x

نائب رئيس «IBM» العالمية لـ«المصري اليوم»: ريادة الأعمال أبرز عناصر النمو الاقتصادي (حوار)

الأحد 11-11-2018 05:20 | كتب: سناء عبد الوهاب, محمود السيد |
بوب لورد نائب رئيس ibm العالمية بوب لورد نائب رئيس ibm العالمية تصوير : فؤاد الجرنوسي

قال النائب الأول لرئيس شركة IBM العالمية والرئيس التنفيذى للاستراتيجيات الرقمية بالشركة، بوب لورد، إن شركته وقعت اتفاقيتين مع الحكومة المصرية، لتنمية مهارات الشباب وتدريبهم، وكذلك لدعم قطاع ريادة الأعمال، مؤكدا أنها أحد العناصر الهامة للنمو الاقتصادى، والاندماج الاجتماعى، ومشاركة الشباب، وتوفير فرص عمل.

وأضاف «لورد» فى حوار لـ«المصرى اليوم» على هامش زيارته للقاهرة لحضور مسابقة call for code بين مطورى الشركات الناشئة، والأكاديميين، والمنظمات غير الحكومية، والمؤسسات، لحل المشكلات الملحة فى المجتمع، أن الشركة استثمرت نحو 30 مليون دولار فى مسابقة لتقديم حلول لمواجهة الكوارث البيئية، لافتا إلى أن استحواذ الشركة على «Red Hat» سيجعلها رقم واحد عالميا فى تقديم خدمات الحوسبة السحابية.. وإلى نص الحوار:

■ بداية نريد معرفة تفاصيل الاتفاقية الأخيرة المبرمة مع الحكومة المصرية؟

- نحن مهتمون للغاية بالعمل مع مجتمعات المطورين والشركات الناشئة التى لديها زخم طبيعى من الإثارة والأفكار، وهذا ما وجدناه هنا فى مصر، إذ لمسنا موجة قوية من الابتكار، ووجود العديد من الشباب المتحمس، وكذا الحكومة تدعم هذا الجهد، وعقدنا اتفاقيتين هدفهما الأساسى تمكين الكوادر المصرية من دخول مجال المنافسة الفعلية فى سوق عمل متطور وسريع الوتيرة وذو متطلبات عديدة ومتقدمة، حول بروتوكول تعاون تحت مسمى «برنامج IBM لمهارات المستقبل» مع معهد تكنولوجيا المعلومات لدعم رؤيتنا المشتركة لتعزيز فعالية جهودنا التنموية، خاصةً فى مجال تنمية المهارات لدى الشباب المصرى، وتدريبهم على مهارات المستقبل، مثل الذكاء الاصطناعى، وتكنولوجيا البلوك تشين، وإنترنت الأشياء، وتحليل البيانات، والأمن السيبرانى.

وبمقتضى الاتفاقية توفر IBM أحدث منصة تعليمية لها عبر الإنترنت IBM Digital Nation Africa للجامعات من خلال فروع معهد تكنولوجيا المعلومات.

أما البروتوكول الثانى، فهو لدعم خلق نظام بيئى لريادة الأعمال ونموها فى مصر، ووقع مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا»، وبمقتضاها سوف تقدم IBM خبراتها فى مجالات التقنيات الحديثة عبر تقديم حزمة من البرامج التدريبية وسلسلة من ورش العمل حول التقنيات الحديثة، وسوف تشمل الشراكة أيضا تخصيص مطور أو أكثر من متخصص لشركات هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات الناشئة لمشاركة خبراتهم فى العديد من المجالات. كذلك سوف تمكن «إيتيدا» الشركات من الاستفادة من برنامج Startup with IBM لرواد الأعمال.

