x

السيسي: استهداف الدولة الوطنية بوسائل الاتصال «تحدّ كبير»

الأحد 17-03-2019 18:38 | كتب: محسن سميكة |
السيسي يتفقد الجناح الاقتصادي على هامش أعمال ملتقى الشباب العربي والأفريقي بأسوان السيسي يتفقد الجناح الاقتصادي على هامش أعمال ملتقى الشباب العربي والأفريقي بأسوان تصوير : آخرون

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، خطورة ظاهرة الإرهاب على استقرار الدولة الوطنية، مشيرا إلى التحديات الأخرى التي يواجهها العرب والأفارقة، لافتًا إلى أن أكبر حجم من العناصر المنخرطة في الجماعات الإرهابية يتواجد في أفريقيا لعدة أسباب، وهناك استقطاب للشباب للانخراط في تلك الجماعات.

وحذر الرئيس السيسي من مخاطر الفساد والصراعات الداخلية وتسببهما في حالة من عدم استقرار الدول.

جاء ذلك خلال فعاليات مائدة مستديرة بعنوان «وادي النيل ممر التكامل الأفريقي والعربي» على هامش ملتقى الشباب العربي الأفريقي بأسوان.

وتحدث الرئيس السيسى عن الطفرة التي حدثت في وسائل الاتصال بدول العالم، قائلا: «يبدو أننا لم نكن مستعدين لها في دولنا، لاسيما في تداعياتها ونتائجها، لأن مواقع التواصل أتاحت فرصة كبيرة للتواصل غير المنضبط».

وذكر الرئيس أن 60% من سكان أفريقيا والمنطقة العربية، دون الأربعين عاما، وهذا الرقم الضخم تحدٍ كبير رغم كونه ميزة، ويجب التنبه لهذا الأمر مع الطفرة التي حدثت في وسائل الاتصال.

وأشار «السيسي» إلى أن استهداف عناصر الدولة الوطنية من خلال وسائل الاتصال، يمثل تحديا كبيرا جدا، ليس على المستوى الأفريقي فقط، ولكن على المستوى العربي، ونحن نرى النتائج، فيجب التنبه لتلك النتائج جيدا، لأن الاستقرار هدف قاري واستراتيجي يجب أن يحصل على مستوى كبير من التقدير والاهتمام وجهود الحكام والمسؤولين والإعلاميين، لتوعية الشعوب بأن آمالهم وإمكانية تحقيقها قد تصيبهم بالإحباط ما لم ندرك عوامل الزمن والظروف التي تمر بها كل الدول.

وأشار الرئيس إلى أن الاستقرار والأمن فرصة يجب ألا نهدرها، مضيفاً: «قبل حديثنا عن التكامل العربي الأفريقي أو مشروعات عربية أفريقية، خلوا بالكم من استقرار بلادكم، لأن استقرارنا استثمارنا».

وتابع الرئيس: «مخاطر الصراعات السياسية في دولنا نتيجة أشياء كثيرة، نحن مطالبون بأن ننخرط في تواصل وبرامج تستهدف شبابنا وعقولهم، ولا نترك عقولهم للآخرين يأخذونهم في اتجاهات أخرى، وإذا كنا نتحدث عن التكامل والتعاون القريب بين المنطقة العربية، لابد أن نتجاوز كل التحديات التي تعوق هذا التعاون».

وأكد السيسي أهمية التاريخ المشترك بين الدول العربية وأفريقيا، مشيرا إلى أن التقارب بين الجانبين فكرة قديمة وموجودة منذ الآباء المؤسسين للاتحاد الأفريقي.

وأشار الرئيس السيسي إلى المحاولات التي تعمل على تأصيل الخلاف بين العرب والأفارقة، متابعاً: «الجغرافيا والتاريخ يعملان على تجاوز نقاط الخلاف اللي بيحاولوا يأصلوها بين العرب وأفريقيا، ولكن لدينا مصلحة مشتركة بين الجانبين ولدينا موارد ضخمة جدا وقوى بشرية تصل إلى 1.3 مليار نسمة».

وقال السيسي، إن تكلفة تحويل مليون فدان لأراضٍ صالحة للزراعة عالية للغاية، متابعًا: «استصلاح مليون فدان يحتاج تكلفة مالية هائلة ولا يقل أبدًا بأي حال من الأحوال عن 100 مليار جنيه».

وأضاف الرئيس أن استصلاح المليون فدان يحتاج إلى تأهيل البنية الأساسية من طرق وكهرباء وغيرها، متابعا: «عندما نقوم بتنفيذ هذا الأمر في مناطق ليست لديها البنية الأساسية لتطوير مشروعك لن ينفذ».

وأكد السيسي استعداد مصر للتعاون مع كل الدول الأفريقية، وليس مع السودان فقط، لإقامة مشروعات مشتركة تعم بالخير على الطرفين، ولكن ما نتحدث به يتكلف أرقاما ضخمة جدا من الأموال قد لا تكون متوفرة إلا مع بعض الدول بالمنطقة، ويجب التحرك عربيا وأفريقيا معا في نفس المسار لإنجاح هذا الأمر، كما يمكن للأشقاء في الخليج تمويل تلك المشروعات.

وأضاف قائلا: «معا نستطيع أن نتحرك في مسار للتعاون، يعطي الثقة بالنجاح في البداية، لنشجع على مشروعات أخرى، ونتحدث كثيراً ونوقع بروتوكولات تعاون كثيرة جدا ويعلن عن مشروعات كثيرة، لكن الواقع على الأرض، نسبة كبيرة جدا منه لم يكتمل، نتيجة أسباب كثيرة منها الاستقرار السياسي».

وطالب السيسي بإعداد ورقة بالاحتياجات العاجلة للنهوض بالقارة الأفريقية، وطرحها أمام القمة العربية الأفريقية المقبلة بالرياض، ووجه بأن تكون تلك الورقة مختصرة، محددة الإجراءات بدلا من الخروج بعشرات التوصيات التي قد تكون صعبة في تنفيذها.

واقترح السيسي بأن تتضمن تلك الورقة بحث إنشاء صندوق عربي- أفريقى لتمويل مشروعات البنية التحتية بالقارة الأفريقية، وبدء إجراءات إنشاء السوق العربية- الأفريقية المشتركة، والعمل بمنتهى القوة وفقًا لآليات تضمن نجاحها.

وأوضح السيسي أن القمة القادمة يجب أن تشهد وضع آلية عربية أفريقية للتنسيق والتأسيس لمكافحة الإرهاب والتحديات التي تواجه الدول، والحفاظ على أمنها واستقرارها.

واستعرض الرئيس مسارات التجربة المصرية للارتقاء بالاقتصاد الوطني من خلال إنشاء بنية تحتية ضخمة شملت شبكة للطرق والكهرباء والطاقة وإنشاء المناطق الصناعية الجديدة، وأشار إلى أن هناك صناعات تستطيع عمل قيمة مضافة إذا تكاتفت الدول الأفريقية فيها، مثل الصناعات التي تعتمد على الأخشاب والحديد والنحاس والكثير من الثروات التي تتمتع بها القارة، وقال الرئيس إن استغلال تلك الثروات تحتاج إلى بنية تحتية ضخمة من طرق وكهرباء وطاقة، حتى نتمكن من انتقال وتدفق تلك الثروات بين الدول الأفريقية.

وأشار الرئيس إلى الطرق والخطوط الملاحية وكل مستلزمات الصناعة الخاصة باستغلال الثروات الطبيعية، مشيراً إلى وجود دول تتمتع بوجود قطعان كبيرة من الماشية، إلا أنها لا توجد لديها صناعة لحوم أو بنية أساسية لنقل الماشية.

وقال السيسي إنه إذا تكاتفت الدول الأفريقية والعربية في إنشاء بنية أساسية قوية تربط بعضها البعض فإن شكل القارة سيتغير بالكامل بعد 10 سنوات.

وأضاف أن أفريقيا والعالم العربي يجمعهما تاريخ مشترك في مقاومة الاستعمار، وأن فكرة التقارب بين العالم العربي وأفريقيا ليست حديثة، لافتا إلى أن أول قمة عربية أفريقية انعقدت في عهد الرئيس الراحل أنور السادات عام 77 وبعدها توقفت لمدة 33 عاما ثم انعقدت بعد ذلك في عام 2013، وبعدها في عام 2016، والقمة المقبلة ستكون في مدينة الرياض بالسعودية.

واستعرض الرئيس السيسي تجربة مصر في تمكين الشباب والمرأة، مؤكدا أن الإرادة السياسية والقناعة بهذا الملف كان شرطًا ضروريا للتحرك الإيجابي فيه وتحويله إلى إجراءات، مع الوضع في الاعتبار الظروف والمناخ مثل العادات الاجتماعية والتعليم والثقافة، لافتا إلى أن دفع الشباب النقي الجاهز للإدارة هو السبيل الوحيد الذي يؤدي إلى نجاح تلك التجربة، وبالتالى تم إنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب، مشيرا إلى أن الأكاديمية عبارة عن معبر للوصول إلى المناصب العليا في الدولة، مشددا على أهمية الحفاظ على آلياتها.

كما طالب الرئيس السيسي بإنشاء حزمة من البرامج المختلفة للتواصل بين دول العالمين العربي والأفريقي، تساهم في تجاوز أي عقبات أو خلافات، مؤكداً أنه يجب أن يتم التوقف عن استخدام مصطلحات مثل الشمال العربي والجنوب الأفريقي وغيرها من المصطلحات التي تعمل على الانقسام.

وأوضح الرئيس أن حجم المنح التعليمية والطبية وغيرها التي تقدم للدول الأفريقية في إطار علاقات اﻷخوة والمحبة والتقدير، في حاجة للزيادة بما يليق بالعلاقات مع الأشقاء في العالم العربى وأفريقيا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية