كشف مسؤول سعودي أن جمال خاشقجي، تُوفي في القنصلية نتيجة خطأ ممّا سمّاه «فريق التفاوض»؛ موضحا أن خاشقجي تُوفي بسبب كتم النفس خلال محاولة منعه من رفع صوته وفق تقرير أولي.
وأضاف المسؤول، في تصريحات لوكالة رويترز، الأحد، أن تصرف مسؤول العملية اعتمد على توجيه سابق بمفاوضة المعارضين للعودة، وأن فريق التفاوض مع خاشقجي تجاوز صلاحياته واستخدم العنف وخالف الأوامر، وتقارير المهمة الأولية لم تكن صحيحة مما اضطرنا إلى التحقيق.
وتابع المسؤول: «التوجيه السابق بالتفاوض لم يستلزم عودة المسؤول لنيل موافقة القيادة، وارتباك فريق التفاوض مع خاشقجي؛ دفعهم إلى التغطية على الحادثة، والمتهمون في هذه القضية 18 وهم موقوفون وقيد التحقيق».
ونفى المسؤول السعودي مزاعم تعذيب خاشقجي وقطع رأسه، مضيفا أن النتائج الأولية للتحقيق لا تشير إلى ذلك، وقال إنه تم لف الجثة في سجادة وأخرجوها في سيارة تابعة للقنصلية وسلموها لمتعاون محلي للتخلص منها، وفقا للتصريحات.
وأشار المسؤول تفاصيل القضية منذ بدايتها، موضحا أن الحكومة السعودية أرادت إقناع خاشقجي، بالعودة إلى المملكة، ومن أجل ذلك شكل نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد عسيري، فريقا من 15 فردا من الاستخبارات والأمن للذهاب إلى إسطنبول ومقابلة خاشقجي في القنصلية ومحاولة إقناعه بالعودة، لافتا إلى أن المستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني شارك في الأمر.
وقال المسؤول إنه وفقا للخطة كان الفريق سيحتجز خاشقجي في مكان آمن خارج إسطنبول لبعض الوقت، ثم يفرج عنه إذا رفض في نهاية الأمر العودة للسعودية، لافتا إلى أن الأمور ساءت من البداية إذ أن الفريق تجاوز التعليمات ولجأ سريعا للعنف.
وأشار إلى أنه تم توجيه خاشقجي لمكتب القنصل العام، حيث تحدث أحد أفراد الفريق ويدعى ماهر مطرب معه عن العودة للسعودية، إلا أن خاشقجي رفض وقال: «هذا الأمر مخالف للأعراف الدبلوماسية والأنظمة الدولية.. ماذا ستفعلون بي هل لديكم نية لخطفي؟»، ورد مطرب: «نعم سنخدرك وسنقوم باختطافك»، وهو ما وصفه المسؤول بمحاولة تخويف تخالف هدف المهمة.
وتابع: «عندما رفع خاشقجي صوته أصيب الفريق بذعر.. فحاولوا أن يسكتوه وكتموا أنفاسه وذلك نتيجة إصرار خاشقجي رفع صوته وإصراره مغادرة المكتب، فحاولوا تهدئته لكن تحول الأمر إلى عراك بينهم.. ما اضطرهم لتقييد حركته وكتم نفسه.. وحاولوا أن يسكتوه لكنه مات.. لم تكن هناك نية لقتله».
وردا على سؤال حول ما إذا كان الفريق خنق خاشقجي، قال المسؤول: «إذا وضعت شخصا في سن جمال في هذا الموقف سيموت على الأرجح».
وقال المسؤول إن صلاح الطبيقي خبير الأدلة الجنائية والطب الشرعي حاول إزالة أي أثر للحادث.
وتابع: «أحد أفراد الفريق ويدعى مصطفى المدني ارتدى ملابس خاشقجي ونظارته وساعته الأبل وغادر من الباب الخلفي للقنصلية، في محاولة لإظهار أن خاشقجي خرج من المبنى.. وتوجه المدني إلى منطقة السلطان أحمد حيث تخلص من المتعلقات».
وقال المسؤول: «الفريق كتب بعد ذلك تقريرا مزورا لرؤسائه، تضمن أنه سمح لخاشقجي بالمغادرة بعد أن حذر من أن السلطات التركية ستتدخل وأنهم غادروا البلاد سريعا قبل اكتشاف أمرهم».
وأشار المسؤول إلى أن جميع أفراد الفريق ومجموعهم 15 شخصا اعتقلوا ويجري التحقيق معهم إضافة إلى ثلاثة مشتبه بهم آخرين.