x

عروض «فيس بوك» للزواج من الفتاة ضحية السحل في «التحرير»

الأحد 25-12-2011 16:51 | كتب: حنان شمردل, عليا تمراز |
تصوير : اخبار

«يا مين يوصلنى بأبوها ولا أخوها أخطبها قوام »

تحت عنوان «رسالة إلى الفتاة التى أظهرت للعالم (خيانة) المجلس العسكرى» كتب محمود على صفحته بـ«فيس بوك»: «اسمى محمود إبراهيم عبدالرازق، عمرى 29 سنة، باشتغل فى موقعMBC مكتب القاهرة، عارف إن ده مش وقته، ومش عارف أقولها إزاى، ميهمنيش الناس هتقول علىّ إيه، كل اللى أعرفه إنك من أشرف بنات مصر عشان كده نفسى رسالتى توصلك، شرف لىّ إنى أطلب منك الطلب ده: تتجوزينى».

محمود اكتفى بالرسالة، وجددها يومياً على صفحته، ربما تصل إلى فتاته التى يسعى وراءها، والتى استطاعت - حسب تعبيره - فضح كل رجال مصر، فحينما تعرت الفتاة وسحلت على يد عساكر الجيش، تعرت مصر وسحلت رجولتها، لذا فهذه الفتاة هى الأشرف والأصدق فيمن قابله من فتيات، وهذه المواصفات هى التى يبحث عنها أى رجل فى فتاة أحلامه.

لم يأت لمحمود الرد الذى يتمناه، وإن انهالت عليه التعليقات، بعضها يمدح عرضه ويشكره عليه، وآخرون يساعدونه فى إتمام العرض، فعلق طه السيد: «أنا هاتبرعلك بتمن الشبكة.. دبلة وخاتم ومحبس وغويشتين».. وكتب كريم عبدالجواد: «أنا اللى هيجيبلكوا النادى اللى هيتعمل فيه الفرح.. واللى انتوا تختاروه والله لو هيكلفنى دم قلبى، والله على ما أقول شهيد».

الغريب أن عرض محمود انتشر لدرجة أن شاباً آخر يدعى أحمد أنور رفع لافتة فى وسط ميدان التحرير، كتب عليها: «الفتاة اللى عرت رجالة مصر.. تتجوزينى»، وبرر عرضه: «البنت متعرتش، رجالة مصر كلهم اللى اتعروا، ودى أشرف بنت فى مصر، ويشرفنى إنها تقبل عرضى».

لم ينف محمود غيرته من عرض أحمد، وإن قال لـ«المصرى اليوم»: «عرضه جعلنى أتمسك بها أكثر، لدرجة أننى بالفعل أبحث عن أسرتها أو أى من أصدقائها ومعارفها لأتقدم بشكل رسمى واللى يلحق فينا وتوافق عليه يبقى ربنا كتبها له»، ثم ابتسم مردداً أغنية محرم فؤاد فى فيلم حسن ونعيمة: «يا مين يوصلنى بابوها ولا اخوها أخطبها قوام.. الحلوة »

«إسكندرانى» يطلب يدها بوعد: هاكتب على دبلة الخطوبة «يسقط حكم العسكر»

ومن الإسكندرية، أنشأ شاب سكندرى صفحة على موقع «فيس بوك»، أمس الأول، لطلب يد الفتاة المسحولة تحت شعار «هل تشرفيننى بقبول زواجك منى يا أشجع من فى مصر؟».

ووضع الشاعر الشاب محمد سليمان الدوم، صاحب الصفحة الذى يعمل مهندساً كيميائياً، رسالة فى صدر الصفحة يؤكد لها أنه لم ينشئها بغرض الشفقة أو العطف على حال الفتاة، ولكن ليؤكد لها الاعتزاز والافتخار بها والاحتقار لكل من تخاذل فى الدفاع عنها وخاض فى سيرتها بالسوء، أو حملها مسؤولية فعلها.

وكتب فى رسالته: «أنا فعلاً يكون لى الشرف لو وافقتى، وشوفى بنفسك كام مصرى راجل فعلاً، مش بس فى البطاقة، يتمنى إنه يسعدك يا أجمل من فى مصر، إوعى تزعلى نفسك إوعى يكسروا نفسيتك لأن ده هدفهم اللى عايزين يوصلوا له معانا كلنا.. إنتى بالفعل أثبتى أن الحلم موجود وبرىء ويستحق التضحية والموت عشانه.. وانتى دلوقتى الحلم.. إنتى الأيقونة.. إنتى مصر».

وتابع: «يمكن أكون معرفكيش ولا عمرى شفتك، يمكن يكون ده تصرف خاطئ منى أو من غيرى، يمكن تكون الصفحة دى رمزية وإن كنت باقصد كل حرف فيها بمنتهى الصدق، ويمكن متشوفيهاش أصلاً بس المؤكد إنى فعلاً بحبك بكل ما تعنيه لكل حر وكل إنسان وكل حد بيغير على أجمل حاجة فى حياته».

واختتم رسالته برغبته فى الكتابة على دبلة الزواج «يسقط حكم العسكر»، واضعاً صوراً تاريخية لكفاح المرأة المصرية فى التاريخ الحديث، منها صور لسيدات فى مظاهرات ثوة 19، كتب عليها ست البنات «ثائرة التحرير» هى حفيدة هؤلاء الثائرات المناضلات فى ثورة 19 وفى العدوان الثلاثى على مصر عام 56 مرفقاً أيضاً صوراً لفتيات متطوعات فى بورسعيد، وتوالت تدويناته على الصفحة بوضع قصص وأسماء أشهر المقاتلات فى التاريخ الإسلامى اللاتى شاركن فى الغزوات مع الرسول.

وقال «الدوم» لـ«المصرى اليوم»: «هدف الصفحة معنوى فى المقام الأول، لأنه ربما لن يتحقق على أرض الواقع للأسف بسبب ما أصابها على المستوى النفسى، أو لظروفها الشخصية، ولكنه ود تقديم رسالة للمجتمع الذى وصفه بـ«المريض»، والذى لا ترتضى أعرافه وعاداته أن يتقبل الضحايا، ويصر أن يصدر عليهم أحكاماً مسبقة وعنصرية.

وأكد أنه ملتزم تماماً بما جاء فيها، وإن تردد قبل إنشائها بسبب خوفه من نقل رسالة لها أنها أقل من غيرها أو مدعاة للشفقة، ولكنه قرر أن يدشنها ويوضح أن الشفقة الحقيقية ليست لمن يتعرض للضرب والسحل والقتل وانتهاك عرضه إنما على حال المصريين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية