انطلقت الأحد، أعمال اليوم الثاني لملتقى الشباب العربي والإفريقي الذي يعقد بمدينة أسوان، وخلاله عُقدت ورشة عمل تحت عنوان «تنفيذ أجندة الشباب والأمن والسلم في منطقة الساحل».
وبحسب بيان، أدارت الجلسة إسراء سعيد، مديرة البرامج، بمركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، وذلك ضمن فعاليات ملتقي الشباب العربي والافريقي. التحقت إسراء بالمركز في عام 2014، ولديها خبرة سابقة في مجال قضايا صنع وبناء السلام، لاسيما في قارة افريقيا. كما قامت بالمشاركة في تنظيم العديد من الفاعليات وورش العمل في نفس الشأن.
وتمثلت أهداف الورشة في رفع الوعي بأجندة الشباب والسلام والأمن، ومناقشة أبرز التحديات التي تواجه الشباب وتعوق مشاركتهم في نشر السلام والأمن في منطقة الساحل، بالإضافة إلى الخروج بتوصيات لضمان تنفيذ كفء وفعَال لكافة محاور الأجندة.
تضمنت الورشة ثلاث أقسام رئيسية. حيث ناقش القسم الأول أجندة الشباب والامن، بالإضافة للتحديات التي تواجه منطقة الساحل. فيما بدأ القسم الثاني بعصف ذهني بين الشباب المشاركين بعد تقسيمهم لخمس مجموعات، حول سبل وآليات تطبيق الاجندة في منطقة الساحل. وتناول القسم الثالث من الورشة عرض توضيحي من الخمس مجموعات المشاركة، واختتم ذلك القسم بعدد من التوصيات لعل أبرزها: تشجيع الدول الاعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا على بناء كيان فعال لدعم الاحتواء المجتمعي. وتبني إقامة منصة للنقاش وتبادل الخبرات في مجال الشباب والأمن والسلم في منطقة الساحل.
حيث تعد منطقة الساحل الافريقية، أحد أكثر المناطق تعقيدًا من المنظور الأمني، ليس فقط على مستوي القارة، بل على مستوي العالم أجمع. كما تعاني تلك المنطقة من عدد من المشكلات منها الفقر، التغير المناخي، البطالة، قصور آليات الحوكمة، بالإضافة إلى ضعف تطبيق أحكام القانون.
وعلى الجانب الأخر، تتمتع تلك المنطقة بعدد من المقومات، منها وفرة العنصر البشري، حيث يتخطى عدد سكان تلك المنطقة حاجر الثلاثمائة مليون نسمة، بما يحمل في طياته فرص واعدة للسوق العالمي. بالإضافة إلى ما تمتلكه المنطقة من مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، والموارد المائية الوفيرة، والظروف الاقتصادية المواتية للاستثمار.
ويعد قرار مجلس الأمن رقم 2250 والذي أعلن عنه في ديسمبر 2015، بمثابة المحور الرئيسي لأجندة الشباب والسلام والامن، فالأول مرة، يشار إلى المساهمات الحيوية للشباب في استدامة السلام، ويشدد القرار على أهمية تبني منظور الشباب عند تخطيط وتصميم وتنفيذ عمليات التدخل من أجل السلام، كما يؤكد القرار على توصيات المراجعة الدولية رفيعة المستوي الثلاثة عام 2015 حول عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وطبيعة عمليات بناء السلام، إلى جانب تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1325 بشأن المرأة والسلام، والأمن فيما يتصل بأهمية مبدأ المشاركة الجماعية وتعزيز مفهوم عدم حرمان أحد.
والملتقى هو أحد فعاليات منصات منتدى شباب العالم (WYF Platforms). والتي تدور فكرتها حول منح الشباب المصري ونظراءه في جميع أنحاء العالم فرصة لتطوير ودعم أفكارهم المختلفة في جميع المجالات، وذلك من خلال تنظيم عدة فاعليات على مدار العام.
ويأتي الملتقى تنفيذاً لتوصيات منتدى شباب العالم الذي عُقد في نسخته الثانية في نوفمبر 2018 بمدينة السلام شرم الشيخ؛ والتي نصّت على إقامة ملتقى للشباب العربي والإفريقي بمدينة أسوان.
وتدور أجندة الملتقى ٢٠١٩ حول العديد من القضايا والموضوعات التي تهم الشباب العربي والإفريقي، خاصةً في ظل رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي لهذا العام. كما تتنوع أشكال الفعاليات خلال الملتقى بين جلسات نقاشية وورش عمل وطاولات مستديرة تضم القادة من الشباب وصُناع القرار في حوار مفتوح عن أهم ما يشغل الشباب في العالم العربي والقارة السمراء.
كما يضم الملتقى العديد من الفعاليات الثقافية والترفيهية؛ حيث تُقام جولات سياحية للمشاركين في مدينة أسوان احتفالاً بكونها عاصمة الشباب الإفريقي لعام 2019. ويتزين شعار الملتقى بألوان متعددة مستمدة من ثقافة وروح مدينة أسوان؛ المنطقة الحضارية التي طالما ظلت بوابة مصر على إفريقيا.