فى الوقت الذى ينشغل فيه كثير من النقاد وخبراء السينما بتقديم تحليلات عن أبرز أعمال سنة 2011، التى تقترب من نهايتها والخروج بقوائم ترتب أفضل النجوم وصناع الأفلام، رصد موقع«the vote» الإلكترونى ظاهرة انتشرت فى كثير من الأعمال خلال هذا العام، وهى الدويتو أو الثنائى الفنى الذى يجمع بين مخرج وممثل، أو سيناريست ومخرج أو مخرج وسيناريست فى تقديم عمل ما، باعتباره أكثر سمة ميزت 2011 وكانت سببا فى خروج أعمال جيدة وعرضها خلال الأشهر الماضية، ومن هذه الثنائيات الفنية الممثل «فييجو مورتينسون» والمخرج «ديفيد كروننبيرج» قدما معا فيلم «طريقة خطيرة»، فى ثالث تعاون لهما، بعد فيلمى «وعود شرقية» و«تاريخ من العنف» الذى كان سبب التعارف والتعاون الفنى بين الاثنين منذ عام 2004، ويكشف «مورتينسون» سر هذا التعاون بالاتصال الدائم ومناقشة السيناريو وجميع تفاصيل العمل عبر الهاتف وقبل بدء التصوير والاجتماع بباقى الممثلين للخروج بأفضل شكل، فى حين قال «كروننبيرج»: لقد تبادلنا 25 بريدا إلكترونيا مثلا لتحديد نوع وحجم السيجار الذى يدخنه البطل فى الفيلم.
أيضاً برز تعاون الكاتبة «ديابلو كودى» والمخرج «جيسون ريتمان» فى فيلم «الكبار الصغار» الذى لعبت بطولته «تشارليز ثيرون»، والذى يعرض حاليا وحصل على 80% من تقديرات النقاد على موقع «روتن توماتز» على سبيل المثال، تقول «كودى» إن علاقة العمل بينها وبين «ريتمان» يغلب عليها الهدوء والود وتسمح بكثير من الحرية للطرفين فى إبداء الملحوظات والاقتراحات على العمل، وقد عمل الاثنان فى فيلم «جونو»، الذى حصلت عنه «كودى» على جائزة أوسكار أحسن سيناريو.
وبعد نجاحهما العام الماضى فى فيلم «الشبكة الاجتماعية» الذى شكل أول تعاون بينهما وتناول تأسيس موقع «فيس بوك» وحصد العديد من الجوائز السينمائية المهمة، عاد المخرج «ديفيد فينشر» للتعاون مع السيناريست «رونى مارا» فى فيلم «الفتاة ذات وشم التنين»، وعن هذا التعاون يقول «فينشر»: منح كثير من الثقة يفتح الباب لإمكانيات أكبر فى الظهور، كما أن «مارا» تتمتع بحس فكاهى عال، سواء فى كتابتها أو داخل الاستوديو فى كواليس التصوير، وهو ما يخلق جوا مميزا للعمل، فى حين تعترف «مارا» بأن الثقة هى سر نجاح أعمالها مع «فينشر».
ويشكل الممثل «مايكل فيسبندر» والمخرج «ستيف مكوين» فى فيلم «عار» نموذجا مميزا لنجاح الدويتو هذا العام، خاصة مع احتوائه على بعض مشاهد التعرى، حيث شخصية البطل المدمن لممارسة الجنس، ونجحت علاقة الصداقة التى تربط بين الاثنين فى تقديم «فيسبندر» لهذه المشاهد دون ابتذال.
ويعد فيلم «الفنان» ثالث تعاون بين المخرج «مايكل هازنوفيتش» والممثل «دين دوجاردان» اللذين تعاونا من قبل فى جزأى فيلم«OSS 117»، ويقول «دوجاردان»: يعتقد أننى أمثل ما يفكر فيه فعلا، فى حين يقول «هازنوفيتش» : الثقة بين الطرفين هى سر تعاوننا، فلا نحتاج للتحاور، وأحيانا تدور الكاميرا دون توجيه منى لأدائه، فهو يفهم من نظرة عينى ما أريد توجيهه له، وكأننا نعمل بطريقة البلوتوث.