أعلنت جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية عدم مشاركتهما فى جمعة الثورة الثانية، المقرر لها غداً، بينما أعلنت جماعة الجهاد الإسلامى مشاركتها، ودعوتها لبعض رموز السلفية وبعض العائدين من أفغانستان من أجل إحياء روح الثورة.
قال كارم رضوان، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان: «لن نشارك، وهذا قرار نهائى، أصدره مكتب الإرشاد فى اجتماعه الاربعاء ، لأننا لا نعرف هذه الثورة ضد من: الجيش أم الشعب، الذى قال رأيه فى التعديلات الدستورية». وتابع: نحن مع استقرار البلاد وتقوية المجلس العسكرى، وضد الأيادى الخفية التى تحاول زلزلة الاستقرار.
وأضاف: «نحن نحترم دور المؤسسة العسكرية فى حماية الثورة والشعب، الذى هو مصدر السلطات، وإذا كان هناك تباطؤ، فنحن نطالب بسرعة محاكمة النظام السابق».
من جانبه، قال الدكتور عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية: إن «الجماعة» قررت من خلال مجلس الشورى العام عدم المشاركة فيما أطلق عليه البعض «الثورة الثانية».
وبرر موقف «الجماعة» بقوله إن طرح قضية المؤسسة العسكرية للنقاش، من خلال مليونيات، سوف يؤدى إلى مواجهة داخلية بين الشعب والجيش.
وأوضح أن «الجماعة» تسعى إلى خلق حالة من الاستقرار والعبور بمصر إلى بر الأمان. ولفت إلى أن انتقاد المؤسسة العسكرية يهدم إحدى أهم مؤسسات الوطن الباقية، بعد سقوط نظام مبارك، وتابع: هذه المؤسسة هى التى حمت الثورة ومنعت حدوث صراع بين النظام السابق والشعب.
وطالب «دربالة»، بضرورة عدم مشاركة القوى السياسية والوطنية فى صياغة مليونيات، إلا إذا كانت محددة الهدف، وأن يكون هدفها يصب فى خانة الاستقرار والعودة بالبلاد إلى بر الأمان.
وقال إن الأهداف التى تم الإعلان عنها للثورة الثانية، من خلال إنشاء مجلس رئاسى يشارك المجلس العسكرى، وإنشاء لجنة لصياغة الدستور بعيداً عن الجهة التى حددها الشعب، من خلال الاستفتاء - التفاف حول إرادة الشعب الذى سبق أن قال كلمته فيها.
وأضاف أن هذه «الثورة» هى تحويل لمسار الثورة الحقيقى، وضرر ما بعده ضرر بإرادة الشعب التى سبق أن اختارته من قبل.
فيما أعلنت جماعة الجهاد الإسلامى مشاركتها فى مليونية الثورة الثانية. وقال علاء الدين شتا، أحد قيادات الجماعة: إننا نشارك بكل طاقتنا، وقد وجهنا الدعوة لكل رموز الحركة الإسلامية، خاصة السلفيين، الذين أرادوا كسر الستار الحديدى، الذى وضعته قياداتهم لمنع الخروج على الحاكم.
وأضاف أن أغلب قيادات الجماعة الإسلامية مع الخروج، لكنهم يحترمون قرار «الشورى» لأنه ملزم بالنسبة لهم. ولفت إلى أن جماعة الجهاد حشدت قياداتها، وكثيراً من العائدين من أفغانستان لحضور هذه المليونية. وأكد «شتا» أن حضورهم للمليونية لأهداف كثيرة، منها إحياء روح الثورة التى كادت تموت، ومحاكمة الفاسدين الذين مازالوا أحراراً حتى هذه اللحظة، ولتغيير الوجوه التى مازالت تعمل رغم أنها جزء من النظام السابق.
وقال الدكتور خالد سعيد، قيادى سلفى، إن تلك الوقفات هى تحريض من الدكتور يحيى الجمل، نائب رئيس الوزراء، بالتضامن مع فلول النظام السابق، لنشر الفوضى فى البلاد، وتابع: «هم يهاجمون المشير محمد حسين طنطاوى، ونحن ضد الخروج على الحاكم».
وأضاف: «السلفيون ضد المطالبات التى تهدف إلى إقصاء الشريعة الإسلامية، ونحن ضد التصعيد وننادى باستقرار البلد». وقال: إن هؤلاء يحاولون السيطرة على البلد، وأكد رفض السلفيين العنف، وتابع: نحن من أكبر التيارات عدداً ولو خرجنا فسيكون لنا تأثير كبير.
وقال الدكتور عادل عفيفى، رئيس حزب «الفضيلة» السلفى - تحت التأسيس - إن الحزب وقياداته ضد الثورة الثانية، التى دعت إليها بعض القوى السياسية. وأضاف: «نحن مع وجود المجلس العسكرى، حتى لا تتعرض البلاد لانفلات أمنى أكبر من الذى تعيشه حالياً». وطالب الجماهير بالتريث والتفكير فى مستقبل البلد ولفت إلى أنهم كانوا مع الوقفة الاحتجاجية التى طالبت بسرعة محاكمة «مبارك»، وقال: «الموضوع انتهى بصدور قرار إحالته إلى محكمة الجنايات».
وقال هشام كمال، المنسق العام لائتلاف المسلمين الجدد: «الائتلاف» ضد أى وقفات خلال الفترة المقبلة، لحين استقرار البلاد. واعتبر جميع المطالب التى ينادى بها منظمو تلك الوقفة غير شرعية ومخالفة لآراء الجمهور، الذى خرج يوم الاستفتاء وقال نعم للتعديلات الدستورية.
وفى سياق متصل، أعلنت جماعة الإخوان بالإسكندرية رفضها دعوات الثورة الثانية، التى ينادى بها من وصفتهم بـ«العلمانيين والشيوعيين»، باعتبارها ضد ثورة 25 يناير، وتعادى إرادة الشعب وبداية لديكتاتورية جديدة.
وأكدت الجماعة فى بيان رسمى لها الاربعاء نزول «الإخوان» إلى الشارع السكندرى يوم الجمعة بوقفات فى 11 موقعاً فى الإسكندرية، ليس من بينها وقفة مسجد القائد إبراهيم، التى دعت إليها الثورة الثانية. ولفت البيان إلى أن الوقفات تستهدف الانحياز لمطالب ثورة 25 يناير، والدفاع عن مكتسباتها.