x

تريزا ماى تواجه انتفاضة رفض اتفاق «بريكست»

الأحد 18-11-2018 19:25 | كتب: وكالات |
محتجون يرفعون لافتات ترفض المرحلة الانتقالية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبى «صورة أرشيفية» محتجون يرفعون لافتات ترفض المرحلة الانتقالية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبى «صورة أرشيفية» تصوير : أ.ف.ب

تتعرض رئيسة الوزراء البريطانية، تريزا ماى، لانتفاضة متزايدة داخل حكومتها وحزب المحافظين الحاكم، رفضا لاتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبى «بريكست»، وسط تهديدات العديد من الوزراء ونواب محافظين بالاستقالة من مناصبهم إن لم يتم تعديل الاتفاق وبخاصة فيما يتعلق بالحدود مع أيرلندا، العضو فى الاتحاد الأوروبى، بعد الطلاق النهائى المقرر فى 29 مارس 2019، ويسعى مسؤولون كبار من حزب المحافظين للإطاحة بماى من «زعامة» الحزب. وفى المقابل، وفى تحدٍ واضح لمعارضيها، عادت «ماى» لتؤكد أنها لن تتخلى عن خطتها بشأن «بريكست»، التى أثارت انقسامات فى الحكومة ودفعت عددا من الوزراء للاستقالة.

وأوضحت «ماى» أنها «لا ترى بديلا لخطتها للخروج من الاتحاد الأوروبى»، وأكدت فى تصريحات لصحيفة «صن أون صنداى» البريطانية نشرتها، الأحد، أنه «لا توجد خطة بديلة على الطاولة، ولا يوجد نهج مختلف يمكن أن نتفق عليه مع الاتحاد الأوروبى»، جاء ذلك بعد تقارير ذكرت أن بعضا من كبار أعضاء حكومتها يريدون إعادة التفاوض على مسودة الاتفاق، قبل الاجتماع فى 25 من الشهر الجارى، فى بروكسل.

وقالت ماى: «إذا رفض أعضاء البرلمان اتفاق الخروج من أوروبا، فإنهم ببساطة يعيدوننا إلى المربع صفر، وسيعنى ذلك مزيدا من الانقسام ومزيدا من الغموض، وإخفاقا فى تحقيق نتيجة تصويت الشعب البريطانى». وأضافت ماى «أن مهنة رئيسة الوزراء تتطلب اتخاذ قرارات صعبة قد لا تكون دائما سوداء أو بيضاء. يجب أن أجد سبيلا يناسب احتياجات الجميع».

وبعد ساعات من إعلان كبار أعضاء حكومتها تأييد بشكل جماعى اتفاق الانسحاب، واجهت ماى أخطر أزمة خلال رئاستها للحكومة عندما استقال وزير شؤون الانسحاب من الاتحاد الأوروبى، دومينيك راب، اعتراضا على مسودة الاتفاق، كما استقال 3 وزراء آخرون، وسعى نواب متمردون آخرون فى حزب المحافظين بزعامة «ماى»، لتحدى قيادتها علنا وأبلغوها صراحة بأن مسودة الاتفاق «لن تحصل على موافقة البرلمان».

وقالت وزيرة شؤون الحكومة فى البرلمان، أندريا ليدسوم، لهيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سى»، إنها «تؤيد ماى ولكنها ليست راضية تماما عن الاتفاق»، وقالت صحف بريطانية إن ليدسوم تعمل مع 4 وزراء كبار آخرين، مؤيدين للانسحاب من الاتحاد الأوروبى، هم وزير البيئة مايكل جوف، ووزير التجارة الدولية، ليام فوكس، ووزيرة التنمية الدولية، بنى موردونت ووزير الدولة للنقل، كريس جرايلنج، وكلهم مؤيدون لـ«بريكست»، ويحتمل أن يقدموا استقالاتهم فى حال لم يتم تعديل مشروع الاتفاق.

وقالت صحيفة «صنداى تايمز» إن دومينك راب و5 آخرين من كبار أعضاء حزب المحافظين، هم وزير الخارجية السابق، بوريس جونسون، وديفيد ديفيز، الذى خلف راب فى منصبه، ووزير الداخلية، ساجد جاويد، ووزير الخارجية، جيريمى هانت، ووزير العمل والمعاشات، أمبر راد، «يعدون بشكل فعال» حملات من أجل زعامة حزب المحافظين، ودعا أكثر من 20 نائبا محافظا رئيسة الوزراء إلى الاستقالة، كما تواجه ماى تهديدا بتصويت على حجب الثقة من قبل نواب حزبها المحافظين، ويمكن أن يطلق هذا الإجراء إذا طلبه 15% من كتلة أعضاء الحزب فى البرلمان أى 48 نائبا، لبدء انتخابات على قيادة الحزب والحكومة.

ونقلت صحيفة «صنداى تايمز» عن «مصدر موثوق به بالجيش البريطانى»، لم تذكر اسمه، قوله إن أوامر صدرت للجيش البريطانى بإعداد خطط للطوارئ لمساعدة الشرطة على الحفاظ على النظام العام فى حالة حدوث نقص فى المواد الغذائية والأدوية بعد عدم التوصل لاتفاق بشأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبى.

ويحدد الاتفاق مع بروكسل أطر ترتيبات «لشبكة أمان» لمنع عودة النقاط الحدودية بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا فى حال فشل الطرفين فى التوصل لاتفاق حول التبادل التجارى الحر بعد فترة انتقالية مدتها 21 شهرا، وفى مسعى لتبديد قلق بريطانيا إزاء انفصال أيرلندا الشمالية عن باقى بريطانيا، وافق الطرفان على إقامة منطقة جمركية موحدة بين الاتحاد الأوروبى والمملكة المتحدة. وبناء على ذلك، ستطبق أيرلندا الشمالية قواعد السوق الأوروبية الموحدة فيما يتعلق بحركة جميع البضائع بما فيها الزراعية.

وفى المقابل، جدد وزير الدولة لشؤون أسكتلندا ديفيد مونديل ثقته برئيسة الوزراء وأعلن خلال تجمع للمحافظين الأسكتلنديين أن لديه «تحفظات» على التسوية التى تم التوصل إليها مع الاتحاد الأوروبى، إلا أن الخيارات الأخرى «تعتبر أسوأ».

وكان ديفيد ديفيس الوزير السابق الذى كان مكلفا بشؤون «بريكست»، استقال بسبب معارضته لاتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبى، وقال إن التفاوض على اتفاق تبادل حر مع الولايات المتحدة فور خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى «لن يكون ممكنا إذا وافقنا على مشروع الاتفاق المقترح من قبل الحكومة مع أوروبا، ما سيعرقل أى مفاوضات مع واشنطن».

وقال جيريمى كوربين، زعيم حزب العمال البريطانى المعارض، إن إجراء استفتاء ثان على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى خيار للمستقبل وليس للوقت الحالى، كما أكد الحزب أنه لن يدعم اتفاق ماى للخروج من التكتل فى البرلمان، وأيد بعض أعضاء الحزب دعوات لإجراء استفتاء على الاتفاق.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية