قبل أن يرزقنى الله بطفلى، عمر، كانت الأيام تشبه بعضها البعض، وتمر دون جديد، ما أصابنى بالملل وكنت أدعو الله كثيراً أن يعجل بقدومه، حتى جاء عمر فى أغسطس الماضى، فقلب حياتى رأساً على عقب، فى تغيير لم أكن أتوقعه، أنتظر بشغف كل صباح النظر فى عينيه لأبدأ يومى متفائلاً بالخير والرغبة فى النجاح لأجله فقط.
ولادة عمر كانت من أصعب اللحظات التى مرت فى حياتنا، وكيف لا وهو الضيف الذى طال انتظاره حباً واشتياقاً، الطبيب طلب أن تلد أمك قيصرياً حفاظاً على صحتك، ودون تردد وافقنا، فحدد صباح اليوم التالى للحضور لإتمام إجراءات الولادة.
جاء عمر إلى الدنيا وأضاء الله به حياتنا، وحينما أبلغنى الطبيب بضرورة احتجازه فى «الحضانة» لأنه مصاب بمرض «الصفرا»، أصبت بقلق ولم أكن أتقبل أن يأخذ أحد ابنى منى، ولكن الحفاظ على صحته كان الأهم، وكان قرار احتجازه لثلاثة أيام متواصلة داخل هذه الغرفة الزجاجية من أصعب القرارات فى الحياة، وأتم الله شفاءه على خير.
ليس هناك أجمل ولا أروع من مشاكسة طفلى عمر، دقات قلبى تتسارع عند سماع ضحكة بريئة منه أو صراخه، حقيقة الأطفال زينة وروعة هذه الحياة وصدق الله العظيم حينما قال: «المال والبنون زينة الحياة الدنيا».
أنظر إلى عمر يومياً لأراقب نموه وأقول لنفسى: «متى ستكبر يا ولدى، أنتظرك لأستمتع بالحياة»، منذ قدومك يا طفلى واتخذتك صديقى الأول الذى أنظر فى عينيه لأعرف ماذا تريد؟ فقط أريد من يقرأ هذه السطور أن يدعو الله بأن يبارك لى فى طفلى ويجعله نبتاً صالحاً لأمه ولأسرته.