أكد سفير دولة فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية دياب اللوح، ضرورة دعم رؤية الرئيس محمود عباس للسلام التي تقدم بها أمام مجلس الأمن في فبراير لعام 2018، كخطة لمواجهة أي صفقة أو مبادرة سلام لا تنسجم مع المرجعيات الدولية للسلام في الشرق الأوسط، وخاصة ما يسمى بصفقة القرن أو الحلول الإقتصادية والإنسانية.
وأكد السفير اللوح في كلمته التي ألقاها في الجلسة المغلقة أمام مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين في دورته 151، والتي انطلقت برئاسة مندوب الصومال السفير عبدالغني محمد، على ضرورة العمل مع الأطراف الدولية الفاعلة لتأسيس آلية دولية متعددة الأطراف، تحت مظلة الأمم المتحدة لرعاية عملية السلام، بما في ذلك الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لإطلاق عملية سلام ذات مصداقية ومحددة بإطار زمني، على أساس قرارات الشرعية ومبدأ الأرض مقابل السلام وحل الدولتين، والمبادرة العربية للسلام لعام (2002) بكافة عناصرها، والتي نصت على أن السلام الشامل مع إسرائيل وتطبيع العلاقات معها يجب أن يسبقه إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967م بما فيها القدس الشرقية وإعترافها بدولة فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف بما فيها حق تقرير المصير وحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين وحل قضيتهم بشكل عادل وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (194) لعام (1948).
كما طالب بضرورة تبني ودعم توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة والعمل على حشد التأييد الدولي لذلك، وتبني ودعم حق دولة فلسطين بالإنضمام إلى المنظمات والمواثيق الدولية بهدف تعزيز مكانتها القانونية والدولية، لاسيما بعد تمتعها بالصفة والسلطة القانونية الدولية الكاملة لرئاسة مجموعة الـ77+ الصين لغرض تجسيد استقلالها وسيادتها على أرضها المحتلة عام 1967م كاملة وغير منقوصة، وممارسة سيادتها الكاملة على مواردها الطبيعية.
كما أكد السفير اللوح ضرورة إدانة عملية القرصنة الممنهجة التي تقوم بها إسرائيل لأموال الشعب الفلسطيني، من خلال بدء تطبيق القانون العنصري الإسرائيلي الذي يسمح للحكومة الإسرائيلية بسرقة واقتطاع مخصصات ذوي الشهداء والأسرى الفلسطينيين من عائدات الضرائب الفلسطينية، التي تُسيطر عليها حكومة الاحتلال وتأخذ نسبة 3% مقابل تحصيلها، مما دفعنا لعدم استلام أموال الضرائب منقوصة، الأمر الذي يضعنا أمام أزمة مالية جديدة، ويزيد من تطلعنا لتوفير شبكة أمان عربية مالية لمواجهة هذا التحدي الخطير وتفعيل قرارات القمم العربية ذات الصلة، وإدانة المحاولات الإسرائيلية لاستهداف المسجد الأقصى المبارك، ومحاولات تقسيمه زمانياً ومكانياً والسماح لليهود بالصلاة فيه، وإدانة الاقتحامات المتكررة من عصابات المستوطنين المتطرفين والمسؤولين الإسرائيليين للمسجد الأقصى المبارك، والتي كان آخرها محاولة إغلاق باب الرحمة، وكذلك إدانة المحاولات الإسرائيلية الحثيثة لتقويض الكنائس وإضعاف الوجود المسيحي في المدينة المقدسة.
وشدد على ضرورة التأكيد على حق اللاجئين الفلسطينيين الأصيل وغير القابل للتصرف بالعودة إلى ديارهم في فلسطين التاريخية، تنفيذاً لقرار (194) لعام (1948)، وأن قضية اللاجئين هي أحد ثوابت القضية الفلسطينية، وإدانة ورفض أي تحرك من أي طرف لإسقاط حق العودة، أو محاولات التوطين، أو إعادة تعريف الوضع القانوني للاجئ الفلسطيني، ومحاولات تصفية وكالة الأونروا، والتأكيد على التفويض الممنوح لها وفق قرار إنشائها الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302 لعام 1949، وعدم المساس بولايتها أو مسؤوليتها وعدم تغيير أو نقل مسؤوليتها إلى أية جهة أخرى والعمل على أن تبقى الأونروا ومرجعيتها القانونية الأمم المتحدة، وتأمين الموارد والمساهمات المالية اللازمة لموازنتها وأنشطتها على نحو كافٍ مُستدام يمكنها من مواصلة القيام بدورها في تقديم الخدمات لضحايا النكبة في المناطق الخمس، لحين إيجاد الحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، ودعوة المجتمع الدولي والهيئات الحقوقية الدولية للضغط على سلطة الاحتلال الإسرائيلي للإفراج الفوري عن اكثر من سبعة آلاف أسير وأسيرة يقبعون داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية.
وقال السفير إن الشعب الفلسطيني، وقيادته في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في داخل وخارج فلسطين، لازلنا نؤمن أن أمتنا العربية المجيدة بكافة شعوبها ودولها الشقيقة لازالت تمثل العمق الإستراتيجي والراعي الأول لكفاحنا الوطني العادل والمستمر حتى إنهاء الإحتلال الإسرائيلي الغاشم وغير الشرعي وغير القانوني بكافة أشكاله العسكرية والإستيطانية لشعبنا ولأرضنا ولمقدساتنا، وأن هذا العمق العربي الإستراتيجي يُمثل الركيزة الأساسية لدعم التحرك الفلسطيني في الأروقة الدولية على كافة المستويات السياسية والدبلوماسية والقانونية وحشد أوسع إلتفاف دولي حول المبادرة العربية للسلام ورؤية الرئيس للسلام، مؤكدا إننا قد تحدثنا أمامكم مراراً وتكراراً وربما نكون قد كررنا بعضاً من أحاديثنا، ولكن ونحن نواجه كل هذه التحديات الجُسام والمخططات التصفوية الخطيرة لقضيتنا العادلة وحقوقنا المشروعة وأنتم في أمتنا العربية المجيدة ودولنا العربية الشقيقة سنداً لدعم قضيتنا التي هي قضيتكم وتعزيز صمود شعبنا الفلسطيني المناضل على أرضه، والمضي قدماً في كفاحه المشروع لإنجاز حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره وإنجاز إستقلاله الوطني.
وتقدم اللوح باسم دولة فلسطين وشعبها للحكومة والشعب المصري باحر التعازي القلبية بضحايا الحريق، الذي شب في محطة القطارات الأسبوع الماضي بالعاصمة المصرية القاهرة، وأدى إلى مصرع وإصابة العشرات متمنيا لمصر وشعبها كل الخير والاستقرار والسلام، كما تقدم باحر التعازي في التفجير الانتحاري الذي نفذ في شمال مقديشو. وراح ضحيته عدد من الضحايا، كما أشاد بدور دولة الكويت في دعم القضية الفلسطيني.