كشف الكاتب البريطاني، روبرت فيسك، عن تفاصيل جديدة خاصة باتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتى فتح وحماس، قائلاً إن الاجتماعات السرية بين مجموعة من الوسطاء الفلسطينيين ومسؤولين فى المخابرات المصرية، هي التي أدت إلى اتفاق الوحدة الفلسطينية الذى أزعج إسرائيل والولايات المتحدة.ولفت فيسك، في مقاله بصحيفة «إندبندنت» البريطانية، إلى أنه تمكن من الحصول على سلسلة من الخطابات، بين جميع الأطراف، تظهر مدى تعقيد المفاوضات.
وأوضح فيسك أن حماس سعت إلى الحصول على دعم الرئيس السورى بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم، مؤكداً أنها حصلت عليه بالفعل، وكان من بين نتائج المفاوضات موافقة مشعل على توقف حماس عن إطلاق الصواريخ، والاتفاق على إنشاء دولة فلسطينية مستقبلية تقوم على حدود 1967.
ونقل فيسك عن منيب المصرى، وهو أحد الوسطاء الفلسطينيين الأساسيين، قوله إنه «دون النوايا الحسنة من كل الأطراف ومساعدة المصريين وقبول السوريين ورغبة الفلسطينيين فى الوحدة بعد بداية الربيع العربى، فلم يكن هذا الاتفاق ليتم».
وأشار المصري الى أنه أجرى خلال ثلاث سنوات أكثر من 12 رحلة إلى دمشق والقاهرة وغزة وأوروبا ، لتقديم مبادرات للمصالحة.وأشاد المصري بدعم المخابرات المصرية للمصالحة، وقال: «كتبنا وثيقة وقلنا سنذهب لتهنئتهم بالثورة وأجرينا اجتماعين مع خالد عرابي، نائب رئيس المخابرات المصرية، ومحمد إبراهيم، ضابط في جهاز المخابرات، والتقى الوفد أيضا النواب».
ولفت المصري إلى لقاء الوفد مع عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية المنتهية فترته، قائلاً إنه على الرغم من أن موسى كان «حذرا للغاية» في البداية، إلا أنه في اليوم التالي، كان إيجابيا جداً، وطلبنا منه أن يعطي الفلسطينيين فرصة. وتابع المصري «ذهبنا أيضاً إلى نبيل العربي، وزير الخارجية، في مقر الوزارة، حيث لاحظنا العلاقة الوثيقة بين وزارة الخارجية والمخابرات المصرية، وهو ما جعل الوفد الفسطيني يشعر بأن مصر الجديدة لديها الكثير من الثقة».
ولفت فيسك إلى أن الجانبين فتح وحماس لم يكونا مستعدين للإجابة على المبادرة دون رد فعل الجانب الآخر مسبقاً، وانتهت الجولات بتوقيع المصالحة في القاهرة وخروج الفلسطينيين في احتفالات لانتهاء الانقسام الذي استمر أربع سنوات.