■ ماذا عن سابقة call for code وهل يمكن إلقاء الضوء على أبرز المشروعات والمبادرات المقدمة من مصر؟

- أطلقتها جينى روميتى رئيسة IBM التنفيذية فى باريس بالتعاون مع شركاء مثل لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومؤسسة «لينكس»، وهى مبادرة عالمية تمتد لخمس سنوات يُستثمر فيها أكثر من 30 مليون دولار، وتجمع بين مطورى الشركات الناشئة، والأكاديميين، والمنظمات غير الحكومية، والمؤسسات، لحل المشكلات الملحة فى المجتمع، تركز المبادرة هذا العام على منع الكوارث الطبيعية والاستجابة لها والتعافى منها.

وكان عام ٢٠١٧ أسوأ عام فى سجل الكوارث الطبيعية على مستوى العالم، بسبب الأعاصير والفيضانات، وهناك نحو ٨٥ مليون شخص يتأثرون بالكوارث الطبيعية سنوياً، لذا كان طموحنا أن نقول ما الذى يمكن أن تفعله التقنيات المبتكرة التى نعمل عليها فى الخدمات المالية والرعاية الصحية.

وتجاوز البرنامج توقعاتنا، ففى شهر مايو كان لدينا أكثر من ١٢٥ ألف مشارك من ١٥٦ دولة مختلفة على مستوى العالم، وكان لدينا ما يزيد عن ٢٥٠٠ مشروع، وأعلنا عن الفائز الأسبوع الماضى فى سان فرانسيسكو، وفاز بجائزة قيمتها ٢٠٠ ألف دولار، وكان أحد المعايير لنجاح المشروع الفائز أنه يمكن تطبيق المشروع على الفور لحل مشكلة ما والبدء فى إنقاذ الأرواح.

والمشروع قائم على فكرة أن السكان المتضررين أثناء الكوارث، يحتاجون إلى بوابة واحدة ومتكاملة للحصول على المعلومات الأساسية التى ستمكنهم من الاستفادة من الخدمات المتاحة فى الوقت المحدد لجميع الأطراف، لذلك استخدم الفريق تقنية البلوك تشين، ليقدم نهجا مختلفا تماماً لحث المنظمات العامة والخاصة على التحرك بسرعة عند وقوع الكوارث.

ومن خلال سجل حسابات لامركزى يتميز بالشفافية عبر العديد من الأطراف: الأمم المتحدة، المساعدات الإنسانية الوطنية، المنظمات غير الحكومية، مقدمى الرعاية الصحية.. وآخرين، يصبح من السهل تلبية مطالب المواطنين للإغاثة تماشيًا مع معظم الإمدادات المتاحة، والتأكد من توافر إمدادات الدم وأنها تدار بفاعلية وعدل.

■ هل فكرت IBM فى تدشين فتح مركز التدريب الخاص به فى مصر بدلا من الاستعانة بجهات أخرى؟

- كنا فى الماضى نقوم بالتدريب بأنفسنا عن طريق قنواتنا الخاصة، ولكن صناعة التدريب تطورت وأصبحت فى حاجة إلى شبكة كبيرة من المدربين، ولذا تطلب ذلك وجود عدد كبير جدًا من الشركاء الذين يقومون بدور التدريب عن طريقنا، ولذلك IBM تقدم التدريب من خلال فروع ITI فى جميع أنحاء مصر، وهم على اتصال بكل الجامعات فى مصر، وأيضا على اتصال بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مما يسهل الوصول إلى الطلاب فى كل مكان، فلا يمكننا أبدا تغطية كل هذا المجال بأنفسنا من حيث تقديم خدمات تدريبية، لذلك نحن دائما بحاجة إلى التعاون مع الجميع.

