فى مكان بعيد بعيد، مليان بالشجر والزرع والنخيل، وفى جو هادئ وجميل، تسمع فيه صوت العصافير اللى عايشين مع أصحابهم الحلوين فى مزرعة «عم خليل».
عم خليل راجل طيب عايش فى مزرعة جميلة، بيحب يزرع دايما فيها تفاح أخضر لذيذ، والعنب الأحمر الجميل، وأنواع تانية كتيير من الفواكه والخضار المفيد، وكمان كان عنده فى المزرعة طيور وحيوانات كتيير.
الحمام فى برجه الأبيض الطويل، والفراخ والكتاكيت فى عشهم بتبيض، أما بقى البط فى بركة المياه بيعوم وسعيد، والخرفان والبقر والمعيز بأكل البرسيم هايصين.
وكان فى المزرعة بيت صغير بتاع عم خليل، وجنبه كان فى كلبين حارسين المزرعة والبيت اسمهم «زوحلق وبندق».
زوحلق وبندق كلبين فى الشكل شبه بعض تمام، ما تعرفش تفرقهم العين. بس كان فيه حاجة دايما أصحابهم يعرفوهم منها.
«بندق» فيه صفات حلوة كتيرة، كلب نشيط بيحب كل الحيوانات فى المزرعة وبيلعب معاهم، وهم كمان بيحبوه جدا.
أما بقى «زوحلق» فدا الكلب المشاكس ودايما يعمل مقالب، وكتير لأصحابه بيعاكس.
وفى يوم من الأيام، والشمس طالعة بنورها الذهبى الجميل، والسما صافية والعصافير فيها بتغنى وبتطير، والحيوانات كلها بتلعب وهى فرحانة وسعيدة، كان زوحلق بيتمشى فى المزرعة يتفرج على الشجر الجميل والزرع الأخضر ويجرى ويلعب وسط المحاصيل، ولما حس إنه تعب قعد يفكر ويقول: أنا عايز أنام شوية فى مكان هدوء، والجو فيه يكون جميل. يا ترى أروح فين؟ أروح فين؟
وبعدين قال: آه خلاص، هروح أنام جنب بركة المياه، الجو هناك جميل وما حدش هيصحينى ومافيش أحلا من إنى أنام فى وسط الخضرة والمياه كمان.
وجرى على طول على هناك، ولما قرب لقى هناك بطوطة بتعلم ولادها العوم وكانوا منسجمين. قال: وبعدين يا زوحلق هتعمل إيه فى الموضوع ده؟ أنا عايز أنام ومش عايز دوشة عيال، لازم أخلى بطوطة تاخد ولادها وتمشى من هنا على طول. وراح جنب البركة، شافته بطوطة قالتله: أهلا يا زوحلق، ماتيجى معانا تعوم. قال: لأ، أنا عايز أنام، وكفاية كدا عليكى عوم، خدى أولادك وروحى مكان تانى. قالتله: بس إحنا جينا هنا الأول، وإنت عندك المزرعة كبيرة تقدر تنام فى أى مكان فيها. قالها زوحلق: مش همشى. وبدأ فيها يغيظ ويعاند، وعلى أولادها يتريق. لحد ما زهقت بطوطة ومشيت وهى حزينة ومتضايقة من زوحلق، وبتقول لأولادها: زوحلق دا أنانى، ما بيحبش غير نفسه، ومش همه أى حد تانى، وما تزعلوش إحنا هنمشى ونبقى نيجى وقت تانى.