شهدت فعاليات المؤتمر العالمي للإفتاء، اليوم الأربعاء، ورشة عمل بعنوان: «نحو مؤشر عالمي لحالة الفتوى في العالم»، وهو أول مؤشر من نوعه يقيس حالة الفتاوى بكافة أرجاء العالم وفق أحدث آليات التحليل الاستراتيجي والإحصائي.
ترأس الورشة، الداعية الإسلامي ورئيس مؤسسة طابة بأبوظبي الحبيب على الجفري، وبـأمانة سر طارق أبوهشيمة ،رئيس وحدة الدراسات الاستراتيجية بدار الإفتاء المصرية.
تناولت الورشة عدة محاور: الأول يتضمن التقديم المفاهيمي للمؤشر العالمي للفتوى وآليات الرصد والتحليل، والمحور الثاني يعنى بضرورة وجود مثل تلك المؤشرات التحليلية الاستراتيجية في الجانب الديني بشكل عام والإفتائي بشكل خاص؛ نظرًا لأهميتها في علاج كافة الظواهر الدينية، أما المحور الثالث والأخير فيناقش المأمول من المؤشر العالمي للفتوى.
وقال الحبيب على الجفري إن فكرة وجود مؤشر عالمي للإفتاء هي فكرة فريدة ليس لها سابقة من قبل في دور الفتوى في العالم، وهي محاولة لإيجاد مؤشر عالمي ليكون هناك مقاييس لحالة الفتوى على نحو دقيق مبني على أسس علمية.
من جانبه قال طارق أبوهشيمة رئيس وحدة الدراسات الاستراتيجية بدار الإفتاء المصرية إن الفتوى باتت اليوم من أهم آليات الخطاب الديني، وهي ضابطة للمجتمعات من كافة الاتجاهات، مؤكدًا أنه لن يشاد الدين أحدٌ إلا غلبه، ورُبَّ حامل فقه إلى من هو منه أفقه، وربَّ مبلَّغ أوعى من سامع.
وأكد أبوهشيمة أن «المؤشر العالمي للفتوى» أظهر أن نسبة الفتاوى المنضبطة في العالم خلال عام كانت 87%، ونسبة الفتاوى غير المنضبطة 13% (سواء كانت متساهلة أو متشددة)، مضيفًا أنه رغم أن الفتاوى غير المنضبطة تُمثل نسبة ضئيلة، غير أنها تشكل خطرًا من ناحيتين: الأولى أنها تعد سببًا وذريعة لخطابات الجماعات المتطرفة، والثانية أنها تُمثّل رافدًا من روافد الإلحاد وتفتح بابًا له في عقول الشباب.
ولفت رئيس وحدة الدراسات الاستراتيجية بدار الإفتاء المصرية إلى أن (المؤشر العالمي للفتوى) يعد بمثابة الآلية لإعادة نسبة تلك الفتاوى غير المنضبطة إلى سياقها المنضبط وطريقها المستقيم، حتى لا تصدر خطابًا إفتائيًّا متشددًا أو منحلاً بعيدًا عن الحضارة الإسلامية السمحة.