وبعد ما زوحلق زعل بطوط وأولادها الحلقة اللى فاتت، بندق اتضايق جداً من زوحلق وقال لها: طب ما تزعليش، وتعالى معايا هلعبكم لعبة جميلة نلعبها سوا مع الولاد وكمان المعزة عزيزة.
وأخد بندق بطوط عشان يلعبوا مع المعزة عزيزة، وهما ماشيين قال لها: أنا مش عايزك تزعلى من زوحلق يا بطوط، هو ما يقصدش يزعلك، بس إحنا بنكون طول الليل سهرانين نحرس المزرعة والبيت، وبنكون الصبح عايزين ننام، وزوحلق بالذات طول الليل بيلف ويدور علشان يخلى باله منكم. قالت بطوط لبندق: ما أنت كمان كنت رايح تنام، بس ماحبتش تشوفنى زعلانة وجاى معايا تلعب كمان، وهو لو كان قال لى إنه تعبان من سهر الليل كنت راعيت مشاعره واحترمت رغبته، لكن هو كان أنانى وما هموش زعلى أنا وعيالى.
وهنا ظهرت عزيزة وقالت: أهلاً أهلاً بالغالى، إزيك يا بندق، فرد بندق السلام وقال لها: تعالى نلعب مع بطوط، يلا تحبوا تلعبوا إيه؟ أنا بقول بالكورة، ردت بطوط لأ، خليها غماية، قال: خلاص ناخد رأى عزيزة ونشوف الأغلبية، قالت عزيزة: أنا عايزة ألعب سباق وهنا بقت مشكلة، هيلعبوا إيه بالظبط.
اقترح بندق عليهم «طب ما نعمل قرعة واللعبة اللى تطلع نلعبها، وبكدا ما يكونش حد متضايق»، فرحت بطوط بالفكرة، وعزيزة قالت: أنت حكاية وفعلاً القرعة طلعت غماية، وقعدوا يلعبوا وهما مبسوطين. أما زوحلق، فكان غرقان فى النوم وكمان عايش مع الأحلام ولما صحى، وهو ماشى سمع صوت ضحك كتيير جاى من بعيد... فقرب.. وقرب، لقاهم بيلعبوا ومبسوطين، قال لهم: أنا عايز ألعب معاكم.
رد عليه بندق: تعالى إلعب مكانى وأنا هروح أنام شوية.
قالت له بطوط: شكراً يا بندق، قدرت تخلينى مبسوطة واستمتعت معاك كتير باللعب أكتر من أى وقت تانى.
ومشى بندق وأخد زوحلق مكانه، وقال لهم: تعالوا نلعب بالكورة، قالت له عزيزة: بس إحنا اتفقنا على غماية.. قال لها: لأ دى وحشة. ردت بطوط: إحنا عملنا قرعة وكنا بنلعب ومبسوطين، وبرضه فضل مصمم.
قالتله عزيزة: تحب نعمل قرعة تانى؟ قال لهم: لأ أنا عايز ألعب بالكورة، يا كدا يا مش لاعب.
واتفقت عزيزة وبطوط إنهم مش هيلعبهوا مع زوحلق، وهيستنوا بندق ويكملوا معاه اللعب تانى.
ورجعت بطوط وأولادها والمعزة عزيزة عشان يناموا، أما بقى زوحلق، فبقى زهقان وحاسس بالملل علشان كان وحدانى.
وتانى يوم الشمس نورت المزرعة والحيوانات كلهم صحيوا على صوت أغانى جميلة جاية من راديو عم خليل، وكان عم خليل بيلف عليهم يصبح، ويظبط لهم الأكل والميه بتاعتهم.
وكان ماشى مع عم خليل زوحلق وبندق، كل ما يدخلوا عند مجموعة منهم يسلموا ويرحبوا ببندق، لحد ما دخلوا عند المعيز، وهنا كانت عزيزة واقفة تتنطط وبعلو صوتها تنده وتظأطط: بندق الغالى، مستنياك أنا وبطوط نكمل لعب إمبارح ونفرح وننبسط معاك.
راح زوحلق بصلها وحس إنه زعلان جداً ومضايق، بس عمل نفسه مش واخد باله.. وقال أنا لازم ألعب مع حد قبل ما هما يلعبوا.. وقعد يفكر يا ترى مين ممكن يلعب معايا؟
وفكر وفكر وقال هى ما فيش غير الفرخة نانى طيبة وضعيفة واللى هقوله ليها أكيد لكلامى هتكون سمعانى.
وفعلا راح زوحلق للفرخة نانى وقال لها: تيجى نلعب؟ قالتله ماشى، وبدأوا يلعبوا وكانوا مبسوطين لحد ما نانى وهى بتجرى غصب عنها راحت اتكعبلت فى زوحلق، هووووب زوحلق وقع على الأرض واتخبط خبطة بسيطة، ولسه نانى بتقول له: آسفة ما أخدتش بالى، كان زوحلق حدفها بطوبة كبيرة جت فى جناحها وبقت عماله تعانى والصريخ والعياط بقى بصوت عالى، واتجمع عليها أصحابهم ومنهم بندق الغالى.
سأل بندق نانى: إيه اللى حصل؟ خير يا نانى؟ قالتله: غصب عنى وأنا بلعب وقّعت زوحلق واتخبط خبطة بسيطة بس هو أذانى فى جناحى.
ردت عزيزة على نانى: عشان زوحلق عارف إنك مش بتعرفى تدافعى عن نفسك.. قالت نانى: دا كان موتنى، أنا مقدرش على زوحلق؛ ولا بصراحة حد تانى.
قال بندق لها: لازم يا نانى تعرفى تدافعى عن نفسك، لأن دا اللى بيخلى زوحلق وغيره عليكى يكون جانى. وأخدها وربطلها جناحها.
وقالت نانى لبندق: أنا متأكدة إنك لو كنت أنت اللى قدامى كان هيبقى ليك تصرف تانى، وكنت هتقبل اعتذارى وعمرك ما كنت هتمد إيدك عليا.
بندق قال لنانى: طبعاً، انت ما كنتيش قاصده، ورد فعلنا مش لازم يكون عنيف كدا، ويكون الضرب أسهل حاجة تيجى فى بالى وبالك.
وسرح كدا شوية وقال فى سره وبعدهالك يا زوحلق، لما نشوف هتزعل منك بكره مين تانى.