طالب السفير دياب اللوح، سفير دولة فلسطين بالقاهرة، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، بدور أوروبي فاعل وملموس في عملية السلام بالشرق الأوسط، وعلى صعيد حل عادل للقضية الفلسطينية، مبني على قرارات الشرعية الدولية، والمحددات المتعارف عليها دوليًا، وذلك انطلاقا من الشراكة القائمة والمصالح والمنافع المتبادلة بين الدول العربية والاتحاد الأوروبي.
وأعرب اللوح، في كلمته أمام الاجتماع المشترك للمندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية، وسفراء اللجنة السياسية والأمنية لمجلس الاتحاد الأوروبي، الذي عقد اليوم الأربعاء، بمقر الجامعة العربية، عن شكره لدول الاتحاد الأوروبي على مواقفه المتقدمة الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، ودعمها المادي المتواصل والمستمر لمؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية.
ورحب برفض الاتحاد الأوروبي لسياسة الاستيطان التي تمارسها حكومة الاحتلال اليمينية في إسرائيل.
ودعا الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، حفاظًا على مبدأ حل الدولتين والذي يتبناه الاتحاد الأوروبي وينادي به في كل مكان.
وطالب الإتحاد بالحفاظ على موقفه الموحد من المكانة القانونية لمدينة القدس الشريف، وأن يحث الاتحاد الأوروبي جميع دول العالم الأعضاء في الأمم المتحدة أيضا بالالتزام بهذه الوضعية القانونية لمدينة القدس وبقراري مجلس الأمن 476، و478 لعام 1980.
كما طالب «اللوح» الاتحاد الأوروبي بالعمل على تطبيق جميع قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بفلسطين، سواء بقرارات مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة وخاصة القرارات 242، و338، و1397، و1515 والقرار 2334، وذلك من أجل الوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية وبناء سلام عادل وشامل في المنطقة، ووضع حد نهائي لحقبة الاحتلال الإسرائيلي وما ألحقه من ظلم تاريخي كبير بالشعب الفلسطيني.
وطالب كذلك بتأييد ما جاء في مبادرة السلام العربية كوسيلة لإحلال السلام في المنطقة، ودعم الرؤية التي تقدم بها الرئيس محمود عباس أمام مجلس الأمن في فبراير 2018، كآلية ناجحة ومتاحة لإحلال هذا السلام والخروج بالمنطقة من النفق المظلم الذي تمر فيه بسبب تعنت الحكومة الإسرائيلية والقرارات الأمريكية الجائرة وغير الشرعية ضد القدس وضد الشعب الفلسطيني والتي رفضناها ومازلنا نرفضها.
ودعا «اللوح» الاتحاد الأوروبي بعدم الاكتفاء ببيانات الرفض والإدانة لسياسة الاستيطان الإسرائيلية العنصرية وقانون القومية اليهودية العنصري، وممارسة الضغط الفعلي على إسرائيل لوقف البناء في المستوطنات وعدم إقامة مستوطنات وبؤر استيطانية جديدة.
كما دعا «اللوح» الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى تطبيق قرارات البرلمان الأوروبي حول منتجات المستوطنات الإسرائيلية وتطبيق خلاصة مجلس الشؤون الخارجية الأوروبي في 11 نوفمبر 2015، برسم ملصقات لمنتجات المستوطنات، والعمل على عدم خروج هذه البضائع من المنشأ، والتأكد من عدم دخولها للأسواق الأوروبية.
واختتم «اللوح»، كلمته، بتوجيه الشكر إلى الدول الأوروبية الصديقة على دعمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» والتمسك بولايتها القانونية وتفويضها الدولي، حيث لا يحق لأي جهة كانت إلغاء وجودها أو المس بولايتها وتفويضها، طالما لم يتم التوصل بعد لحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات الشرعية الدولية وخاصة القرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948، مطالبا باستمرار توفير الدعم المالي الكافي للأونروا لكي تستمر في دورها المنوط بها وتقدم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين في المناطق الخمس، قطاع غزة، والضفة الغربية، والأردن، ولبنان، وسوريا.