x

المعارضة البريطانية تطالب «ماى» بالتخلى عن خطوطها «الحمر» بشأن اتفاق «بريكست»

الخميس 17-01-2019 22:51 | كتب: عنتر فرحات, وكالات |
رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي تصوير : آخرون

طالب زعيم المعارضة العمالية فى بريطانيا، جيريمى كوربن، رئيسة الوزراء تيريزا ماى بالتخلى عن «الخطوط الحمر» التى حددتها بشأن اتفاق «بريكست» الذى توصلت إليه مع بروكسل، حول الخروج من الاتحاد الأوروبى، إذا كانت تريد التحاور مع المعارضة، وقال كوربن فى خطاب فى هاستينجس جنوب شرق انجلترا، أمس، «على ماى أن تتخلى عن خطوطها الحمر»، داعيا أيضا إلى استبعاد احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى دون اتفاق، بينما قالت أندريا ليدسوم، وزيرة شؤون الدولة فى مجلس العموم البريطانى، إن البرلمان سيناقش خطة بديلة لاتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبى، وقالت «ليدسوم» أمام البرلمان: «ستجرى مناقشة الإجراء فى 29 يناير الجارى، إذا وافق المجلس على ذلك».

ودعا كوربن، رئيسة الوزراء إلى التباحث بجدية «حول طريقة التفكير بالمستقبل» وحذرها من محاولة «ابتزاز النواب للتصويت مرة جديدة على اتفاقها المتسرع» وبعد رفض البرلمان لاتفاق بريكست بغالبية ساحقة، ونجاتها من مذكرة لحجب الثقة بفارق 19 صوتا فقط، قررت ماى استقبال قادة المعارضة فى محاولة للتوصل إلى توافق، وقال كوربن «لكن عرض التباحث تبين أنه مجرد للإعلام» معتبرا أن ماى «لم تدرك حجم» أحداث الأسبوع. وبين الخطوط الحمر التى رسمتها ماى، رغبتها بالخروج من الاتحاد الجمركى الأوروبى بينما يريد حزب العمال البقاء فيه، وترغب أيضا فى وقف حرية تنقل المواطنين الأوروبيين.

وفى الوقت نفسه، أعلن رئيس الوزراء الفرنسى إدوار فيليب إطلاق «خطة مرتبطة ببريكست بدون اتفاق» لمواجهة احتمال يبدو أنه لم يعد «غير مرجح» لخروج بريطانيا بدون اتفاق من الاتحاد الأوروبى، وقال بعد اجتماع مع عدد من الوزراء إن هذه الخطة «تتضمن إجراءات تشريعية وأخرى قانونية تستهدف العمل على ألا يحدث انقطاع فى مسألة الحقوق، وأن تكون حقوق مواطنينا وشركاتنا محمية فعلا».

ويرى بعض الأعضاء فى الحكومة البريطانية أهمية إجراء بعض التغييرات على اتفاقية «بريكست» من أجل تمريرها، ومن المتوقع أن تطلب «ماى» من الاتحاد الأوروبى ضمانات بأن تشمل خطة «بريكست» اتحاداً جمركياً مؤقتاً مع الاتحاد الأوروبى، ونصح بعض وزراء الحكومة «ماى» بالتواصل مع حزب العمال المعارض للتوصل إلى تسوية بشأن الاتفاق.

وقال وزير الخارجية السابق عضو البرلمان البريطانى بوريس جونسون إن رفض مجلس العموم لخطة «بريكست» منح «ماى» تفويضاً واسع النطاق للعودة إلى «بروكسل» من أجل التوصل إلى صفقة أفضل حول «بريكست». ويريد المشككون فى اتفاق «بريكست» إزالة أى شروط تضع المملكة المتحدة رهينة اتحاد جمركى دائم مع الاتحاد الأوروبى، ويرى وزراء سابقون فى الحكومة ضرورة الاستعداد للخروج دون اتفاق، مثل إيجاد صيغة لعلاقات تجارية بين لندن وبروكسل، بناءً على شروط منظمة التجارة العالمية. وقال وزير الخارجية فيليب هاموند فى مؤتمر مع مسؤولى شركات عاملة فى لندن إن «ماى» ستضطر لمد الفترة الانتقالية لأن بريطانيا لا يمكنها الخروج دون اتفاق، ويرى الوزراء المؤيدون لـ«بريكست» أن لندن تتجه نحو الانخراط فى اتحاد جمركى دائم، الأمر الذى يؤدى إلى انقسام داخل الحزب، وقال مسؤولون فى الحكومة البريطانية إن هناك انقساما بالفعل داخل الحزب، وأكد وزير الدفاع البريطانى توبياز إلوود أن الوقت حان لـ«ماى» من أجل استيعاب ضرورة تجنب «بريكست» دون اتفاق.

وفى ظل الغموض حول «بريكست» تبقى هناك عدة سيناريوهات محتملة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وتقول وسائل إعلام بريطانية، إن أول السيناريوهات، هو تدخل البرلمان وبسط سيطرته على سير الخروج «بريكست».

وبموجب المادة 50 من معاهدة الاتحاد الأوروبى، يمكن تأجيل الخروج بعد موافقة جميع الأعضاء الـ27، وربما توافق دول الاتحاد الأوروبى فى حالة الدعوة إلى انتخابات جديدة، أو إجراء استفتاء آخر، أو فى حالة عدم وجود خطة جديدة واضحة، لكن هذا لن يحدث، إذا كانت الحكومة البريطانية تحاول فقط، من أجل كسب الوقت اللازم للحصول على مزيد من التنازلات من جانب التكتل. ويعد الخروج بدون اتفاق هو الخيار الأخير والتلقائى فى حال عدم تحقق أى من السيناريوهات السابقة، لكن هذا الخيار لا يحظى بتأييد داخل البرلمان أو حتى بين أعضاء حكومة ماى، وهذا هو السيناريو الأسوأ.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية