x

«المصري كيدز».. حدوتة الصدق نجاة

السبت 19-01-2019 05:40 | كتب: شيماء فضل |
المصري كيدز المصري كيدز تصوير : آخرون

على شجرة فى جنينة كبيرة مليانة أغصان وزهور، والجو جميل والشمس تشرق وتغيب، وعلى أكبر غصن كان بيت الهدهد.

الهدهد كان عايش على الشجرة هو وأولاده، ومبسوط ومستمتع بالجو الجميل، وكان كل يوم يطير يجيب الأكل لأولاده، وقبل ما يطير كان دايما ينبه عليهم «ما حدش يروح بعيد». وكان يوصى أخوهم هدهود الكبير ياخد باله من اخواته.

وكان بعد ما يطير، على طول يخرج وراه هدهود ويقول لاخواته: أنا جاى على طول. وكان يحاول يروح بعيد عن الشجرة، وقبل ما يرجع الهدهد بيكون موجود. ولما يرجع باباه يسأله: حد خرج؟ كان يكذب ويقول: لأ على طول.

وكل يوم على دا الحال. والصيف خلص والجو بقى برد. وفى يوم خرج هدهود ورا باباه، ويادوبك بعد شوية الجو مطر، وما بقاش عارف يطير، وما بقاش عارف يرجع البيت، وبقى قاعد قلقان ومحتار، هيقول إيه لباباه لو رجع قبله البيت! وفعلا رجع الهدهد مالقهوش، سأل أخوه، قاله: خرج زى كل يوم!

قلق الهدهد جدا عليه وقال: يا ترى جرى له إيه؟ وشوية ورجع هدهود، وطبعا كالعاده هيكذب وهو فاكر إنه كدا هيعدى الموضوع، وقال لباباه: أنا أول مرة أخرج، وكنت بساعد النملة جارتنا. رد باباه: بس أنا عرفت إنك بتخرج كل يوم. الكدب يا هدهود صفة وحشة جدا. وبتخلينا دايما فى مشاكل، لازم تكون صادق وماتخفش لو غلطت تقول.

فى يوم من أيام الشتا والجو برد جداً.. كانت فيه عواصف ومطر كتير، وكان الهدهد مش عارف يطير، ولا يجيب الأكل لأولاده الصغيرين!

فكر يخبّط على النملة جارتهم، وقال دى بتخزن من الأكل كتير.. ممكن آخد منها حبة وأأكل بيها الجعانين. أول ما خبّط على النملة وعرفت مين، قالت لأولادها: خبوا الأكل تحت السرير! ولمّا فتحت للهدهد قال لها: أولادى جعانين! قالت له وكذبت عليه: وأنا أعمل إيه؟ أكل ليهم ماعنديش!

رجع الهدهد وهو حزين وقابل جارهم أرنوب وقاله إنه عارف إن النملة بتكذب عليه، ودعا ربنا المطر يوقف شوية صغيرين.

وفعلاً ربنا استجاب، والمطر وقف والجو بقى يسمح إنه يطير.

طار بسرعة وجاب أكل كتير، وقال لأولاده: الحمد لله ربنا كبير. وادانا خير كتير يكفينا تلات أيام كاملين.

بعدها جم أولاد النملة يقولوا لها: الأكل خلص واحنا جعانين، والمطر رجع تانى شديد! هنعمل إيه؟ وبقت النملة محتاسة وقالت: هروح أشوف أكل عند حد من الجيران.

راحت للأرنوب، قالها: إنت كذابة، وبيكون عندك أكل كتير، حلفت له بس برضه ما صدقهاش.

مشيت وهى زعلانة وقالت: ياريتنى ما كنت كذبت على الهدهد واديته أكل، كنت هلاقى عنده أكل وأجيب. طبعا لو روحت له مش هيدينى. وفضلت النملة تعيط هى وأولادها وعرفت إن الكذب بيوقع فى مشاكل وبيخلى شكلنا وحش والناس مش هتصدقنا تانى حتى لو قلنا الحقيقة.

سمعها الهدهد وهى بتعيط خبط عليها وقالها: خييير؟ قالته: الأكل خلص، والمطر شديد، وأولادى جعانين، حس الهدهد إنها بتقول الحقيقة، راح قالها: أنا عندى أكل تلات أيام كاملين. هآخد أنا أكل يوم، وانت خدى أكل اليومين التانيين.

بكت النملة وزعلت واتكسفت، وقالتله: إنت صادق وكريم، وأنا اتعلمت منك الدرس أكيد.

الصدق دا شىء عظيم

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية