x

«ماي» تواجه اختبار سحب الثقة فى البرلمان بعد «هزيمة بريكست»

الأربعاء 16-01-2019 22:39 | كتب: عنتر فرحات, منة خلف, وكالات |
رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي تصوير : آخرون

واجهت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماى، اختبارًا قاسيًا جديدًا، مساء أمس، بتصويت مجلس العموم البريطانى على سحب الثقة منها، بما يمكن أن يسقط حكومتها إثر تعرضها لأكبر هزيمة تلحق برئيس حكومة بريطانى فى التاريخ الحديث، مساء أمس الأول، بعد أن رفض مجلس العموم خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبى «بريكست»، ويضع التصويت ماى أمام خيارات صعبة، حيث ستعود الاثنين إلى البرلمان لعرض اقتراح جديد، فى محاولة جديدة لتجنب إسقاط حكومتها، كما تتزايد التكهنات بأنها ستطلب تأجيل بريكست، وهو ما قد يرفضه الاتحاد الأوروبى، مما يضع بريطانيا أمام مستقبل مجهول.

وبدأ تصويت البرلمان على سحب الثقة من ماى، حسب طلب زعيم حزب العمال المعارض، جيرمى كوبين، الساعة الـ7 بالتوقيت المحلى، وناقش النواب اقتراح حزب العمال، خلال 6 ساعات بعد استجواب رئيسة الوزراء، واستبقته «ماى» بمحاولة الوصول إلى تسوية لنيل تأييد البرلمان بشأن «بريكست».

وإذا وافقت أغلبية الأعضاء على مقترح كوربن، فيجب أن تشكل ماى حكومة جديدة، وأن تنال تلك الحكومة ثقة البرلمان فى غضون 14 يومًا، وخلال هذه المدة إذا فشلت الحكومة الحالية أو أى حكومة بديلة أخرى فى الفوز بثقة البرلمان مجددا، يتم الدعوة لإجراء انتخابات عامة مبكرة، أو تأجيل بريكست، أو الخروج دون اتفاق، وهو ما تتحسب له الأوساط الاقتصادية البريطانية والعالمية، وبحسب «بى. بى. سي»، لا يتوقع بعض كبار نواب حزب المحافظين حصول مقترح سحب الثقة على أغلبية الأصوات، لكن المهمة أمام «ماى» صعبة، فالنواب البريطانيون غير قادرين على الاتفاق على شروط الخروج من الاتحاد الأوروبى، وعلاقتهم فى المستقبل مع الاتحاد، مع تزايد انقسام بين الراغبين فى الخروج بشكل قاطع، ومؤيدى الحفاظ على علاقات وثيقة مع أوروبا، وتزايد عدد النواب الذين يريدون إجراء استفتاء آخر للطلاق النهائى من أوروبا، أو وقف الخروج تماما أو المغادرة دون صفقة، خاصة أن رئيسة الوزراء، التى أصبحت فى موقف ضعف عرضت الاستماع إلى حججهم.

وقال وزير الخارجية السابق، بوريس جونسون، إن ما حدث «هزيمة أكثر مما توقعه الجميع»، وهذا يعنى أن اتفاق بريكست أصبح «فى عداد الموتى»، وقال إن ذلك يمنح ماى «تفويضا واسعا بالعودة إلى بروكسل للتفاوض على اتفاق جديد»، وأكد أنه سيؤيد رئيسة الوزراء فى تصويت الثقة، وقال النائب العمالى تشوكا أومونا، إنه إذا فشل زعيم حزب العمال فى سحب الثقة من ماى وإجراء انتخابات جديدة، يتعين عليه مساندة ما تطلبه «الأغلبية الساحقة» من أعضاء الحزب لإجراء استفتاء جديد على الخروج، وقال زعيم الديمقراطيين الأحرار، فينس كيبل، الذى يريد إجراء استفتاء ثانٍ إن «هزيمة ماى بداية نهاية الخروج»، وقالت رئيسة وزراء إسكتلندا نيكولا سترجن، إن ماى عانت من «هزيمة تاريخية»، ودعت إلى وقف العمل بالمادة 50، التى تنظم خروج بريطانيا، لإجراء استفتاء آخر، وقال الوزير رورى ستيوارت، إنه لا يوجد إجماع على أى خطة للخروج، أو إجراء استفتاء آخر

وقالت أرلين فوستر، زعيمة الحزب الاتحادى الديمقراطى، إن حزبها الذى يريد الحفاظ على بقاء ماى فى السلطة، وسيدعمها فى اقتراع الثقة، وقالت إن النواب «تصرفوا وفقا لمصالح بريطانيا بأكملها» برفض اتفاق الخروج، وأضافت: «سنمنح الحكومة الوقت للحصول على صفقة آمنة وأفضل».

ووصفت الصحف البريطانية هزيمة ماى بأنها مذلة، بعد الرفض الواسع فى مجلس العموم لخطة تيريزا ماى، وقالت إن قبضة ماى على السلطة بدأت تهتز بعد التصويت العارم ضد «بريكست»، وقالت «دايلى ميرور»، إن «ماى أُذلّت بـ230 صوتًا»، وكتبت «دايلى تلجراف»: «إذلال رئيسة الوزراء بعد رفض النواب الساحق للاتفاق، وحزب العمال يطرح تصويتًا على الثقة»، وأضافت أن تيريزا ماى فشلت فى كل موقف، واتخذت قرارات خاطئة، وعليها الرحيل، وقالت صحيفة «آى» إن الانتخابات العامة باتت أقرب من أى وقت، بعد أكبر كابوس يتعرض له رئيس وزراء بريطانى، وقال الكاتب فى صحيفة التايمز، ماثيو باريس، إنه قد آن الأوان للنواب الكبار كى يتولوا عملية بريكست، وأضاف أنه لا توجد زعامة لا فى الحكومة ولا فى المعارضة قادرة على إخراجنا من هذه الفوضى، وأشار إلى أن تيريزا ماى لا جدوى منها؛ فهى لا تمتلك حسا شيطانيا أو استراتيجية سرية، وهى لا تبالى تجاه الحقيقة، وستقول أى شىء للبقاء لأسبوع آخر، إنها لا تعلم ما الذى يجب فعله، وتابع: «النتيجة التى يجب استخلاصها أنه على البرلمان انتزاع السيطرة من رئيسة حكومة زومبى، وحكومة زومبى ومعارضة زومبى».

وكتبت صحيفة دايلى ميل أن الهزيمة تركت سلطة ماى معلّقة بخيط، ووصفت النتيجة بأنها مدمرة، وتهدد بإغراق بريكست فى الفوضى، وقالت صحيفة «الصن» إن «رئيسة الحكومة المسحوقة تتحدى النواب بأن يصوتوا لإجراء انتخابات عامة بعد هزيمة غير مسبوقة لبريكست».

وأضافت الصحيفة أن «الهزيمة الساحقة التى شهدت 118 نائبًا محافظًا ينقلبون ضد رئيسة حكومتهم هى الأسوأ منذ مجىء الديمقراطية الكاملة، وهذا يدل على أن ماى لن تنال دعمًا كافيًا من أجل استراتيجيتها». وعنونت «فاينانشال تايمز»: «هزيمة ماى تسبب المتاعب لمقاربة الاتحاد الأوروبى تجاه بريكست، الخسارة الكبيرة تترك رئيسة الحكومة فى سباق مع الزمن».

توقعات بانكماش اقتصاد بريطانيا 8% خلال 15 سنة حال «الخروج الفوضوى»

رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي تتحدث إلى الحضور في مؤتمر ميونيخ للأمن - صورة أرشيفية

تواجه بريطانيا، خامس أكبر قوة اقتصادية فى العالم «مصيرا مجهولا»، بعد أن رفض البرلمان البريطانى خطة الخروج من أوروبا «بريكست»، ويتوقع أن يتسبب الخروج دون اتفاق فى وقوع كارثة للشركات فى المملكة المتحدة، التى ستواجه مناخا تجاريا جديدا وبيئة قانونية يشوبهما عدم اليقين، وهو ما حذرت منه مجموعات الأعمال التجارية الكبرى، وأكدت أن العديد من الشركات غير مستعدة للتعامل مع فوضى مغادرة الاتحاد الأوروبى دون اتفاق. المزيد

أوروبا مصدومة.. وتحذيرات من خروج غير منظم دون اتفاق

مؤتمر رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي - صورة أرشيفية

أصيبت دول ومؤسسات الاتحاد الأوروبى بصدمة غير مسبوقة بعد رفض البرلمان البريطانى الكاسح لاتفاق خروج المملكة المتحدة من الاتحاد، واعتبر الاتحاد الأوروبى والدول الأعضاء أن رفض البرلمان البريطانى الاتفاق المبرم بين لندن وبروكسل حول «بريكست» يزيد من مخاطر خروج بريطانيا من التكتل دون اتفاق، وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود- يونكر: «أدعو بريطانيا لتوضيح نواياها فى أسرع وقت ممكن، لم يعد هناك الكثير من الوقت»، وأضاف: «اتفاق الخروج هو تسوية منصفة ويشكل أفضل اتفاق ممكن، ويحد من الآثار المسيئة لبريكست على المواطنين والشركات فى مجمل أوروبا، ويشكل الحل الوحيد لضمان خروج منسق لبريطانيا من الاتحاد الأوروبى». المزيد

احتمالات «hard brexit» تتزايد بسبب الانقسامات

مجلس العموم البريطاني يصوت على اتفاق بريكست

كانت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماى ترى أن «المملكة المتحدة لا يمكن أن تبقى فى السوق الموحدة»، بعد خروج بلادها من الاتحاد الأوروبى، لأن هذا الأمر يتعارض مع أولويات لندن أى التحكم بمسألة دخول المهاجرين، إلا أنها تراجعت بعد توصل لندن وبروكسل إلى اتفاق حول الملفات الثلاثة الأهمّ فى الانفصال، وهى التسوية المالية، وحقوق المواطنين الأوروبيين فى بريطانيا، ومسألة الحدود بين إيرلندا الشمالية، التابعة للمملكة المتحدة، والجمهورية الإيرلندية، عضو الاتحاد الأوروبى، ثم أعلنت ماى خطتها حول العلاقة التجارية مع الاتحاد الأوروبى بعد بريكست، وتراجعت خلالها عن خططها بشأن «بريكست قاسٍ» من الاتحاد الأوروبى، وتشمل الحفاظ على المبادلات الزراعية والصناعية عبر «منطقة تجارة حرة» مع الدول الأعضاء الـ27، ووضع «نموذج جمركى جديد»، ونتيجةً لهذا الموقف المرن، استقال اثنان من وزرائها، هما وزير بريكست ديفيد ديفيس الذى استبدل بالمناهض لأوروبا دومينيك راب، ووزير الخارجية بوريس جونسون الذى خلفه جيريمى هانت. المزيد

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية