أكد الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، أن مصر لن تتراجع عن طريق الديمقراطية، مؤكدا أنه بشكل شخصي من أنصار إعطاء فرصة زمنية قبل الانتخابات البرلمانية. وعرض شرف في كلمته أمام القمة الإفريقية للتجمعات الاقتصادية التي تعقد بجنوب إفريقيا، استضافة مصر للقمة الثالثة المقبلة، والتي تضم تجمعات الكوميسا والساداك، وتجمع شرق إفريقيا، والمقرر عقدها في 2013.
وأكد شرف على عمق العلاقات المصرية الأفريقية وحرص مصر بعد ثورة 25 يناير على إعطاء الأولوية لهذه العلاقات والنهوض بها في مختلف المجالات كي تعبر عن إيمان مصر بعمقها الافريقي وأهمية هذه العلاقات في دعم مكانة مصر سياسياً واقتصادياً وتقديم ما تحتاجه القارة من إمكانيات متاحة تضعها مصر في خدمة دول القارة وقضاياها.
وأضاف الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، أنه لا رجعة عن الديمقراطية مع تفضيله إعطاء الفرصة لعملية الحراك السياسي الدائرة في مصر حالياً، معلنا عزمه على ربط المصريين بالخارج بوطنهم الأم ومشاركتهم في الاقتراع في الانتخابات والاستفتاءات القادمة.
وقال شرف خلال لقاء عقده مع ممثلين عن الجالية المصرية في جنوب أفريقيا بمقر السفارة المصرية في بريتوريا مساء السبت، بحضور الدكتور سمير الصياد وزير الصناعة والتجارة الخارجية، والسفير المصري لدى جنوب إفريقيا، «بشكل شخصي أنا من أنصار أن يكون هناك (وقت إضافي) قبل إجراء الانتخابات البرلمانية، وأن يخضع ذلك للحوار والنقاش والطلبات الشعبية».
وردا على سؤال حول مسار التحول الديمقراطي في مصر، قال رئيس مجلس الوزراء إنه يجب تدعيم المسار الديمقراطي عن طريق بناء اقتصاد قوي، وأن الحوار الدائر في مصر حاليا يتركز حول الخطوات التي ينبغي اتخاذها لدفع مسيرة التحول الديمقراطي، إذ تطالب بعض الأصوات بإجراء الانتخابات الرئاسية أولا والبعض الآخر يطالب بوضع الدستور أولا.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن المرحلة الحالية تشهد حوارات مكثفة اقترح بعضها نوعاً من التأجيل حتى تعطي فرصة للحراك السياسي أن يتشكل، معرباً عن أمانيه بأن يتبلور التغيير الذي أحدثته الثورة بمضي الوقت على مستوى الحركة والخريطة السياسية للوصول إلى نتائج ملموسة، غير أنه قال إنه إذا اختار المواطنون أن يتم التغيير في هذا التوقيت فلا بد أن نستجيب وأن نمد يد المعاونة.
وقال رئيس الوزراء في لقائه بممثلي الجالية المصرية، إنه «يشعر بأن عملية التحول الديمقراطي سيكتب لها النجاح لأن (الديمقراطية راسخة في جينات الشعب المصري)، بدليل أن المشاركة في الاستفتاء تحولت من مجرد مشاركة رمزية نسبتها 3 % لتصبح 40 % في الاستفتاء الأخير»، وإن الحكومة ترحب باستثمارات المصريين في الخارج وستقدم كل التسهيلات اللازمة لإقامة مشروعاتهم، والإسهام في مشروعات قائمة أو مشتركة.
وأكد أنه يفتح باب مكتبه للجميع، وأنه حريص على مقابلة المواطنين في الشارع وأحيانا يقابلهم في بيته، مشيراً إلى أن مستشاره السياسي يلتقي من آن لآخر مع شباب الثورة، موضحاً أن ذلك كله من علامات الديمقراطية.
وبالنسبة لعلاقات مصر الخارجية، قال رئيس مجلس الوزراء إنها تنبع من مبدأ مهم هو فتح صفحة جديدة حتى لو كانت هناك مشكلات سابقة، وأن التوجه في الخارطة العامة هو أن إفريقيا يجب أن تكون في القلب فهذا هو دور مصر الطليعي.
وردا على سؤال تعهد الدكتور عصام شرف بدعم الحكومة للبحث العلمي، أكد أن الحكومة مهتمة بالبحث العلمي في مجال الطاقة النووية، مشيراً إلى أن مشروع زويل لمدينة العلوم الذي وافق عليه مجلس الوزراء مؤخرا سيعطي دفعة قوية للبحث العلمي، الذي وصفه بأنه قضية أمن قومي.
ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى أن شركات قطاع الأعمال هي رمانة الميزان في الاقتصاد المصري وهي وسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية وضبط السوق، موضحاً أن مصر تمر حاليا بمرحلة ترتيب البيت من الداخل.