■ ما تقييمك لقطاع المشروعات الناشئة فى مصر مقارنة بما تراه فى دول أخرى؟

- لم تتح لى الفرصة للتعرف على جميع الشركات هنا، لكنى تحدثت مع بعض الشركات الناشئة، وأعتقد أن طريق النجاح هو التحقق من صحة ما هو نموذج العمل الأساسى الذى تحاول الشركات الحصول أو الوصول إليه، وما هى المشكلة التى يحاولون حلها، وكل هذا يعتبر إشارات بالنسبة لى، سواء كانت طريقة تفكير أصحاب الشركات الناشئة صحيحة أم لا، ولا ينبغى عليهم مطاردة أحدث التقنيات التكنولوجية فقط، بل عليهم السعى وراء حل المشاكل الأساسية الحقيقية وخدمة المجتمع، سواء كانت المشكلة مشكلة أعمال أساسية داخل الشركة أو مشكلة مع أحد العملاء.

■ ما النصائح التى يمكن أن توجهها لحكومات ورواد الأعمال والمطورين؟

- ليس لدى نصيحة لأقدمها للحكومة، ولكن عندما أرى ما تفعله الحكومة المصرية أشعر بتشجيع كبير، أعتقد أن البرامج فى المدن الذكية سوف تأتى بالعديد من الشركات متعددة الجنسيات مستعدة للاستثمار فى مصر، والاستمرار فى الاستثمار فى مصر خطوة ذكية، وبالتالى سوف يوفر بنية دعم صلبة لرواد الأعمال فى الناحية الاقتصادية فى مصر، ولذلك أعتقد أنه أسلوب ذكى يتخذونه.

فمثلا ما تقوم به الحكومة المصرية فى بعض المناطق بالقرب من قناة السويس، وهناك الكثير من الاستثمار والبنية الأساسية التى يتم وضعها، أعتقد أنها توجهات ذكية للغاية، ومن خلالها سوف تجذب رجال أعمال لتساعد فى حل بعض من المشاكل المحيطة، لذلك أشعر بحالة جيدة حقا حول الطريق الذى تتخذه الحكومة المصرية.

■ ما تقييمكم وتعليقكم على صفقة استحواذ IBM على Red Hat للبرمجيات بـ34 مليار دولار؟

- أنا متحمس جدا تجاه هذه الصفقة، فقد كان ذلك قرارا ذكيا وشجاعا من جينى روميتى الرئيس التنفيذى للشركة. وهناك عدة أسباب وراء هذا الاستحواذ، وممكن اختصارها إلى ثلاثة أسباب مهمة. رقم واحد أن الاستحواذ على ريد هات سيغير قواعد اللعبة، حيث سوف تصبح IBM الشركة رقم واحد فى العالم التى تزود خدمات الحوسبة السحابية الخاصة والعامة، بالتالى سيكون هذا التحالف القائد الأول فى تكنولوجيا الحوسبة السحابية، بلا منازع، وبذلك فكل عميل فى أى مؤسسة يحتاج إلى نظام إيكولوجى سحابى فائق «للسحابة العامة والخاصة» سوف يلجأ لـ IBM، حيث إننا سنوفر بنية تحتية لعملائنا من المؤسسات الكبيرة وحتى الشركات الناشئة، لذلك أنا متحمس جدا لذلك.

الأمر الثانى هو أننا نقوم بإعادة التأكيد والتزامنا بالبيئة المفتوحة المصدر Open Source. فقد وضعت IBM مليارات الدولارات فى البيئة المفتوحة المصدر لريد هات فى كل هذه السنوات. فنحن نعيد التأكيد على جميع الشركات وجميع المطورين بأن بيئة Linux هى المصدر المفتوح العالمى الذى سنواصل الالتزام به، وسوف يتم بناء منتجاتنا على هذه الحقيقة، وسوف يميزنا ذلك عن منافسينا.

أما السبب الثالث فهو أننا نعرف أن المطورين وعلماء البيانات فى العالم هم بالفعل أساس مستقبل تكنولوجيا المعلومات، المطورون هم شريان الحياة لصناعة التكنولوجيا، ربما فكرنا فى أن المهندسين المدنيين كانوا أساس التطورات الصناعية فى الستينيات فقد قاموا ببناء الجسور والبنية التحتية للمدن، أما الآن فإنى أعتقد اعتقادا راسخا أن المطورين هم الناس الذين يغيرون الأعمال فى مجتمعنا الحالى، وهم يفعلون ذلك من خلال الكود Coding. وبتلك الصفقة فقد نجحنا إلى الوصول إلى ٨ ملايين مطور وذلك سوف يساعدنا على معرفة المنتجات التى يجب تطويرها وبناؤها فى المستقبل.

