x

والدة آخر شهداء «قصر العينى»: «سامح» رفض الذهاب لـ«الخطوبة».. ثم اختفى للأبد

الجمعة 23-12-2011 19:28 | كتب: يمنى مختار |
تصوير : other

«سامح راح.. سامح راح»، بهذه الكلمات ودعت والدة سامح أنور (26 عاما)، شهيد أحداث مجلس الوزراء، الذى فاضت روحه، الخميس، فى غرفة العناية المركزة بمستشفى قصر العينى، بعد أن فشلت جهود إنقاذ حياته على مدار عدة أيام.

كان الأطباء قد أكدوا أن «سامح» لن يصمد طويلاً، حتى بعد إجراء سلسلة من العمليات الجراحية، ونقل 16 كيس دم إليه، فإصابته بطلقين من الرصاص الحى فى بطنه خلال أحداث مجلس الوزراء كانت كفيلة بقطع الوريد الذى ينقل الدم إلى جميع أطراف الجسم.

وبكت أم الشهيد طويلا أمام مشرحة زينهم، قبل أن تتماسك قليلا لتحكى عن اللحظات الأخيرة فى وداع ابنها، وقالت: «فى اليوم الذى أصيب فيه، لم يرغب سامح فى تناول الغداء مع أسرته، ودار حديث قصير حول رغبته فى أن يتقدم للزواج من إحدى الفتيات، بينما كنت أؤكد له أننى على استعداد للذهاب معه فى نفس اليوم لخطبتها، لكنه أصر على الذهاب إلى شارع مجلس الوزراء عقب صلاة العصر، حذرته طويلاً من القناصة، وقلت له (محدش بيرجع من هناك)، لكنه اكتفى بأن لوح لى بيديه مبتسما، وظل ينظر إلىّ حتى اختفى فى نهاية الشارع، ولم يعد إلا ميتا».

وأضافت: «قال لى الطبيب إن ابنى توفى، فلم أصدقه، وقلت له (ابنى لسه عايش وبيتنفس)، فأشار الطبيب إلى الأجهزة التى تظهر توقف جميع العمليات الحيوية بالجسم، وسحب جهاز التنفس الصناعى لأتأكد من أنه غاب عن الدنيا، فأخذته فى حضنى، وقلت له (كده ياسامح تسيبنى لوحدى)، فهو الوحيد من بين إخوانه الذى لا يزال مقيما معها فى منزل العائلة، وكان يجهز شقة فى نفس العمارة ليتزوج فيها، بعد أن امتلك (إنترنت كافيه) فى شبين القناطر».

وقال «رمضان» أخو الشهيد: «زمان كانوا بيرشوا ميه ملونة على المتظاهرين، عشان يعرفوا يقبضوا عليهم، دلوقتى بيضربوهم بالرصاص الحى، أخويا اتضرب برصاص حى فى بطنه، تسبب فى تهتك الشريان اللى بيوصل الدم للجسم كله، وفشلت كل العمليات التى أجريت له فى إعادة الشريان إلى حالته الأولى»، فقاطعته الأم: «ميشفيش غليلى غير إنى أقتل اللى قتله بإيدى».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية