x

«رقصةٌ غابت وراء الشمس» (شعر)

الثلاثاء 22-01-2019 22:04 | كتب: اخبار |
كاريكاتير (شعر) كاريكاتير (شعر) تصوير : اخبار

يبدو أننى أصبحتُ أشبِهُ ذلك العجوز

الذى لا يكترث لقصائد تمرُّ أمام عينيه

ولا يقوم من جِلْسته حتى، ليشُدَّها ويحبسها

فى كيسهِ القديم

وكلما حلَّقَت أسراب الطائراتِ، دَبَّ الأرضَ

بمللٍ،

لتصحو قبائلُ النملِ، وتحملهُ

على رأسها وتسير....

بالأمسِ أدهشتنى الجميلةُ التى أوقفتنى

جنبَ الحائط

وقالت صباح الخير أيها الشاعر..

تعجَّبتُ وسألتُ النادلَ فَحَكَّ جبهته ومشى

سألتُ الصورةَ على الحائط

فأدخلتنا الحكايةَ من دخانها:

ألم تكن تحتمى بقلب المقهى

ثم تُخرج مسدسكَ

وتصطادُ القصائدَ من النوافذ والأمطارِ والعيون؟

يقيناً كانت تقصدكَ أنتَ..

.. هذهِ القاتلة..

أنا لا أذكرُ أنى فعلتُ أيَّ شىء هنا أو هناك

ولا ضربتُ هذا الشِعر على مؤخرتهِ لينطق

بل لازلتُ محتاراً فى الوجه الذى يخايلنى

صباحَ مساء

إن كان كرةً من النار

أو عيناً تكشفنى للشوارع عارياً

أو هو وجه حبيبتى..

لكننى سعيدٌ على أية حال

وأضحك كثيراً، على سحاباتٍ تراوغنى

وتتشكل أشكالاً وألواناً

وروائحَ طريفةً حقاً..

كلما نسيتها، عدتُ تعيساً

وبكيْتُ كثيراً، على سحاباتٍ تراوغني

وتُسقطنى من فوقها

لتنكسر ساقى فى بلادٍ

غريبة...

منذُ سنين بعيدة، كانت ذاكرتى عفيَّةً

لا تحتاج إلى الأحلام

لكنى أخيراً غرِقتُ وغرقتُ

حلُمتُ مثلاً بأننى عدتُ غواصاً

يَعْلَقُ فى شِباك الصيادين ويَلْفُقُ ثقوبها

فتتوهج صورتهُ كلما دخلوا جزيرةً

أو صنعوا نشيداً يقتل السَحَرةَ

ويروض الرياح..

ومظلتى التى هى الأختُ الغاليةُ حقاً

حلُمتُ أنها لم تعد تخشى رعشة رأسى

وأنها أدركت رحلتى بين الظِلالِ

وخوفى على القبلات التى كنتُ أحفظها

متبتلاً

لكنى نسيتُ أين شلتها...

فإن كان هذا الذى يقال صحيحاً

سأقلبُ البيتَ

لأجد قلماً قوياً وأدعوهُ قلمى

الحبيب

وأنحتُ قبلاتى على أوراقٍ ملونة

ثم أطلقها من الشرفة

لتملأ العالم

وأعود شاعراً

يستند على قلبهِ كل صباحٍ

ويسير.

شعر مؤمن سمير

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية