يوصف ختان الإناث دوليا بأنه انتهاك لحقوق الإنسان التي تتعلق بالفتيات والنساء، ويعكس تفرقة متجذرة في الحقوق بين الجنسين، كما تشكل نمطا متطرفًا من التمييز ضد النساء، وغالبا تجرى هذه العملية «المجرمة» ضد القاصرات، كما أنها تعد انتهاكًا لحقوق الأطفال، وحقوق الصحة والأمن وتكامل البناء الجسدى، وكذا الحق في التحرر من التعذيب والقسوة والمعاملة غير الآدمية والمهينة، وحق الحياة عندما تفضى تلك الإجراءات إلى الوفاة.
وتقدر المنظمة الدولية عدد من يتعرضن سنويا لعملية الختان بأكثر من 3 ملايين ممن ينتمين إلى فئة الفتيات الصغيرات في سن الطفولة وحتى سن المراهقة والنساء الراشدات في أحيان أخرى، وفى هذا السياق، حذرت منظمة الصحَة العالميَة ويونيسيف وصندوق سكان الأُمم المتحدة، منذ عام 1997 من ختان الإناث.
وتشير تقديرات «يونيسيف» إلى أن أكثر من 70 مليون فتاة وامرأة تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاماً تعرضن للختان في 28 بلداً أفريقياً، بالإضافة إلى اليمن، وهناك ثلاثة ملايين فتاة يواجهن مخاطر الختان كل عام في القارة الأفريقية وحدها، وتم توثيق حالات لهذه الممارسات في الشرق الأوسط، كما توجد أيضاً حالات في أوروبا وأستراليا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية أساساً بين السكان المهاجرين من أفريقيا.
بينما رصدت منظمة الصحة العالمية حقائق رئيسية بشأن ختان الإناث، وتتمثل في:
- ختان الإناث أو «تشويه العضو التناسلى الأنثوى» يشمل عمليات من شأنها التغيير عمدا في شكل العضو أو إلحاق الضرر به لأسباب غير طبية.
- عملية الختان ليس لها فوائد صحية للبنات والنساء على السواء.
- هناك مشكلات تتعلق بالتبول والمثانة والإصابة بالعدوى ومضاعفات أخرى عند وضع الأطفال وارتفاع معدلات عرضة الأطفال حديثى الولادة للوفاة.
- أكثر من 200 مليون بنت وامرأة من الأحياء اليوم تعرضن للختان في 30 دولة في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا؛ حيث تتركز هذه العملية هناك.
- يجرى تنفيذ عملية ختان الإناث للفتيات التي تتراوح أعمارهن ما بين فترة الولادة والمراهقة.
- يعتبر ختان الإناث انتهاكا لحقوق الفتيات والنساء.
وقالت المنظمة إن ختان الإناث يشمل جميع العمليات التي تنطوى على استئصال كل أو جزء من الأعضاء التناسلية الخارجية أو غيرها من الإصابات التي تلحق بالعضو الأنثوى لدواعٍ غير طبية.
وأكدت المنظمة أن هذا النوع من الممارسات يجرى على أيدى تقليديين، وهم الذين يلعبون دورا رئيسيا في المجتمعات، مثل القيام بالتوليد، لافتة في الوقت نفسه إلى أنه في عديد من الحالات يؤدى مقدمو الرعاية الصحية عملية الختان، استنادا إلى اعتقاد خاطئ بأن هذه العملية «أكثر أمانًا»، عندما تجرى بشكل طبى.
ودعت المنظمة جميع العاملين في المجال الصحى بعدم إجراء مثل هذه العمليات. وقامت منظمة الصحة العالمية بتصنيف ختان الإناث إلى أربعة أنماط رئيسية تتمثل في، النوع الأول والذى تجرى من خلاله إزالة غطاء البظر فقط أو إزالة جزء أو كل البظر، في حين يجرى في النوع الثانى، فينطوى على استئصال كلى أو جزئى للشفرين الصغيرين مع أو بدون إزالة الشفرين الكبيرين والبظر.
أما النوع الثالث من الختان، فهو يعرف بالختان الفرعونى أو التبتيك، وهو يوصف بأنه الأسوأ، ويندرج تحت فئة التخييط والتقطيب، حيث تتم إزالة كل الأعضاء التناسلية الأنثوية الخارجية ثم خياطة الجرح، وفيه يزال الشفران الصغيران والشفران الكبيران مع أو بدون استئصال البظر.
وأخيرا النوع الرابع الذي يجرى فيه العملية بشكل ضار وبدون أي دواعٍ طبية تستلزم ختان الفتاة.
وفى مصر، تم حظر هذه الممارسة المجرمة بموجب قرار وزير الصحة والسكان رقم (271) لسنة 2007، كما حذرت نقابة الأطباء في بيانها الصادر في العام نفسه جميع أعضائها من هذه الممارسة، وأن المخالفين سوف يتعرضون للمساءلة القانونية والمهنية.
وفيما يتعلق بالناحية الدينية التي يحتج بها البعض، فإنه ليس هناك دليل من قرآن وسنة يحتم وجوبه أو سنيته، كما لم ينعقد الاجماع بين الفقهاء والاتفاق على حكم محدد، في حين أن تعاليم الإسلام تؤكد حرمة الجسد وحقوق الإنسان في أن ينعم بصحة جسدية ونفسية سليمة، وذلك انطلاقا من الحديث النبوى «لا ضرر ولا ضرار».
ختان الإناث عادة لم تأمر بها الأديان، فهى ممارسة لها جذور أفريقية، وليست دينية، فهناك 28 دولة أفريقية تقع أغلبها في وسط أفريقيا تمارس ختان الإناث، وشعوب هذه الدول لا تجمعها ديانة واحدة، فقد يكونون مسلمين أو مسيحيين أو لديهم ديانات أو عبادات أخرى، كثير من البلاد العربية والإسلامية في أنحاء العالم لا تمارس ختان الإناث. ويشكل ختان الفتاة انتهاكًا حقيقيًا لحقوق الطفلة المصرية، والذى يترتب عليه آثار صحية ونفسية قصيرة وطويلة المدى، ومن ثم يجب أن تتمع بالحق في صحة جسدية ونفسية سليمة، فضلا عن الحق في التعبير عن رأيها وفى المعرفة، فغالبية الفتيات يجبرن على إجراء الختان دون معرفة أو إدراك لما قد يصيبهن من أضرار بدنية ونفسيه من وراءه. ولا يوجد في أي مرجع طبى معترف به وطنيا أو دوليا جراحة تدعى «ختان الإناث»، كما أنه لا يدرس في أي كلية من كليات الطب في مصر والعالم، فضلا عن أنه يشكل مخالفة لآداب مهنة الطب والتى تدور حول عدد من المبادئ، تتمثل في المنفعة ومنع الخطر والعدل والقدرة على اتخاذ القرار والموافقة المبنية على معرفة.