كان عام 2018 شاهداً على انحسار الإرهاب بشكل واضح، نتيجة الضربات الاستباقية التى وجهتها وزارة الداخلية إلى قوى الشر، حيث فكّكت خلايا إرهابية فى القاهرة والمحافظات، ولا تزال تلاحق بقايا الإرهاب، وتقوم بجهود جيدة فى جميع المواقع بشجاعة واستبسال.
وقدم رجال الشرطة 869 شهيداً من مختلف الرتب، خلال مواجهات مع عناصر جماعة الإخوان وأنصارها، منذ ثورة 30 يونيو حتى منتصف العام المنتهى، رغم أن عدد الشهداء فى النصف الأول من هذا العام كان أقل من 20 شهيداً فقط.
الإرهاب يستهدف دير الأنبا صاموئيل وكنيسة مسطرد
شهد عام 2018 عدداً من العمليات الإرهابية التى استهدفت رجال الشرطة والكنائس، ما خلّف أعداداً من الشهداء والمصابين، وترصد «المصرى اليوم» أبرز هذه العمليات التى وقعت خلال العام:
طبيب الساحل:
فى فبراير، أحالت نيابة شمال القاهرة الكلية عاملاً، يُدعى حسن زكريا، حاصلاً على دبلوم صناعى، إلى نيابة أمن الدولة العليا، لاتهامه بقتل طبيب قبطى فى الساحل بالقاهرة، داخل عيادته، وتبين من التحقيقات أن المتهم ينتمى إلى تنظيم داعش الإرهابى، حيث سدّد للضحية 8 طعنات قاتلة، قبل أن يتمكن الأهالى من اقتحام العيادة وتقييد حركته، وفى ديسمبر، قضت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بطرة، برئاسة المستشار حسن فريد، بإعدامه.
محاولة اغتيال «النمر»:
فى 24 مارس، نجا اللواء مصطفى النمر، مدير أمن الإسكندرية فى ذلك الوقت، من محاولة اغتيال مُحقَّقة، بعدما انفجرت عبوة ناسفة أثناء سير موكبه فى منطقة رشدى، وقال مسؤول مركز الإعلام الأمنى إن عبوة ناسفة موضوعة أسفل إحدى السيارات على جانب الطريق بشارع المعسكر الرومانى بدائرة قسم شرطة سيدى جابر بمديرية أمن الإسكندرية انفجرت أثناء مرور السيارة التى كان يستقلها اللواء «النمر»، ما أسفر عن استشهاد فردى شرطة وإصابة 4، ووقوع تلفيات ببعض السيارات المتوقفة على جانبى الطريق.
وفى اليوم التالى، نجحت أجهزة وزارة الداخلية فى توجيه ضربة أمنية مؤثرة إلى حركة حسم، الجناح المسلح التابع لجماعة الإخوان الإرهابية، وتمكنت من كشف بؤرة إرهابية تضم عدداً من عناصر الحركة بإحدى الشقق السكنية بمحافظة البحيرة، وتبادلت القوات إطلاق الأعيرة النارية مع عناصرها، ما أسفر عن مصرع 6 منهم.
وتمكنت أجهزة الأمن من تحديد هوية 3 منهم، وعُثر بحوزتهم على 4 بنادق آلية و4 خزن وبندقية خرطوش وكمية متنوعة من الذخائر و6 عبوات متفجرة، وكشفت معلومات قطاع الأمن الوطنى عن مسؤولية البؤرة الإخوانية، بقيادة الإخوانى باسم محمد إبراهيم جاد، هارب بإحدى الدول العربية، عن استهداف مدير أمن الإسكندرية.
وفى يونيو، أعلنت الوزارة عن ضبط قائد السيارة المُفخَّخة فى واقعة محاولة اغتيال «النمر»، كما أعلنت مقتل 4 من عناصر المجموعة المُنفِّذة فى معركة مسلحة مع الشرطة دارت فى محافظة أسيوط، حيث أسفرت عمليات التتبع عن اكتشاف وجود بعض أفراد الخلية بإحدى الشقق السكنية بمحافظة أسيوط.
كما ضبطت الشرطة القيادى الإخوانى بحركة حسم الإرهابية، باسم محمد إبراهيم جاد، الذى تولى تدبير السيارة المستخدمة فى الحادث واستغلالها فى نقل المواد المتفجرة والأسلحة وتسليهما لعناصر البؤرة بمدينة الإسكندرية فى إطار الإعداد لتنفيذ الحادث.
كنيسة مسطرد:
فى 11 أغسطس، حاول انتحارى استهداف كنيسة العذراء بمنطقة مسطرد بمحافظة القليوبية، لكن اليقظة الأمنية انتبهت إليه، فما كان منه إلا أن فجّر نفسه بمنطقة الكوبرى الجديد، الذى يقع على بُعد 250 متراً من الباب الرئيسى للكنيسة.
وأعلنت وزارة الداخلية أن الإجراءات الأمنية المشددة التى تتخذها الوزارة لتأمين المنشآت والأهداف الحيوية أسفرت عن نجاح الخدمات الأمنية المعينة لتأمين الكنيسة أثناء الاحتفال بمولد السيدة العذراء فى الحيلولة دون تمكن أحد الإرهابيين من التسلل لحرم الكنيسة لتنفيذ مخططه الإرهابى، إذ تراجع حال مشاهدته الإجراءات الأمنية، فى محاولة لإيجاد حل بديل، فانفجرت العبوة الناسفة التى كانت بحوزته، ما أدى إلى مصرعه وتناثر أشلاء جسده بالمنطقة.
استهداف رواد دير الأنبا صاموئيل:
فى مطلع نوفمبر، هاجمت مجموعة إرهابية عدداً من زوار دير الأنبا صاموئيل المعترف غرب المنيا، أثناء عودتهم من الدير، ما أسفر عن استشهاد 7 وإصابة 14 آخرين، قبل أن تعلن وزارة الداخلية، بعد الحادث بـ24 ساعة، عن مقتل 19 من هذه العناصر فى معركة مسلحة بإحدى المناطق الجبلية بالظهير الصحراوى الغربى لمحافظة المنيا، والتى اتخذوها مأوى لهم بعيداً عن الرصد الأمنى، وعثرت القوات بحوزتهم على بنادق آلية وبنادق خرطوش.
وفى ديسمبر، أعلنت الوزارة عن مداهمة إحدى المناطق الجبلية، بالتنسيق مع القوات المسلحة، وأسفر ذلك عن مقتل 2 من العناصر الإرهابية المُنفِّذة للحادث، وضبط إحدى السيارات المستخدمة فى الحادث الإرهابى وهاتف محمول سبق أن استولى عليه العناصر الإرهابية من أحد الضحايا. وفى أكتوبر، أصدر القضاء العسكرى حكماً بإعدام 17 متهماً والسجن المؤبد لـ19 متهماً، بعد إدانتهم باستهداف الكنيسة البطرسية بالعباسية واستهداف كنيسة مارجرجس بطنطا واستهداف الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وهى الحوادث التى وقعت خلال العام قبل الماضى، وخلّفت عدداً من الشهداء والمصابين.
وفى نهاية العام، تعرضت حافلة سياحية تقل 14 سائحاً فيتنامياً لتفجير إرهابى أثناء مرورها بشارع المريوطية بالجيزة، ما أسفر عن وفاة 4، بينهم مصرى، وإصابة 10 من السائحين، بالإضافة إلى سائق الأتوبيس ومندوب شركة السياحة، الذى تُوفى لاحقاً متأثراً بإصابته.