فى معرضها الأحدث بقاعة ضى، خاضت عزة مصطفى مغامرة تشكيلية جديدة حميمة الطابع تجسد الحالات المتراوحة للأنثى تارة، وبين المرأة والرجل تارة أخرى ما بين توافق وانسجام وتوتر، فلا غرو إذن حين اختارت لمعرضها عنوانا عاما وهو «الطاووس» ولكن كانت الحالة الأنثوية هى بطل كل الأعمال فى معرضها هذا الذى استخدمت فيه خامتها المفضلة فى معظم أعمالها، وهى خامة الباستيل الناعم، وفى هذا المعرض أيضا عمدت عزة مصطفى لاستلهام التراث المصرى مما جعل الروح المصرية بخصوصيتها طاغية على معظم شخوص أعمالها وأبطالها وطبعا الأنثى بالأخص، فقد استلهمت عزة مدرسة الفن البدائى مثل فينوس وملكة الحبشة كما عمدت للمبالغة التى تؤكد على الفكرة وتهبها الحضور، وهى بذلك حلقت خارج فضاء المدرسة الكلاسيكية بمعاييرها المستقرة منذ زمن، وتركت للفكرة والموضوع أن يفرضا نفسيهما على التشكيل والتعبير وطبائع الشخصيات، ولا ضير من وجود شذرات كلاسيكية فى ومضات تعبيرية، فيما كانت المبالغة هى الطاغية، كما كان هناك حضور متكرر وغنى للرمزية حسية المغزى فى بعض عناصر لوحاتها للتأكيد على الحالة فى غير تصريح فج، وأبرز الرموز التى استدعتها هو الطاووس كدلالة موازية على الرجل النصف الثانى من كينونة الأنثى ومكمن حلمها، إذن فالطاووس دلالة على آدم.
أما الحالات المتراوحة للأنثى فتتنوع بين المرح والحزن والتطلع والانتظار والحب والمغزى الحسى والمعرض ككل طرح وعرض لمكنونات الأنثى تجاه آدم.
أيضا نجد أنماطا متنوعة للأنثى فى معرض عزة بين المرأة المكافحة والحالمة والمرحة والمترقبة فها هى الأنثى العروس ترتدى ثوب الزفاف وتجلس على مقعد مطل على البحر فى انتظار القادم الذى تحلم به، وها هى الحائكة على ماكينة الخياطة تواجه الحياة بالكد وها نحن نجد الفتاة الشرقية التى تجد نفسها فى مفاضلة تحتاج الحسم بالزواج ممن تحب لكنه غير قادر أو رجل متقدم فى السن لكنه يملك ما يوفر لها رغد العيش، وإذا كانت الأنثى فى كل اللوحات مغمضة العينين فإنما هى تطل وتطيل النظر والتأمل فى داخلها حيث أحلامها وفرز قناعاتها وتأمل نفسها وهى فى أى حالة كانت
بقى أن نقول إن الفنانة التشكيلية عزة مصطفى تخرجت فى كلية الفنون الجميلة قسم جرافيك من جامعة حلوان فى عام 1983 وهى عضو فى نقابه التشكيليين وأتيليه القاهرة، وقد أقامت عددا من المعارض الفردية الخاصة، ومنها معارض خاصة بين أتيليه القاهرة والمشربية ونادى الصيد وقاعة ضى، والتى أقامت فيها معرضه الأحدث غير عدد من المعارض الجماعية التى تجاوز عددها 65 معرضا، ولها مقتنيات لدى متاحف وصالات وأفراد بين متحف الفن الحديث وجدة.