قال البابا فرانسيس إن مصداقية الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة تضررت بشكل كبير بفضيحة الانتهاكات الجنسية بحق الأطفال المتواصلة هناك.
وأوضح في رسالة وجهها إلى الأساقفة الأمريكيين الذين كانوا في لقاء ديني في شيكاغو أن جهود التغطية على هذه الجرائم تسببت في ضرر أكبر.
ودعا الأساقفة إلى إنهاء الخلافات والتشاحن الداخلي وإظهار الوحدة في تعاملهم مع الأزمة. وقد تصاعدت حدة تعليقات البابا على الانتهاكات الجنسية بحق الأطفال بشكل مطرد.
وفي رسالة موسعة نشرها الفاتيكان قال البابا إن «الأذى الناجم» عن تلك الأزمة تسبب في حالة من «الفرقة والشقاق» في صفوف الأساقفة الأمريكيين.
وكتب البابا أن «المؤمنين بالرب والمهمة الرعوية للكنيسة ما زالوا يعانون بشدة جراء حالات سوء استغلال السلطة والضمير والانتهاك الجنسي، والطريقة البائسة التي تم التعامل بها معها»، مضيفا أن «الأساقفة ركزوا على توجيه أصابع الاتهام أكثر من تركيزهم على البحث عن سبل المصالحة».
وأشار إلى أن «مكافحة ثقافة الانتهاك الجنسي وفقدان المصداقية والحيرة الاضطراب الناجمين عن ذلك وإضعاف الثقة في مهمتنا الرعوية، تتطلب منا بشكل ملح نهجا حاسما ومتجددا لحل النزاعات».
وشدد على القول إن محاولات استعادة مصداقية المؤسسات الكنسية يجب أن تستند إلى إعادة بناء الثقة.
وسيجتمع الأساقفة الأمريكيون الشهر المقبل مع نظرائهم من مختلف أنحاء العالم في لقاء في الفاتيكان لبحث سبل معالجة الأزمة.
وحدد تقرير أصدرته لجنة كبرى في ولاية بنسلفانيا أكثر من 1000 ضحية تعرضوا لانتهاكات اقترفها مئات القساوسة خلال سبعة عقود في هذه الولاية وحدها.
وفي يوليو العام الماضي، وافق البابا على استقالة الكاردينال ثيودور ماكاريك، أحد أبرز الشخصيات في الكنائس الأمريكية في أعقاب مزاعم ارتكابه انتهاكات جنسية بحق مراهق.
وفي أكتوبر، تنحى مطران واشنطن العاصمة، الكاردينال دونال ويرل، عن منصبه بعد انتقادات لتعامله مع حالات الانتهاكات.
وكان البابا فرانسيس دعا إلى «فعل حاسم» في التعامل مع هذه القضية عند انتخابه في عام 2013، بيد أن منتقدين يقولون إنه لم يفعل ما هو كافٍ لمحاسبة الأساقفة الذين يزعم أنهم غطوا على هذه القضايا .
وفي أواخر ديسمبر، حض البابا القساوسة الذين ارتكبوا مثل هذه الاعتداءات على تسليم أنفسهم إلى العدالة، استعدادا لمواجهة «العدالة السماوية».