زياد ولد جميل وشاطر، وليه هوايات كتييير، بيحب دايماً يقضى وقته ويستمتع بيه فى القراءة والرسم والألوان. ويا سلام بقى على ألعاب الذكاء اللى بتقوى الذاكرة وتخلى العقل دايما شغال، زى «البازل» والمكعبات.
زياد خلاص قرب ياخد الأجازة ومتحمس جداً للعب والترفيه، وقال: أنا فى الإجازة عايز أستمتع وكمان أقضى أحلى الأوقات. وفى يوم من الأيام الأخيرة فى المدرسة، وزياد فى الفصل مع أصحابه، سألهم الأستاذ عن الأجازة وقالهم: أتمنى ليكم أجازة سعيدة، ويلا قولولى إزاى هتخلوها مفيدة؟
رد زياد: أنا الأجازة اللى فاتت قرأت كذا كتاب، وكمان رسمت بعض اللوحات. رد الأستاذ: هايل يا زياد.
أما مصطفى فرد وقال: لا...لا، أنا بقى مش هقوم من قدام البلاى ستيشن وهقضيها ماتشات.
وزميلتهم رنا قالت: وأنا بقى هقول للتليفزيون: يا مرحبا.
عجب زياد الكلام، وقال: بصراحة، وأنا كمان.
رد عليهم الأستاذ: لا، إحنا كدا محتاجين نعرف أكتر عن أضرار الشاشات. ودا هيكون ليكم من ضمن المهام تعملوا بحث ونتناقش فيه بعد الأجازات.
وبدأت الأجازة، وبدأ زياد يصحى من النوم يتفرج على التلفزيون والوقت يسرقه. ولما يزهق يجرى على التابلت أو الكمبيوتر، ونسى خالص إنه يقرأ أو يرسم وينمى الهوايات، وبدأت تشده الشاشات.
وكل شوية مامته تنبهه وهو ولا دريان. لحد ما فى يوم عينه بدأت توجعه والصداع فى رأسه وبقى تعبان. جريت مامته على الدكتور، فقال لها: أكيد بيقعد كتير قدام الشاشات، لازم نقلل الوقت شوية يا زياد، الشاشات ليها أضرار على الأطفال، لازم تقعد فى مساحة الأمان بعيد عنها.
ورد زياد: بس أنا بحب أكون قاعد قريب، كدا بكون شايف أكتر وكمان مستمتع أكتر. قاله الدكتور: بس كدا الضرر بيكون أكبر ولازم تسمع الكلام.
روح زياد البيت وأخد الدوا ونام. وأول ما صحى الصبح جرى على التليفزيون، قالتله مامته: يلا نخرج. قالها: مش عايز، أصل فى فيلم جديد لـ«سبيدرمان». فقالت: بس خلى بالك، الدكتور قال نص ساعة بس، وبعد كدا مفيش أى شاشات.
زعل زياد بعد ما الوقت خلص، وكان قاعد زهقان، وبدأ يطلع الفرش والألوان، وافتكر كلام الأستاذ، وقال: أنا نسيت البحث عن أضرار الشاشات.
دخلت مامته لقيته بيرسم، فرحت بيه، وقالتله: أيوا كدا يا زيزو يا فنان، اللى بيرسم لوحات جنان. وبدأ يعمل البحث، وعرف أد إيه إن للشاشات أضرار كتييير لو قعدنا قصدها كتييير. زى تعب العين، وقلة التركيز، وكمان كانت مخلياه كسلان ومش عايز يعمل المهام، غير فوات الوقت والسهر، والمشكلة الكبيرة بقى إنه كان بياكل قدامها وهو سرحان، ودا بيزود الوزن كمان.
جرى زياد على مامته وقالها كل المعلومات. فرحت بيه وقالتله: لازم تعرف إن أى شىء الإفراط فيه ممكن يئذينا زى ما حصل ليك تمام.
أنا عارفة إنك فى أجازة، ومن حقك تتفرج وتلعب، بس زى ما اتفقنا، كله بحساب، وبكده يبقى عندك وقت فاضى لباقى الهوايات، وترجع تانى زيزو بتاع زمان.
وفعلا بدأ يقرأ وخلص كتاب مفيد عن الحيوانات، وبـ«البازل» عمل أحلى الأشكال، ودخل مسابقة فى «الليجو» وجاب مركز كمان.
وبقت الأجازة مفيدة، واتعلم وانبسط وعرف إزاى يستمتع فيها ويحافظ على نفسه من الشاشات.