دافع الحزب الحاكم فى السودان عن دخول قوات الجيش الشمالى مدينة أبيى النفطية المتنازع عليها مع الجنوب، وأكد أنه فرض سيطرته عليها لحين اتخاذ إجراءات جديدة، فى الوقت الذى أخذت فيه الأزمة منحى دوليا جديدا، إذ طالب مجلس الأمن القوات الشمالية بالانسحاب من الإقليم، وندد الاتحاد الأوروبى باقتحام المدينة بما يهدد بتفاقم التوتر بين شريكى الحكم السابقين قبل أسابيع محدودة من إعلان استقلال الجنوب رسميا كدولة منفصلة.
وتوالت اتهامات المسؤولين الشماليين والجنوبيين بإذكاء التوترات فى الإقليم، بينما تظاهر العشرات من الجنوبيين فى جوبا احتجاجا على اقتحام القوات الشمالية الإقليم، وطالب الناطق الرسمى باسم الجيش الشعبى العقيد فيليب أقويرو الأمم المتحدة بالتحقيق فى الاشتباكات التى وقعت فى أبيى، مؤكداً أن الجيش الشعبى اتخذ موقف المدافع عن نفسه أمام الجيش الشمالى، مشددا على أنهم لم يبدأوا بالهجوم. وقال أقويرو، فى تصريحات خاصة لـ(المصرى اليوم)، إن الجيش الشعبى كان دائم الصبر على تجاوزات وخروقات القوات المسلحة، وإنه لا توجد أى قوات جنوبية فى الإقليم فى الوقت الحالى، واستنكر إعلان الجيش الشمالى الحرب معتبرا إياه إعلاناً من جانب واحد، وأكد التزام الجيش الجنوبى باتفاقية السلام الشامل ووقف إطلاق النار.
فى المقابل، قال إبراهيم غندور، أمين أمانة الإعلام بحزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى الشمال لـ(المصرى اليوم)، إنه لا يوجد إعلان حرب وإنما ما يجرى تصحيح للأوضاع، متهما الحركة الشعبية بخرق اتفاقية السلام أكثر من مرة بإدخال الجيش الشعبى 2500 فرد مسلح إلى داخل أبيى تحت ستار قوات شرطية إلى جانب الدفع بتعزيزات أخرى فى الفترة الأخيرة، وهو ما اعتبرته حكومة الخرطوم محاولة لفرض الأمر الواقع. ولكن لبسط الأمن فى الإقليم، الذى شهد اندلاع حرائق بعد سيطرة الجيش الشمالى عليه، وتفشت أعمال السلب والنهب من قبل مسلحين بحسب مسؤولين فى الأمم المتحدة. وأكدت المنظمة أن الجيش السودانى مسؤول عن تأمين الإقليم.
وأضاف غندور أن قوات الجيش الشعبى دخلت أبيى وقامت بالاعتداء على القوات المشتركة الموجودة بها أكثر من مرة، ما أسفر عن قتل 36 وفقدان 200 آخرين حتى الآن. وأكد القيادى الشمالى أن القضية ليست إعلان حرب، معتبرا أن حكومة الجنوب تحاول الخروج من مأزقها الداخلى لوجود تمرد كبير عليها بافتعال حرب مع الشمال، مشيرا إلى أن الشمال هو الذى أخرج القوات المسلحة من الجنوب.
استبعد عثمان فضل الله، المحلل السياسى السودانى فى تصريحات لـ(المصرى اليوم)، أن تتصاعد القضية لأكثر من ذلك لاعتبارات عديدة فى مقدمتها عدم رغبة الطرفين فى الدخول فى حرب طويلة لأنهم يعلمون تماما أن الحرب ستضر بالشمال كما بالدولة الوليدة بالجنوب.
وندد مجلس الأمن فى بيان بالعملية العسكرية لجيش شمال السودان التى سيطر فيها على إقليم أبيى المتنازع عليه، ودعا إلى «انسحاب فورى» لقوات الخرطوم منها. بدورها، نددت كاترين أشتون، وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى، أعمال العنف فى أبيى، بينما أقر وزراء الخارجية فى الاتحاد منحة قدرها 200 مليون يورو لدعم حكومة جنوب السودان فى مكافحة الفقر وتقديم الخدمات الاجتماعية للسكان.