أعلنت الرئاسة الجزائرية، أمس، أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لن يتمكن من استقبال ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، خلال زيارته البلاد، بسبب إصابته بإنفلونزا حادة، وذلك بعد وصول الأمير محمد بن سلمان للجزائر فى زيارة بدأها مساء أمس الأول وتستغرق يومين، بعد اختتام زيارته إلى موريتانيا. وقالت فى بيان إن الزيارة تأتى فى إطار العلاقات الأخوية المتينة التى تربط الجزائر والسعودية وتسمح بإعطاء دفعة جديدة للتعاون الثنائى وتجسيد مشروعات الشراكة والاستثمار وفتح آفاق جديدة لرجال الأعمال من أجل رفع حجم التبادل التجارى وتوسيع الشراكة الاقتصادية بين البلدين، وتعتبر فرصة للتباحث وتبادل وجهات النظر بشأن المسائل السياسية والاقتصادية، العربية والدولية، ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، فضلًا عن تطورات سوق النفط.
كانت صحيفة «سبق» السعودية قد ذكرت أن ولى العهد السعودى سيختتم زيارته للجزائر بلقاء بوتفليقة لمدة ساعتين.
وكان فى استقبال ولى العهد السعودى، لدى وصوله مطار هوارى بومدين بالعاصمة الجزائر، رئيس الوزراء أحمد أويحيى وعدد من الوزراء، وضم الوفد السعودى الرسمى المرافق للأمير محمد بن سلمان، المستشار بالديوان الملكى الأمير تركى بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز، ووزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، ووزير الاستثمار ماجد القصبى، ووزير الخارجية عادل الجبير.
وعلى هامش الزيارة، دشن مجلس الأعمال الجزائرى- السعودى 5 مشروعات تدخل حيز التنفيذ بداية العام المقبل، تحت إشراف وزير الصناعة والمناجم يوسف يوسفى، ووزير التجارة والاستثمار السعودى ماجد بن عبدالله القصبى، وتتضمن المشروعات صناعة الكيماويات غير العضوية ومعالجة المعادن وصناعة مواد الكلور والصودا الكاوية والصودا الموجهة لتنقية المياه من طرف الشركة السعودية «عدوان للكيماويات»، فضلًا عن مشروع لصناعة الأدوية من طرف الشركة السعودية «تبوك» بطاقة إنتاج تبلغ 10 ملايين وحدة، ومشروع لصناعة الورق الصحى من طرف الشركة السعودية «بايبر ميل» بطاقة إنتاج 30 ألف طن بقيمة 20 مليون دولار، ومشروع فى مجال الصناعات الغذائية لإنتاج العصائر بولاية البليدة من طرف شركة «العوجان السعودية»، بينما تصدر قطاع الصناعة قائمة القطاعات التى تحضر بتدشين مشاريع الشراكة بين البلدين بـ 12 مشروعاً، بلغت قيمتها 14 مليار دينار جزائرى.
وعارض حزب حركة مجتمع السلم الإسلامى زيارة ولى العهد؛ وقال إنها «لا تخدم صورة الجزائر ولا سمعتها»، - بحسب ما أعلن رئيس الحزب عبدالرزاق مقرى، الذى اعتبر أن «الظروف لا تسمح للجزائريين بأن يرحبوا بولى العهد السعودى»، مشيراً إلى أزمة الحرب فى اليمن ومقتل الصحفى جمال خاشقجى.
من جهة أخرى، قال الرئيس الجزائرى فى رسالة بعثها بمناسبة افتتاح الأسبوع الوطنى العشرين للقرآن الكريم؛ إن بلاده تنعم بثمار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية التى جعل منها الدستور مبدأ ثابتًا، وعبّر بوتفليقة عن امتنان بلاده للأئمة الذين لم يخلوا مناصبهم ولم يتركوا المساجد ليسلموها لدعاة الفتنة أيام المأساة الوطنية.