نظم العشرات من ضباط وجنود الشرطة والجيش بالدقهلية، مسيرة عقب صلاة الجمعة من المسجد الكبير بقرية بسنديلة التابعة لمركز بلقاس، إلى منزل الضابط، الذى استشهد الأسبوع الماضى أثناء مطاردة متهمين فى يوم أطلقوا عليه «يوم الوفاء للشهيد أحمد متولى».
كان الضباط أطلقوا دعوة من خلال موقع «فيس بوك» لخروج الضباط والجنود بالمحافظة ومن يرغب من المحافظات الأخرى، لتقديم واجب العزاء لأسرة الشهيد بقريته بسنديلة وزيارة قبره لوضع إكليل من الزهور، عرفاناً ووفاء له ولاستشهاده أثناء تأدية الواجب.
وأكد النقيب محمد حافظ، بالأمن المركزى، أن الدعوة لاقت إقبالاً كبيراً، وشارك فى المسيرة عدد من قيادات الأمن بالمحافظة، وأدى الجميع صلاة الجمعة بالقرية، ثم توجهوا لتقديم واجب العزاء لأسرة الشهيد، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من الضباط لم يتمكن من المشاركة لقيامهم بتأمين الانتخابات، موضحاً أنهم تقدموا بطلب لوزير الداخلية لإطلاق اسم الشهيد على دفعة خريجى كلية الشرطة هذا العام.
من ناحية، أخرى وداخل الغرفة رقم 805 بمستشفى الطوارئ بالمنصورة يرقد الرائد «أحمد البلتاجى»، مصاباً بطلق نارى نافذ بالفخذ أعلى الركبة، بعدما خضع لعملية جراحية لمدة 7 ساعات، عقب إصابته مع الشهيد الرائد «أحمد متولى» والمجند «أحمد فتحى»، أثناء القبض على مجموعة من المسجلين خطر، والمتهمين بتكوين تشكيل عصابى لسرقة السيارات بالإكراه، وتحت تهديد السلاح.
روى الضابط اللحظات الأخيرة قبل الخروج فى المأمورية التى راح ضحيتها زميلاه قائلاً: «كنا خارجين فى مأمورية أخرى سرية أنا والشهيد أحمد متولى والنقيب شريف سامى قبل هذه المأمورية بربع ساعة فى منطقة قريبة منها، حيث كنا نعد للقبض على عصابة أخرى لسرقة السيارات على طريق ميت غمر - القاهرة أثناء تلقيهم فدية عن إحدى السيارات المسروقة، بالترتيب مع صاحب السيارة، وبالفعل اتصلت بالرائد أحمد فى البيت وقلت له هانروح إمتى علشان نلحق نقبض على العصابة وهمه متلبسين بتسلم الفدية من صاحبها، واتفقنا نتقابل علشان نخلص بسرعة ونلحق بالقوات فى مأمورية «دنديط»، مضيفاً: «أحمد كان حريص على المشاركة فى المأموريتين علشان كده ذهبنا إلى الأولى بلبسنا العادى وبسيارتنا الخاصة وربنا وفقنا وقبضنا على المتهمين وجبنا السيارة المسروقة، تركنا ضباط المباحث يعملوا المحضر وذهبنا مع القوات لمأمورية (دنديط) وغيرنا فى الطريق لبسنا وأخدنا سلاحنا، ولم يفصل بين المأموريتين إلا ربع ساعة فقط هى مسافة الطريق».
يستكمل حديثه وهو يبكى: «فى الطريق كنت بأضحك مع أحمد وأقوله إحنا من زمان لم نطلق نار، فقال لى - ماتفولش. «أحمد» كان قائد المجموعة وقبل أى مأمورية دايماً يحذرنا ويقول احذروا.. وأمنوا ظهركم كويس، وبالفعل رحنا عند البيت اللى مرصود فيه الهدف وهو عبارة عن 5 أدوار، وتوزعنا وبدأنا نخبط على الشقق.. وأثناء وجودى فى الدور الخامس سمعت أصوات عالية فى الدور الثالث فنزلت جرى ولقيت رئيس المباحث وأحمد متولى والقوات جوه فدخلت معاهم وبدأنا نفتش الغرف وقبضنا على3 متهمين، وفى إحدى الغرف دخل أحمد والمجند أحمد فتحى وسمعته بيقول «ارفع إيدك وأخرج من وراء السرير فدخلت وراءه أنا والمخبر «خالد زكى» والمجند «محمد على» وأصبحنا كلنا داخل الغرفة ومعنا صاحبة الشقة اللى كانت تأويهم، وقال أحمد مرة ثانية «ارفع إيديك وأخرج من خلف السرير»، وشاهدنا أحد المتهمين خلف الستارة الموجودة خلف السرير وفجأة خرج علينا المتهم وهو يطلق النار من بندقية آلية ومن سرعة الطلقات لم يتمكن أحد منا من الحركة وأصيب الجميع».
ويضيف: «لم أشعر بأى شىء بعد ذلك، فالرصاصة تسببت فى قطع الوريد وحدث نزيف حاد وحالتى كانت سيئة، وعلمت بخبر وفاة أحمد متولى والمجند بعد إفاقتى من العملية».