بالانقلابات وثورات «الربيع العربى»، تميز أيضاً بخطابات سياسية، سجلها التاريخ، لبعض الزعماء العرب الذين تمت الإطاحة بهم وبأنظمتهم، وللبعض الآخر الذى لايزال يتمسك بالجلوس على كرسى السلطة.
فالرئيس التونسى السابق، زين العابدين بن على، ألقى 3 خطب، خلال أيام الثورة التونسية الـ20، انحصرت أبرز كلماتها فى «فهمتكم.. نعم أنا فهمتكم».
أما الرئيس المصرى السابق، حسنى مبارك، فألقى 3 خطب قبل أن يتنحى عن منصبه، حاول خلالها إقناع شعبه بأنه تفهمهم، مؤكداً على أنه «لم يكن يوماً طامحاً فى سلطة ولم يكن حتى ينتوى الترشح لفترة رئاسية جديدة». ومن كلمات «مبارك»، التى سعى فيها إلى استدرار مشاعر شعبه فى إحدى هذه الخطب «لا أجد حرجا أبدا فى الاستماع لشباب بلادى والتجاوب معهم».
ونظراً لسقوط كل من بن على ومبارك بعد الخطاب الثالث، توقع الكثيرون، بحسب ما نقلته قناة «العربية»، أن يسقط الزعيم الليبى الراحل معمر القذافى، بعد خطابه الثالث، إلا أن القذافى ألقى نحو 10 خطب، منها ما كان على المنبر ومنها ما كان قصيرا جدا وبشكل غريب، ومنها ما كان عبارة عن اتصال هاتفى أنهاه بإغلاق الخط فجأة.
واعتبرت «العربية» أن خطب القذافى كانت «لاذعة»، ورأت القناة أن من أشهر كلمات القذافى فى خطبه، تلك التى وردت فى خطبته الأولى «سنزحف عليهم بالملايين لتطهير ليبيا شبر شبر، دار دار، بيت بيت، زنقة زنقة».
وتفوق القذافى على مبارك وبن على فى مدة الخطابات، ففى حين لم تتجاوز خطاباتهما 13 دقيقة فى العموم، وصلت مدة خطاب القذافى الأول إلى 76 دقيقة.
لكن الوضع يختلف مع الرئيس السورى، بشار الأسد، الذى يبدو مقلاً فى الخطابات الموجهة لشعبه منذ بدء الاحتجاجات الشعبية فى سوريا، حيث إنه ألقى خطابين فقط، أحدهما كان 54 دقيقة، والآخر، امتد لـ75 دقيقة.
أما الرئيس اليمنى على عبدالله صالح، فكرر طوال خطاباته تصريحات توحى تارة برغبته فى التنحى، وتارة أخرى بالتمسك بالسلطة، وتميز «صالح» عن الرؤساء الآخرين بإلقاء خطبه يوم الجمعة، بالتزامن مع الاحتجاجات المناهضة لنظامه.