قال السفير الفلسطينى بالقاهرة، دياب اللوح، إن الدبلوماسية الفلسطينية بالشراكة مع الدبلوماسية العربية، خاصة المصرية، حققت إنجازات رائعة على المستوى الدولى، موضحا، فى حوار خاص لـ«المصرى اليوم»، أن هناك جهودا مضادة لإسرائيل فى المساعى الدولية يقوم بها الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبو مازن».
وإلى نص الحوار:
■ فى البداية.. نقل السفارة الأمريكية للقدس أصبح واقعياً كيف ستواجهونه؟
- لن نسلم بهذا الواقع، لأن هذا القرار باطل ويتناقض مع قرارات مجلس الأمن بعدم إنشاء أو نقل بعثات دبلوماسية من تل أبيب للقدس، بموجب القرار الدولى لعام 1980، وبموجبه فإن البعثات التى كانت موجودة فى القدس نقلت مقارها لتل أبيب، وما بنى على باطل فهو باطل، ونحن الشعب الفلسطينى لن نتعامل مع السفارة لأن هناك قرارا من القيادة الفلسطينية بقطع الاتصالات مع القيادة الأمريكية عقب صدور قرار الرئيس دونالد ترامب، وهو ما شبهناه بأنه «وعد بلفور جديد مشؤوم»، لأن ترامب بموجبه أعطى من لا يملك لمن لا يستحق، وأنا قلت إن القدس ليست ملكا لترامب حتى يهديها لإسرائيل.
■ تقييمك لجولة «أبو مازن» فى أمريكا اللاتينية، هل نجحت فى الحشد لمنع نقل سفارات هذه الدول للقدس؟
- الدبلوماسية الفلسطينية، بالشراكة الكاملة مع الدبلوماسية المصرية والعربية، حققت إنجازات رائعة وملموسة، وخاصة بتراجع إسرائيل عن طلبها للحصول على مقعد غير دائم بمجلس الأمن، والرئيس «أبو مازن» يقود الدبلوماسية الفلسطينية بامتياز ونجاح وحققنا إنجازات كبيرة وفلسطين تقريبا ممثلة فى 110 منظمات واتفاقيات دولية وفى طريقها للانضمام إلى المزيد إلى المنظمات والاتفاقيات والمعاهدات والبروتوكولات، وحصلنا على 138 صوتا لصالح دولة مراقب فى الأمم المتحدة فى 2012، وهناك برلمانات دول كثيرة اعترفت بفلسطين ونحن نعمل على 3 محاور، تشمل تعزيز موقف الدول المؤيدة، والدول التى كانت متحفظة، أو المترددة فى تأييدنا، وأحرزنا تقدما ملموسا فى موقفها، والدول التى كانت ضدنا مثل كندا.
■ إسرائيل تعمل على حث الدول لنقل سفاراتها للقدس، ووافقت باراجواى على نقل سفارتها؟
- باراجواى لم تنقل سفارتها فعليا، ولكنها قالت إنها ستنقلها، ونبذل جهدا موازيا ومضادا لمنع حدوث ذلك لأنه يتناقض مع قرارات مجلس الأمن، وطالبنا الدول العربية بالالتزام بقمة عمان 1980 لمقاطعة الدول التى تنقل سفارتها للقدس، ونحن بحاجة إلى دعم الدول العربية لأننا بدون غطاء عربى لن ننجح وحدنا، خاصة فى مصر والأردن والسعودية ومصر دولة كبيرة ووازنة بالنسبة لنا، بالإضافة إلى ما تبذله الجماعة العربية من جهد ممتاز.
■ هل تعتبرون أن الدول العربية تقف صفا واحدا لدعمكم؟
- نعم، وهذا ما ترجمته قمة الظهران فى السعودية، والتى سُميت بقمة القدس، التى تبنت مشروعات القرارات كافة، الخاصة بالقضية الفلسطينية، والموقف العربى يلتف التفافا كاملا حول قضية القدس، وحتى الدول العربية التى نختلف معها لا تختلف على قضية القدس، وهناك إجماع عربى على مركزية القضية الفلسطينية والمكانة التاريخية للقدس عاصمة فلسطين.
■ هل ستدعون لقمة عربية طارئة لمواجهة صفقة القرن وما يثار حولها؟
- على الطاولة، لا يوجد شىء اسمه صفقة القرن، ولكن عقدت قمة عربية حملت اسم القدس، وأعتقد أن ذلك يكفى أن يوجه رسالة واضحة للعالم وأمريكا، بأن القدس هى عنوان، وبدون أن يكون مضمون هذا العنوان فى أى اتفاقية أو خطة فى أى صراع عربى- إسرائيلى، فلن يمر.
■ ما هى أوراق الضغط لديكم فى الجنائية الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة لوقف الانحياز الأمريكى لصالح إسرائيل؟
- أكبر ورقة لدينا هى أننا أصحاب حق ولا يستطيع أحد فى العالم أن يجبر القيادة الفلسطينية على توقيع اتفاق مع إسرائيل، ما دام لا يلبى الحقوق الشرعية للشعب الفلسطينى فى إقامة دولته ذات سيادة كاملة وعاصمتها القدس على حدود 67، ويضمن حق عودة اللاجئين، ويتضمن كافة قضايا الحل النهائى.
■ هل حق العودة سقط؟ وما هى البدائل إذا كانت إسرائيل تصر على ذلك؟
- إذا سقط حق العودة لما شاهد العالم ما يقوم به الشعب الفلسطينى من تحرك سلمى وقانونى من أجل العودة، وأبناء الشعب يتمسكون بحق العودة لفلسطين التى هجروا منها قسرا عام 1948، فحق العودة لم يسقط، ولن نوقع أى اتفاق ولن يكون هناك استقرار كامل فى المنطقة دون اشتماله على حق عودة اللاجئين.
■ ما أبرز المعوقات التى تواجه القيادة الفلسطينية فى تحركاتها الدولية؟
- هناك تحرك فلسطينى- عربى، يواجهه تحرك إسرائيلى مدعوم أمريكيا، والعمل المشترك يذلل كل العقبات وأكبر عقبة تواجهنا هى إجهاض مشاريع القرارات التى تتقدم بها المجموعة العربية فى مجلس الأمن بالفيتو الأمريكى، ويوجد 700 قرار دولى بخصوص القضية لم تنفذ لعدم وجود آلية وإرادة دولية لتنفيذها وهذه كبرى العقبات التى تواجهنا.