رغم أن الأسبوعين الأخيرين من شهر ديسمبر عادة ما يحملان مكاسب كبيرة لصناع السينما الأمريكية، لتزامنهما مع عطلة نهاية العام واحتفالات الكريسماس، فإن الموسم الحالى جاء مخيبا لتوقعات السينمائيين فى هوليوود رغم عرض أفلام تجارية بتكلفة مرتفعة كان يتوقع لها تحقيق طفرة كبيرة فى موسم الأعياد السنوى، ففيلم «شيرلوك هولمز- لعبة الظلال» لم يحقق فى عطلة الأسبوع الماضى سوى 37.5 مليون دولار مفتتحا أول أيام عرضه بـ14.5 مليون دولار، وهى إيرادات لا تقارن بما حققه الجزء الأول من الفيلم عام 2009 وهى 62.3 مليون دولار فى أول 3 أيام لعرضه، و525 مليون دولار عالميا، فى حين كان الخبراء يتوقعون أن يحقق 60 مليون دولار، خاصة أنه يمثل النوعية التى ينتظرها جمهور السينما الأمريكى التى تتوافر فيها عناصر التشويق والأكشن وغيرها من التوليفة التجارية ذات الإنتاج الضخم، التى تدر الملايين على صناعها سواء داخل أو خارج أمريكا، حيث تكلف الفيلم 125 مليون دولار، إلا أن الخبراء يتوقعون مزيدًا من الإيرادات له بنهاية هذا الأسبوع.
فى الوقت نفسه حقق الجزء الثانى من فيلم «آلفين والسناجب» 30 مليون دولار فى الأيام الثلاثة الأولى لعرضه، وهى إيرادات جيدة تفوق ما توقعته الشركة المنتجة، التى كانت تنتظر 20 مليون دولار فقط عن هذه المدة، رغم أن الجزء الأول من الفيلم حقق 48.9 مليون دولار قبل عامين، ويشارك النجم «جود لو» فى بطولة هذا الجزء.
ويأمل خبراء السينما أن ينعش الجزء الرابع من سلسلة «مهمة مستحيلة» للنجم «توم كروز»، الذى يحمل اسم «البروتوكول الشبح» السينما، فقد افتتح شباك التذاكر بـ4.7 مليون دولار الجمعة الماضى، ووصل إلى 13.3 مليون دولار، ثم 31.3 مليون دولار حتى يوم الأحد، حيث يعرض على نطاق محدود فى 425 دار عرض فقط، ويتوقع أن يحقق المزيد من الإيرادات مع عرضه على نطاق واسع يتجاوز 3000 دار عرض.
وتعد عطلة هذا الأسبوع الأسوأ فى تاريخ شباك التذاكر الأمريكى منذ سبتمبر 2008، عام الأزمة الاقتصادية العالمية ومنذ بداية شهر ديسمبر، وهو ما رآه الخبراء، بسبب غياب أفلام النجوم طوال الأسبوعين الماضيين، ولذلك يأملون فى أن يعوض فيلما «مهمة مستحيلة» و«شيرلوك هولمز» نزيف الإيرادات بفضل نجومية وشعبية بطليهما «توم كروز» و«روبرت داونى جى آر»، ومن المقرر عرض 9 أفلام جديدة خلال العشرة أيام المقبلة كخطة لإنعاش شباك التذاكر فى أمريكا الشمالية، خاصة أنها تمثل نوعية من الأفلام التى تضم نجوما كباراً، إلى جانب مستواها الفنى المميز، واستهل فيلم «الكبار الصغار» بطولة «تشارليز ثيرون» هذه الأفلام التسعة بعرضه الجمعة الماضى فى 1000 دار عرض، على أن يعرض فى 4000 دار عرض خلال الأسبوع المقبل، وتدور أحداثه حول كاتبة شهيرة تعود إلى مسقط رأسها فى مدينة «مينيسوتا» بعد طلاقها، لتستعيد علاقتها الرومانسية مع حبيبها الذى تزوج مؤخرا، كما تستعد دور العرض لاستقبال فيلم «مذبحة» للمخرج «رومان بولانسكى» وبطولة «جودى فوستر» و«كيت ونسليت» و«كريستوفر والتز».