التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الإثنين، «يورجن ريجترينك»، النائب الأول لرئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، بحضور الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي.
واستهل نائب رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية اللقاء، بالإعراب عن خالص تعازيه الشخصية وتعازي مسؤولي البنك لضحايا الحادث الأليم، الذي وقع في محطة مصر يوم الأربعاء الماضي، مؤكداً استعداد البنك لتقديم أية أوجه مساعدة فنية قد تحتاجها مصر خلال الفترة المقبلة.
وعقـّب رئيس الوزراء، بالإشارة إلى أن الحكومة سوف تستمر في بذل جهودها لتطوير مرفق السكك الحديدية، مع التركيز خلال الفترة المقبلة على زيادة ميكنة هذا القطاع، من أجل تقليل تدخل العنصر البشريّ إلى الحد الأدنى الممكن.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي، إن مصر تتطلع لمزيدٍ من التعاون مع البنك، لاستكمال تحديث الجرارات والعربات، بالإضافة إلى عمليات التطوير الشامل للمرفق، والتي تتضمن كهربة الإشارات، ورفع كفاءة المزلقانات وتجديد القضبان.
من جهة أخرى، أشاد رئيس الوزراء بما تحقق من تعاون بين مصر والبنك خلال الفترة الماضية، مؤكداً تطلع مصر لاستمرار وتعزيز التعاون مع البنك خلال الفترة المقبلة، بما يدعم جهود الدولة في تحقيق التنمية، لاسيما في إطار الدعم المتواصل الذي تُوليه القيادة السياسية لهذه الأنشطة التنموية.
وتطرّق اللقاء إلى بحث سُبل تعزيز أطر التعاون مع البنك داخل مصر، وفي قارة أفريقيا، لخدمة الأهداف التنموية لدول القارة، لا سيما بعد تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي، وفي هذا الصدد أكد النائب الأول لرئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، استعداد البنك وتحمُسه للتعاون مع مصر لتنفيذ مشروعات تنموية في القارة الأفريقية.
وأشارت الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدوليّ، إلى التنسيق الدائم مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، للاستثمار في عدة مجالات مختلفة مثل: البنية الأساسية والطاقة المتجددة، في ضوء عملية التنمية الشاملة الجاري تنفيذها في مصر على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، مع العمل على دعم القطاع الخاص.
من جانبه أشار النائب الأول لرئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية إلى أنه شعر بانبهار شديد خلال هذه الزيارة التي تعد الأولى له إلى مصر، مشيداً بما حققته مصر من نجاحات في كافة القطاعات الإنمائية، ونجاحها في تنفيذ برنامجها الطموح للإصلاح الاقتصادي، لافتاً إلى أن إجمالي استثمارات البنك في مصر وصلت إلى 4،8 مليار يورو من خلال 91 مشروعا بالدولة، ومؤكدا أن 2018 كان عاماً قياسياً لمصر، إذ أصبحت فيه أكبر بلد لعمليات البنك.
وأوضح «ريجترينك»، أنه سيزور خلال زيارته لمصر، مُجمّع بنبان للطاقة الشمسية، الذي يضم 16 محطة للطاقة الشمسية بدعم من 11 جهة دولية من بينها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.
واستفسر نائب رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية عن خطط الحكومة لإعادة هيكلة الوزارات مع قرب الانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة، فأوضح رئيس الوزراء أن الحكومة لديها خطة طموحة لإعادة هيكلة الوزارات والأجهزة الحكومية، مُشدّداً على أن الانتقال للعاصمة الإدارية لن يكون انتقالا للمكاتب وأدوات العمل فقط، وإنما سيصحبه نقلة نوعية في الفكر وطريقة أداء الأعمال، لاسيما من خلال ميكنة الجهاز الإداريّ للدولة وتحديث طرق تقديم الخدمات الحكومية، فعقـّب «ريجترينك» بالتأكيد على أن هذا الأمر سوف يجعل المواطن المصريّ يشعر بفارق حقيقيّ لمردود الإصلاحات الهيكلية التي تنفذها الحكومة.
تجدر الإشارة إلى أنه من خلال محفظة التعاون بين مصر والبنك الأوروبي، يتم تنفيذ عدة مشروعات في مجالات الطاقة المتجددة، والنقل، ومياه الشرب والصرف الصحي، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة أبرزها دعم مشروع الصرف الصحي في مصرف «كتشنر» بقيمة 148،3 مليون يورو ومحطة الطاقة الشمسية بنبان بأسوان بقيمة 150 مليون يورو، إلى جانب تحالف من 9 بنوك دولية تستثمر جميعها للمرة الأولى في قطاع الطاقة المتجددة، حيث تبلغ قيمة المشروع 653 مليون يورو.