انتقد محمود الزهار, أبرز قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة، الثلاثاء, تصريحات لرئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل, حول «إعطاء فرصة» للمفاوضات مع إسرائيل، في موقف ردت عليه قيادة الحركة في دمشق بحزم.
وكان مشعل قد أشار في كلمته التي ألقاها في القاهرة, خلال مراسم توقيع اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية، إلى إمكانية «إعطاء إسرائيل الفرصة من أجل التوصل لحل للقضية الفلسطينية بالتفاوض».
إلا أن الزهار انتقد هذا الموقف في مقابلة نشرتها الثلاثاء صحيفة «الأخبار» اللبنانية قائلا: «موقف خالد مشعل لم نكن نعلم به، ولم يستشرنا فيه أحد، وبالتالي فهذا موقف غير صحيح، فنحن لم نعط حركة فتح في يوم من الأيام فرصة أو تفويضا كي تفاوض نيابة عنا أو نيابة عن الشعب الفلسطيني». وأضاف: «من يقول إننا فوضناها أو نفوضها لمزيد من التفاوض فموقفه لا يمثل موقف الحركة (حماس)».
بالمقابل وفي تطور سريع للأحداث، سارع المكتب السياسي لحركة حماس, ومقره في العاصمة السورية دمشق، بالرد بشكل حازم على تصريحات الزهار التي انتقد فيها رئيس المكتب، في تبادل علني نادر للانتقادات بين قادة الحركة التي تعرف بانضباط أعضائها.
وقال عزت الرشق, عضو المكتب السياسي للحركة, في بيان رسمي إن «تصريحات الأخ الدكتور محمود الزهار خطأ، ولا تعبر عن موقف الحركة ومؤسساتها، وتمثل خرقا للتقاليد التنظيمية المعمول بها في الحركة، ولا يجوز أن تصدر عنه بحق رئيس الحركة وقائدها».
وأضاف الرشق: «الأخ الدكتور الزهار ليس مخولا بالتعليق على كلمة رئيس الحركة أو الاستدراك عليها، والمكتب السياسي هو الجهة الوحيدة المخولة بأي توضيحات أو استدراكات إن وجدت على تصريحات القيادة».
إلا أنه نفى في الوقت نفسه أن تكون تصريحات الزهار تعكس خلافا داخل الحركة، مؤكدا أنه «لا خلاف في حركة حماس، وأنها تتمتع بمسؤولية عالية، وأن قرارها واحد وموحد».