على الرغم من ربط الصحفى السعودى، جمال خاشقجى، بانتقاداته الواسعة للحرب فى اليمن، إلا أن الأزمات المحيطة بالكاتب بجريدة «واشنطن بوست» بدأت فعليا فى أواخر عام 2016، عندما انتقد الرئيس الأمريكى المنتخب حديثا، دونالد ترامب، وفقا لمجلة «نيوزويك» الأمريكية.
فوفقاً لتقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، تم إلغاء عموده الصحفى فى صحيفة «الحياة» السعودية بسبب ضغوط سياسية، وبعد حوالى 6 أشهر، هرب إلى الولايات المتحدة قائلاً إنه «قد يواجه الاعتقال لدى عودته إلى بلده».
يقول التقرير «فى عام 2016 زعمت السلطات السعودية أنها منعت خاشقجى من الكتابة، والظهور على شاشة التلفزيون وحضور المؤتمرات كنتيجة لملاحظات أدلى بها تم تفسيرها على أنها تنتقد رئيس الولايات المتحدة، وفقا لمصادر وسائل الإعلام المتعددة».
وكتب خاشقجى فى مقالة من مقالاته «ترامب الرئيس يختلف تماما عن ترامب المرشح، فهو أمل زائف فى أفضل الأحوال»، ووصف أيضا مواقف ترامب للسياسة الخارجية بأنها «متناقضة» قائلا إن دعم ترامب لروسيا وفلاديمير بوتين وبشار الأسد فى سوريا يتناقض تماما مع مهاجمته إيران.
وتساءل خاشقجى حينها: «هل يعلم الرئيس الأمريكى عندما يعرض عليه مستشاروه الخريطة، أنه بدعمه لبوتين يعنى دعم أجندة إيران؟».
وأثارت التصريحات مخاوف السعودية التى تنظر إلى إيران على أنها منافس إقليمى، فمنعت خاشقجى من الكتابة والتحدث علانية بعد أن أشار إلى عدم تماسك مواقف ترامب، وفقا لـ«نيوزويك».
تقول المجلة فى تقريرها: «فى 2 أكتوبر، بعد أقل من عامين، قُتل خاشقجى، ومنذ يومين، أصدر ترامب بيانا رسميا يؤكد فيه دعمه المستمر للمملكة، وفى إشارة إلى التهديد المتصور من إيران، والعلاقات الاقتصادية التى تقدر بمليارات الدولارات، وصناعة النفط الضخمة بالمملكة، وضع ترامب قراره بالوقوف إلى جانب المملكة باعتباره يعزز مفهوم (أمريكا أولاً)، كما وصف المملكة بأنها (حليف عظيم)».