x

«بوكو حرام» تحرق قرية فى نيجيريا.. وأهلها يفرّون

الإثنين 17-12-2018 22:38 | كتب: وكالات |
هجمات بوكو حرام الانتحارية في نيجيريا - صورة أرشيفية هجمات بوكو حرام الانتحارية في نيجيريا - صورة أرشيفية تصوير : أ.ف.ب

فر المئات بعد أن أحرقت جماعة «بوكو حرام» الإرهابية منازلهم فى قرية مايبورتى القريبة من مدينة مايدوجورى، شمال شرق نيجيريا. وقال سكان من قرية مايبورتى إن مقاتلى «بوكو حرام» هاجموا بواسطة عدة شاحنات قريتهم الواقعة على بعد 5 كيلومترات من مايدوجورى، حيث أطلقوا النار عشوائيا وأحرقوا منازل. وقال ضابط فى الجيش النيجيرى طالبا عدم كشف هويّته، إنه تم إرسال جنود ومقاتلات إلى القرية، حيث تم طرد المقاتلين بعد «معركة شرسة»، وتكشف تلك الهجمات الجديدة هشاشة الوضع الأمنى فى المنطقة المضطربة.

وقال أباشا كاكا، من سكان مايبورتى: «إن بوكو حرام أتوا وراحوا يطلقون النار فى القرية، ما دفعنا إلى إخلاء منازلنا والهرب إلى مايدوجورى».

وقال باباكورا كولو، وهو زعيم ميليشيا محلّية موالية للحكومة، إن الجنود تلقّوا دعما جويا وأجبروا الجهاديين على الخروج من القرية، وتابع المتحدّث: «للأسف، تمكّن الإرهابيون من إضرام النيران فى القرية وإحراقها بالكامل».

وفى الأشهر الأخيرة، شنّت «بوكو حرام» عدة هجمات للسيطرة على مايدوجورى، مسقط رأس مؤسسها محمد يوسف.. وفى نوفمبر الماضى، قُتل شخص خلال هجوم شنّه مقاتلو الجماعة على قرية جيمى الواقعة على أطراف المدينة، وسرقوا قطعانا من الماشية.. وفى أبريل الماضى، شن العشرات من مقاتلى «بوكو حرام» هجوما مسلّحا وانتحاريا على منطقة جيدارى بولو المتاخمة لمايدوجورى. وفى الأسابيع الأخيرة، قتل عشرات الجنود فى هجمات لبوكو حرام استهدفت 20 قاعدة عسكرية على الأقل، استولوا خلالها على كميات من الأسلحة، وقتل أكثر من 27 ألف شخص فى شمال شرق نيجيريا منذ بداية تمرّد بوكو حرام فى 2009، وأدّى التمرّد إلى نزوح حوالى مليونى شخص، وتسبب فى أزمة إنسانية مع تمدد النزاع إلى الدول المحاذية لشمال نيجيريا.

كان قادة دول منطقة بحيرة تشاد قد التقوا السبت الماضى فى نيجيريا لتنسيق سبل مكافحة «بوكو حرام»، وشارك فى القمة قادة نيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر وبنين وجمهورية أفريقيا الوسطى، وقال الرئيس النيجيرى محمد بخارى، خلال افتتاح القمة «إن الاجتماع هو استمرار لجهودنا المشتركة لمواجهة التحديات الكبيرة فى مجال الأمن فى منطقتنا، وإن القمة تجسيد لالتزام الدول المشاركة بمواصلة الحرب ضد عدوهم المشترك (بوكو حرام)، ولإعادة فرض الأمن وإقرار السلام فى المنطقة»، وأكدوا التزامهم بمكافحة إرهابيى بوكو حرام لإنهاء هذا التمرد بشكل نهائى وبدعم ضحايا النزاع.

وعلى صعيد متصل، أدت اشتباكات وقعت فى نيجيريا بين مزارعين ورعاة ماشية إلى سقوط أكثر من 3600 قتيل منذ 2016، معظمهم خلال العام الجارى، حسبما أعلنت منظمة العفو الدولية، أمس، فى تقرير يوثق تصاعدا فى أعمال العنف يمكن أن يؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها فى فبراير 2019، ويسعى الرئيس محمد بخارى إلى الفوز بفترة رئاسية ثانية، ولكن حملته تأثرت سلبا نتيجة اتهامات بالتساهل فى تطبيق العدالة على أحد الجانبين المسؤول عن هذه الاشتباكات، وهم الرعاة، الذين ينتمى غالبيتهم لقبيلة الفولانى التى ينحدر منها بخارى. ونفت الرئاسة مرارا مثل هذه الاتهامات، وغالبا ما يتم وصف أعمال العنف تلك بأنها عرقية-دينية بين رعاة الماشية، أغلبهم من المسلمين من الفولانى، والمزارعين الذين معظمهم من المسيحيين.. ولكن خبراء وساسة قالوا إن المناخ تغير وأدى التوسع فى الزراعة إلى خلق صراع على الأرض يدفع المزارعين والرعاة إلى الصدام، بصرف النظر عن الدين أو الأصول العرقية- بحسب تقرير لوكالة «رويترز» أمس.

وقالت منظمة العفو، فى بيان، إن تقاعس السلطات النيجيرية عن التحقيق فى الاشتباكات الطائفية ومحاكمة الجناة أدى إلى تصعيد دام فى الصراع بين المزارعين ورعاة الماشية عبر البلاد مما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 3641 قتيلا خلال السنوات الثلاث الماضية وتشريد آلاف آخرين. وقالت المنظمة إن من بين 310 هجمات سجلت فيما بين يناير 2016 وأكتوبر 2018، وقع 57% منها فى 2018، بينما قالت مجموعة الأزمات الدولية فى يوليو الماضى إن الصراع بين المزارعين والرعاة أدى إلى سقوط عدد من القتلى أكثر 6 مرات عن قتلى الحرب مع جماعة بوكو حرام فى النصف الأول من 2018.

وقالت أوساى أوجيجو، مديرة منظمة العفو الدولية فى نيجيريا: «بسبب تقاعس قوات الأمن فى بعض المناطق تُستخدم المنافسة على الموارد ذريعة للقتل والتشويه على أساس عرقى أو دينى»، وأضافت أن «هذا الصراع يتم تسييسه بشكل خطير من قبل بعض مسؤولى حكومات الولايات الذين يؤججون التوترات بإلقاء اللوم على طرف ما على أساس حزبى».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية