x

«المصري كيدز».. رسالة أم لـ«النص الحلو»: ناردين

السبت 08-12-2018 09:32 | كتب: ريهام جودة |
ناردين ناردين تصوير : اخبار

«لا تربوا أولادكم كما رباكم آباؤكم فإنهم خُلقوا لزمان غير زمانكم» مقولة للإمام على ابن أبى طالب أحاول تطبيقها فى تربيتى لطفلتىَّ «جومانة وناردين»، لأجدها الأنسب أمام طفلتين من جيل مواليد 2010 وما بعده، هذا الجيل المختلف كثيرا عن أى من الأجيال التى سبقته، جيل وُلد بينما كان نتطلع نحن- جيل الثمانينيات- للتغيير والاختلاف عمن سبقونا، فوجدنا أننا فى خضم رحلة بحثنا عن ذاتنا وتحقيقها، أصبحنا آباء وأمهات لجيل يعتمد الإيقاع السريع واللاهث فى كل ما يتعلق به، يكبر سريعا، يريد أن يتعلم بطريق مختصر ومكثف، وربما يقاوم ويرفض التعليم التقليدى أساساً، مُتسلحا بـ«التاب» و«الموبايل»، وليس الكراسات والأقلام.

لا وقت لديه للشرح والإطالة، مثلما أفعل فى هذه السطور للحديث عن «ناردين» ابنتى التى أتمت عامها السادس قبل أيام، وحين أواجهها فى أى موقف دائما ما «تكسبنى»! حين تقف أمام إنسان أكثر منك ذكاء وقدرة على التنقل بين المواقف المختلفة، تحتاج لأن تملك قدرة أكبر على المناورة ومجاراتها فيما تسأله وتطرحه حول رؤيتها للحياة وتطلعها للمستقبل، أحاول أن أمنحها إجابات «غير تقليدية» تناسب زمنا مقبلا لزمننا، لكن أن تكون صحيحة وبأسلوب يناسب تماما طفلة فى السادسة من العمر، تتمتع بقدر كبير من «العِناد» الفطرى لمثل هذا العمر فى الأطفال، إلى جانب الاستقلالية وقوة الشخصية التى تنقلب إلى «لماضة» حين تستشعر أنها «غلبتنى» وتفوقت علىَّ فى رؤيتها للأمور فى عالمها الصغير، وتمسكها بوجهات نظر تدافع بها عن مواقف- حتى لو بسيطة- تتعرض لها فى طفولتها، ولأستحضر معها كم كنت طفلة عنيدة وقوية الشخصية فى صغرى أرهقت أبى واستسلمت لى أمى، والتى يبدو أننى بدأت أن أرث عنها الاستسلام لأبنائى، فى تحولات وتقلبات عمرية أن أكون مفعولا به بعد أن كنت فاعلا.

كانت أمى- التى رحلت قبل أن أتزوج- تمزح معى «بنتك هتشوفى معاها»، وكأنها كانت تستشعر أننى سأنجب إناثا، وسأعانى من شخصيتهن مثلما عانت معى- رحمها الله - فها أنا أجدنى أمام طفلة دائما ما تفوز علىَّ بقوة شخصيتها وذكائها، لكننى معها أستعيد الدنيا، أشعر بأننى طفلة أحتاج دائما إلى أن أواكب ما تفضله وأشاركها ألعابها، أحزن لأن ذارع أو ساق عروستها انخلع، أو تمزق فستانها، وأن أنفعل مع أغنية أطفال أو فيلم كرتون ربما شاهدته فى صغرى عشرات المرات، وعلىَّ أن أظهر أننى أراه للمرة الأولى، فلماذا لا أضحك حين يسقط «توم» أو يضربه «جيرى»؟، ولماذا لا أتمايل مع أغنية «بابا فين؟» وهى تسمعها، خاصة حين أجد «بابا» منشغلا بعمله طوال الوقت، بينما أتولى مهمات البث الترفيهى والإعداد التربوى والتعليمى لواحدة من جيل ما بعد 2010، وأنا التى كنت أخبئ «دمية» أعجبتنى وأحتفظ بها بدولابى بعيدا عنها!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية