دعا منصور حسن، رئيس المجلس الاستشارى، جميع القوى السياسية الى اجتماع للتوافق فيما بينها على كل الترتيبات الخاصة بالفترة المتبقية من المرحلة الانتقالية، وذلك بمناسبة قرب الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب، وهى الخطوة الأولى للانتهاء من المرحلة الانتقالية، وتسليم السلطة للنظام الدستورى المدنى الجديد. وطالب حسن، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، جميع القوى السياسية باستعادة روح ثورة 25 يناير العظيمة التى أوجدت حالة «عميقة» من الوحدة الوطنية، سادت فيها علاقات التسامح وقبول الآخر والتوحد لتحقيق المصلحة العامة. مشيراً إلى أن الخلافات والاقتراحات التى تنتشر فى المجتمع خلال الوقت الحالى تشعر المواطن بانقسامات عديدة فى الصف الوطنى، ما ينعكس سلباً على الحالة المعنوية للمواطنين، لشعورهم بأن القضايا التى تهمهم تائهة فى بحر السياسة، رغم أنه كان يجب أن تكون فى صدارتها، وقال إن خدمة الشعب هدفنا جميعاً. وتابع حسن: «إننا فى هذا التوقيت الذى لم يتبق فيه على المرحلة الانتقالية سوى أربعة أشهر، حيث يتم فتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، يقتضى الواجب الوطنى منا جميعاً أن نعبر هذه الفترة فى هدوء وانضباط وتوافق واستبشار بالعهد الجديد الذى نقبل عليه». وأوضح حسن أن التبكير بانتخابات مجلس الشورى كان اقتراحا من المجلس، لإتاحة فرصة أطول للجنة التأسيسية التى ستكون مسؤولة عن وضع الدستور.
وقال إنه ومن خلال المناقشات المتتالية داخل المجلس، تبين قصر الفترة المتاحة لإعداد الدستور، خاصة أن هذه الفترة كانت غير كافية لتشكيل لجنة وضع الدستور وإعداده. وأشار حسن إلى أن مجلسى الشعب والشورى اللذين يشكلان جناحى البرلمان يستفيدان من طول الفترة، عقب اجتماعهما المشترك أواخر فبراير المقبل، قائلا: «المجلسان سيشكلان اللجنة التأسيسية، وبالتالى نريد إتاحة فرصة كافية للمناقشات التى ستخرج بدستور مصر الجديد». فى سياق متصل، قال الدكتور محمد الخولى، المتحدث باسم المجلس الاستشارى، إنه لم تتم دعوة الأعضاء المستقيلين مرة أخرى للعودة إلى المجلس، قائلا: «لن نوجه دعوات أخرى لهم، لكن مازال الباب مفتوحا أمامهم للعودة مرة أخرى». وتابع الخولى أثناء المؤتمر الذى عقده المجلس الاستشارى، مساء أمس الأول، أن المجلس دعا أعضاء جددا للانضمام إليه، مؤكدا أنه دعا كلا من الدكتورة منى مكرم عبيد، والكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، والدكتور أسامة الغزالى حرب، مضيفا أن المجلس لا يختار أشخاصاً لتمثيل تيارات سياسية معينة، وأنه مجلس الكفاءات ومفتوح أمام الجميع. وأشار الخولى إلى مشاركة اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، فى الاجتماع المقبل للمجلس، والمقرر يوم الثلاثاء المقبل، للوقوف على مسألة التواجد الأمنى وعودته إلى الشارع، موضحاً أن المجلس بمثابة حلقة الوصل التى تشعر بما يشعر به المواطن المصرى.
فيما أكد المهندس شريف زهران، الأمين العام المساعد للمجلس، أن تقصير الفترة الانتقالية يعد خطوة جيدة فى ظل عدم وجود تغييرات دستورية، مشيرا إلى أن قصرها أكثر من ذلك سيحدث حال التوافق سياسياً وشعبياً على إجراء تعديلات دستورية.