■ هل صفقات الاستحواذ التى تقوم بها الشركات الكبيرة مثل IBM تكون لتعظيم الحصة السوقية للشركات أم لقتل المنافسة؟

- أعتقد بشكل عام أن أى استحواذ يمكن أن ينظر إليه بشكل متشكك، ولكن هذه الصفقة مختلفة تماماً.. وذلك ليس فقد من أجل الأسباب التى قدمتها لك فى السؤال السابق والتى سوف تكون مفيدة جدا لعملائنا. ولكن أيضا لأن الاستراتيجية التى اتخذتها IBM تختلف اختلافاً جوهرياً عن غيرها، وهى الالتزام بالعالم المفتوح المصدر- ومن خلال هذا الاستحواذ الذى نلتزم به، لا توجد نية لخنق المنافسة. والأهم من ذلك، أنه من المفترض أن تساعد الأنشطة التجارية المشتركة الشركات على مواجهة التحدى المتمثل فى تأمين ونقل البيانات من نظام إلى آخر، نظرًا للطبيعة الخاصة لمنصات السحاب الحالية، مع الحفاظ على استقلالية جهود تطوير المصادر المفتوحة. ولذلك سوف يوفر هذا الاستحواذ بديلاً قوياً جداً لبرامج المطورين ورواد الأعمال.

■ ماذا عن جهود IBM للاحتفاظ بموظفيها وما نصيحتك للشركات الناشئة للاحتفاظ بموظفيها؟

- الشىء العظيم فى IBM أنها فى الحقيقة شركة رائدة وقوية، وعلى كل قائد أن يفكر فى السوق التى يعمل فيها من الناحية الثقافية وكيف يحتفظ بالموظفين الكفء. طاقة الناس هنا فى مصر ذكية وتشجع على الاستثمار فى المواهب. ومن وجهة نظرنا يجب علينا التفكير فى كيفية خلق بيئة عمل يكون فيها الموظفون مستريحين، ويتمتعون بالإبداع والطاقة الإيجابية.

لإنه كلما زادت قوة الحماس داخل الموظفين، وسوف تحصل على ما تريد فى بيئة العمل الخاصة بك، وكلما زاد عدد الأشخاص الذين يرغبون فى المجىء والابتكار فى شركتك، كلما زادت فرصة نجاحك.

■ هل تستخدم أى من برامج الذكاء الاصطناعى؟

- زوجتى لا تحب Alexa فى المنزل، لذلك لا أستخدمها، وأستخدم أنظمة AI متعددة، وبالتأكيد SIRI ربما طوال الوقت أكثر من أى شىء آخر لأنها على جهازى المحمول.

ولكن كشخص يقود الشركة يجب أن أكون على دراية تامة بما يحدث مع منتجات منافسينا، لذلك أنا لا أخاف من استخدامها، ما أجده فى هذه الأنظمة هو أنها مجرد أنظمة.

وهذا يختلف عن أدوات الذكاء الاصطناعى فى شركة IBM، إنها حقا تساعدنى على معرفة كيفية التعامل مع عميل بطريقة مختلفة، لأن هذه الأداة تحفظ جميع بيانات العميل من زوايا مختلفة عديدة وتقترح لى أفكارا حول المنتجات التى يجب أن أبيعها لذلك العميل. إذا لم يكن لدى مستشار البيع المعرفى هذا سأكون أقل حظًا، لذا فإن الذكاء الاصطناعى الخاص ﺒ IBM يساعد الأشخاص على اتخاذ القرارات بشكل أفضل من أى وقت مضى، إنه يعزز الذكاء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية