رسائل عديدة بعثَ بها الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم السبت، حول زيادة «الوزن» وتأثيره سلبًا على صحة المواطن، برنامج الانتهاء من المشروعات السكنية الجديدة، مبادرة «100 مليون صحة»، وذلك خلال افتتاح عددًا من المشروعات القومية في مجالات المياه والإسكان الاجتماعي بمحافظة القليوبية.
«المصري اليوم» تستعرض أبرز الرسائل التي وجّهها السيسي اليوم.
الوزن.. «25% من المصريين وزنهم طبيعي والباقي لديهم سمنة مفرطة»
يبدو أن «أوزان» المصريين من الأشياء التي تشغل الرئيس عبدالفتاح السيسي كثيرًا، ففي شهر نوفمبر الماضي، علّق السيسي، على مقطع فيديو خاص بمسابقة «أفضل جامعة»، خلال جلسة «كيف نبني قادة المستقبل»، ضمن فعاليات النسخة الثانية منتدى شباب العالم، إذ قال: «نص الوزن ده عاوز يتشال».
وأضاف: «لن يكون الإنسان قادرًا على العطاء ووزنه زيادة، أنا شايف الأولاد والبنات في الجامعة وزنهم زايد، مما يعني عدم وجود رياضة، الناس لازم تمشي وتمشي، لأن التوكتوك عمل مشكلة كبيرة في بلدنا، علشان الناس اللّى بتتحرك 100 متر، أصبحت محتاجة تركب توكتوك».
في سياق متصل مازح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء: «وإحنا في الوزارة يا دكتور مفيش حد وزنه يزيد».
تكرّر حديث السيسي عن الأوزان اليوم أيضًا، إذ قال خلال افتتاح عددًا من المشروعات القومية في مجالات المياه والإسكان الاجتماعي بمحافظة القليوبية: «25% من المصريين وزنهم طبيعي، والباقي إما لديهم سمنة مفرطة وإما سمنة عادية»، مؤكدًا أنها تُسبب أمراضًا وعبئًا على الجسم والمخ في كثير من الأحيان.
وطالب السيسي بتخصيص برنامج رياضي في الجامعات والمدارس وإقامة سباقات ماراثون للمشي والجري بشكل دوري، فضلًا عن الدعوة للرياضة للحدّ من الأوزان الكبيرة والسمنة المفرطة، والحدّ من أمراضها.
وأضاف أنه طلب من الدكتورة هالة زايد شرح أزمة ارتفاع الأوزان بالأرقام التي تتحول إلى ملف «حكايتنا».
وتابع: «المعيار هو وزنك زيادة قد إيه؟ كل واحد يشوف بطنه ووزنه قد إيه هيعرف إنه رايح لهذا الطريق، وهذا الحديث يجب أن نعلمه للمواطنين في المدارس والمساجد والكنائس».
«الإعلام لازم يختار ضيوف واخده بالها من جسمها وصحتها»، كما طالب باختيار من يظهر في البرامج الإعلامية وعبر شاشات التليفزيون بناء على هذا الأمر، متسائلًا حول الأشخاص الذين يعانون من السمنة: «بتقدر تمشي كده أو تطلع على السلم، أنا بتكلم على شباب مش كبار في السن».
وقال: «أتمنى من الدولة أن تنتهي من ميكنة البيانات قبل 2020، لنتمكن من الوصول إلى بيانات نستطيع من خلالها معرفة مكاننا» وطالب بضرورة أن تكون الرياضة مادة أساسية في المدارس والجامعات، كما أكد الرئيس السيسي أنه لا بد أن تركز جميع مؤسسات ووزارات الدولة بالتعاون مع وسائل الإعلام، على خلق التوعية الصحية لدى المواطنين المصريين، عن طريق تطبيق برنامج متكامل.
قوائم الانتظار و100 مليون صحة.. «محدش عارف الحكاية»
قوائم الانتظار ومبادرة «100 مليون صحة»، تحدّث عنهم السيسي اليوم أيضًا، مؤكدًا أن المرحلة التالية التي تمر بها البلاد، بحاجة إلى مواطنيها الأصحاء، فمن الضروري أن يهتم أولياء الأمور بصحة أبنائهم كما يهتمون بحصولهم على الشهادات التعليمية.
وبالنسبة لقوائم الانتظار، قال الرئيس السيسي إنه تم بدء العمل على إنهاء قوائم الانتظار منذ أكثر من عام ومعرفة تكلفتها الإجمالية، للحد من انتظار المرضى لعلاج لفترات طويلة، مشيرًا إلى إنه عند إجراء الفحص، وجد أن هناك 17 ألف حالة انتظار في قوائم الانتظار أنهت وزارة الصحة في هذا التوقيت منها 5 آلاف فقط وتم التحرك للتخلص من الباقي في الفترة اللاحقة، موضحا أن قوائم الانتظار للعمليات الجراحية قد تصل تكلفتها لـ18 مليار جنيه.
وأضاف أن مبادرة «100 مليون صحة» تستهدف الاطمئنان على صحة المواطنين المصريين، مؤكدا أن 6 ملايين مواطن مصري لديهم مشكلات مرضية.
وتابع: «انتهينا من 51 ألفا من قوائم الانتظار وهذا كان فوق أعبائنا الاقتصادية لأن التكلفة تتخطى الـ18 مليار جنيه»، مشيرا إلى أنه لا بد أن يكون هناك وعي صحي لدى كل مواطن مصري، لافتا إلى أن الشعب لا يعي حجم التحديات التي تواجهها الدولة، ولا يفكر في كيفية توفير الأموال الطائلة لإقامة المشاريع القومية.
وأضاف أن الدولة تعمل قدر الإمكان على تخفيف الأعباء الصحية عن الشعب، وأكد أنه لا بد من بناء وعي حقيقي لدى الشعب، ليقدر الإنجازات التي تقوم بها الدولة، مؤكدا أن الدولة المصرية ستصبح بفضل حملة «100 مليون صحة» الأقل في المعدلات العالمية للإصابة بمرض فيروس «سي».
وكلف الرئيس الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بإعادة صياغة موازنات الوزارة وإيجاد مبادرات مختلفة لحل الأزمات الصحية الأكثر انتشارًا بين المواطنين.
وقال إنه لابُد من تكاتف الإعلام وجميع مؤسسات ووزارات الدولة لإيجاد برنامج ضخم للتوعية الصحية، وعلى رأسها التوعية بمخاطر زيادة الوزن، ليعيش المواطنون بصحة وسلامة لأطول فترة ممكنة.
وتابع: «مش عايز أقول كلمة صعبة.. لأن محدش عارف الحكاية فيها إيه، والدول بتمشي إزاي والناس بتفكر على أد الأكل والشرب ومصاريف الأولاد وخلاص، لكن لا يدركون تكلفة المشروعات القومية والتنموية المهمة التي تكلف الدولة مليارات مثل محطات الصرف الصحي».
وأكد الرئيس أنه تم الكشف فقط على 17 مليون شخص فقط من 55 مليونًا الذين تم المسح عليهم واتضح إصابة 11 مليون مواطن بأمراض، وهي أرقام كبيرة.
المرافق.. «والله ما حد أدى المواطنين شقق سكنية كاملة في العالم كله إلا مصر»
وبخصوص المرافق والمشروعات السكنية، قال السيسي: «إحنا عايزين نمنح المواطنين حياه ترقى بهم وأولادهم»، موجها الشكر للبنك الأهلي والبنك المركزي والبنوك الأخرى التي أسهمت في الإسكان والانتهاء من قوائم الانتظار.
كما طالب الرئيس السيسي، اللجنة المشكلة من الوزارات والهيئات بإعداد عقد نموذجي لإلزام سكان مشروعات الإسكان الاجتماعي بالمناطق غير الآمنة بعدم التصرف في الوحدات السكنية بعد استلامها حيث يكون للعقد سلطة قانونية ملزمة.
وأضاف أنه لا يوجد أحد في العالم يهتم بتطوير العشوائيات لإيواء 250 ألف أسرة إلا في مصر.
وكلف السيسي، الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة بتشييد كنيسة في مشروع أهالينا وعدم نسيان ذلك مستقبلا في مشروعات الإسكان الجديدة، كما طالب الرئيس بعرض فيلم يوضح للمواطنين شكل ومخاطر البناء بشكل عشوائي بعيدًا عن تخطيط الدولة، مستنكرًا شكل وبيئة المناطق الخطرة التي يسكن بها البعض من المواطنين.
واختتم كلمته بخصوص المرافق، قائلاً: «والله ما حد أدى المواطنين شقق سكنية كاملة المرافق في العالم كله إلا مصر».
«أنا عارف دخل مصر كام بالحتة»
فاجأ الرئيس عبدالفتاح السيسي، اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، بـ3 أسئلة، خلال استعراضه عددًا من المشروعات أمام الرئيس.
وقال السيسي للمحافظ: «صندوق العشوائيات فيه فلوس أد إيه؟»، فلم يجب عبدالعال، فقال الرئيس: «هسألك سؤال تاني.. دخل المحافظة كام؟»، بينما عجز «عبدالعال» عن الإجابة ملتزمًا الصمت، فعقب الرئيس قائلا: «تصدق وتآمن بالله أنا عارف دخل مصر كام بالحتة».
وقال السيسي إنه يجب على المسؤول أن يكون ملمًا بكل شيء داخل نطاق محافظته لمواجهة جميع أسئلة المواطنين والشارع لوضع الحقائق كاملة أمام المواطن.
كما وجه الرئيس سؤالا ثالثا للمحافظ: «طيب تعرف إنت اتعملك كام كوبري في الـ4 سنين اللي فاتت؟.. أنا مقصدش بكده حاجة»، فيما بدا المحافظ غير محيط بالإجابة.