أكدت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، السبت، أن بنيامين نتنياهو، رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي، يدفع ثمن عدوانه على غزة، وأن حكومته باتت على حافة الانهيار.
وذكرت الصحيفة، في مقال لـ«بيل ترو»، مراسلة الصحيفة في الشرق الأوسط، أن نتنياهو يدفع ثمن عدوانه على غزة، حيث تسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، ودفع الآلاف للتظاهر قرب الحدود لأكثر من 8 أشهر، موضحة أن هذه الأفعال ارتدت عليه الآن لتقوض حكومته.
وأوضحت المراسلة أن حكومة بنيامين نتنياهو باتت على حافة الانهيار الجمعة عندما ضغط شركاء نتنياهو في الائتلاف، من أجل إجراء تصويت جديد حول طريقة تعامله مع غزة.
في سياق متصل، نشر موقع ديلي تليجراف مقالا لـ«راف سانشيز» من القدس المحتلة، يشارك فيه بيل ترو نفس الرأي، مؤكدًا أن حكومة رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تتداعى، بعدما أكد حلفاؤه في الحكومة أنه لم تعد هناك إمكانية لاستمرار التحالف معه.
وأكدت أن مدينة سديروت القريبة من القطاع تعرضت لأسوأ قصف صاروخي من غزة التي أطلق المسلحون منها 460 صاروخا كان المواطنون يقفون في الشوارع ويحرقون الإطارات وهم يرددون «العار عليكم» حتى تتوقف أبواق التحذير.
كذلك توضح ترو أن أكبر المصابين والخاسرين من هذه المعركة هو نتنياهو نفسه، والذي كان يعمل على تأجيج الحرب لكنه في النهاية وضع نفسه في خانة الخطر، وأصبح أكبر ضحية لقراراته، وبذلك فإن رئيس مجلس الوزراء يقترب بشكل خطير من حل حكومته، حيث يبدو أن حكومته قد فقدت الغالبية الائتلافية التي كانت تدعمها في الكنيسيت، وجرت الدعوة لانتخابات جديدة في أسوأ وقت ممكن، مع بلوغ شعبيته أدنى مستوى له على الإطلاق.
وعمل نتنياهو محاولا دعم ائتلافه الحاكم في الأيام التي انقضت منذ أن استقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان من منصبه بسبب قبول الحكومة لما اعتبره هدنة مهينة لوقف إطلاق النار من أجل إنهاء القتال العنيف في غزة. سحب ليبرمان حزبه من الحكومة، وترك ائتلاف نتنياهو بأغلبية برلمانية غير مستقرة.
وفي الوقت الحالي، يلعب نتنياهو من أجل الوقت، وهو يحاول أن يعطل الانتخابات لأطول فترة ممكنة لتهدئة الوضع الحالي الناتج من التصعيد الأخير في غزة، الذي اندلع نتيجة عملية سرية إسرائيلية فاشلة.
ووفقًا لمصادر قريبة من نفتالي بينيت، وزير التعليم اليميني المتطرف في البلاد وعضو الائتلاف الرئيسي، فإن من المتوقع أن تبدأ المناقشات الأحد لتحديد موعد للانتخابات، كما جاء في صحيفه «نيويورك تايمز».
وأضاف المصدر أن اجتماع الأزمة بين نتنياهو وبينيت لم يسِر على ما يرام، فقال إن الطرفين قررا أنه سيتم الدعوة إلى إجراء انتخابات وحل الحكومة.
وسواء كان هذا سيحدث أم لا، لكن يمكن القول إن نتنياهو هو مهندس سقوطه في طريقة تعامله السيئة في غزة، حيث عادت سياساته الكارثية إلى ملاحقته.