أثار استخدام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الفيديو الذي قام بتصويره الإرهابى الأسترالى، مرتكب مذبحة المسجدين في كرايست تشيرش، في نيوزيلندا، والذى تسبب في مقتل 50 شخصاً وإصابة مثلهم، غضب نيوزيلندا لاستغلاله في الدعاية الانتخابية.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن أردوغان، الذي يقوم بحملة للانتخابات المحلية الشهر الجارى، قدم الهجوم بوصفه جزءاً من هجوم أكبر على تركيا والإسلام، وهو ما أدى إلى احتجاج نائب رئيسة الوزراء، النيوزيلندى وينستون بيترز، محذراً بأن تسييس المجزرة «يُعرِّض مستقبل وسلامة الشعب في نيوزيلندا والخارج للخطر».
واعتبر «وينستون» أن هذا الاستغلال غير منصف على الإطلاق، معلناً أنه سيتوجه إلى تركيا، هذا الأسبوع، بدعوة من اسطنبول لحضور اجتماع منظمة التعاون الإسلامى.
واعتبر أردوغان التسجيل مؤشراً على تصاعد موجة عداء للإسلام تجاهلها الغرب، وقال، خلال تجمع انتخابى في شنقلعة غرب تركيا: «إنه ليس حادثاً معزولاً، إنها مسألة أكثر تنظيماً». وأضاف: «إنهم يختبروننا بالرسالة التي يبعثونها لنا من نيوزيلندا، على بُعد 16500 كيلومتر». وأُصيب 3 أتراك في المجزرة التي قُتل فيها 50 من المصلين في مسجدين في مدينة كرايست تشيرش جنوب نيوزيلندا، الجمعة الماضى، وأُصيب مثلهم، وقام المسلح، وهو أسترالى من المنادين بتفوق العِرْق الأبيض، بتصوير الهجوم ونقله بشكل مباشر، ونشر بياناً من 72 صفحة على وسائل التواصل الاجتماعى، قال فيه إنه ضربة موجهة «للغزاة المسلمين».
وسارعت سلطات نيوزيلندا إلى العمل على وقف انتشار التسجيل المصور، محذرة من أن تَشارُك التسجيل يُعرِّض المستخدم للمحاكمة، فيما أزال «فيسبوك» الصور عن مئات آلاف الصفحات. وقال «بيترز» إنه اشتكى مباشرة لدى نائب الرئيس التركى، فؤاد أقطاى، ووزير الخارجية التركى، مولود جاويش أوغلو، اللذين زارا نيوزيلندا، مؤكداً معارضة بلاده الإرهاب بجميع أشكاله، كما أكد أن بلاده مجتمع حر ومنفتح.