x

حكيم القروى مستشار «ماكرون»: الإخوان خطر على المسلمين لا فرنسا فقط (حوار)

«مشروع الإسلام الفرنسى» يبحث فى جذور الإسلام.. ولست عراباً للإخوان
الأربعاء 17-10-2018 08:58 | كتب: اخبار |
حكيم القروى خلال حواره لـ«المصرى اليوم» حكيم القروى خلال حواره لـ«المصرى اليوم» تصوير : اخبار

«مشروع الإسلام الفرنسى» يبحث في جذور الإسلام والمشكلة أكبر بكثير من المسلمين الذين يعيشون في فرنسا.. بهذه الكلمات بدأ حكيم القروى، مستشار الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لشؤون الإسلام، حديثه مع «المصرى اليوم»، ليوضح لنا حقيقة مشروع الإسلام الفرنسى «إسلام دى فرانس»، الذي وضعه وقدمه للرئيس الفرنسى، موضحا أنه تم عقد اجتماعات مع الأئمة والمسؤولين عن المساجد والجمعيات المعنية للوقوف على القرار الأخير بشأن تطبيق المشروع على مسلمى فرنسا، وفى الحوار وضعنا أمامه أهم الأسئلة المثارة والشبهات حول المشروع، خاصة موضوع الإمام الأكبر وحقيقة خطورته على الأزهر الشريف.. وإلى نص الحوار:

هل تعرفنا ما هو مشروع الإسلام الفرنسى الذي قدمته للرئيس ماكرون لتطبيقه في فرنسا.. وما المقصود به؟

- نحن نعمل على هذا المشروع منذ عام ٢٠١٦ على أنه مشروع شامل للإسلام، وهو مشروع لا يخص المسلمين فقط في فرنسا، ولكنه يبحث في جذور الإسلام في مصر والسعودية وتركيا وإيران وغيرها من الدول، وندرس السلفية والوهابية والإخوان، باعتبارها حركات فكرية إسلامية، فالوضع حاليا مختلف جداً.

عندما وضعت مشروع الإسلام الفرنسى هل تعمل على تقديم الأشخاص أم الأفكار للسلطات الفرنسية؟

- المشكلة سياسية بالأساس، وهى ليست مجرد تنظيم بل أكبر من هذا بكثير، المسلمون يتصورون أوروبا بصورة سيئة يرسمونها في أذهانهم، والمتأسلمون يكسبون أرضا وبخاصة السلفيين، ومنذ ٣٥ عاما، ندرس التنظيم نفسه، والموضوع ليس مجرد التنظيم، ولكن كيف نعمل مع المسلمين ضد المتأسلمين من خلال الدولة العلمانية التي فيها الدين والسياسة منفصلان، وأن يندمج غالبية المسلمين في تلك الدولة بصورة طبيعية.

هل تتعاملون مع الإسلام على أنه المشكلة.. أم المشكلة في مسلمى فرنسا؟

- لا توجد مشكلة مع الإسلام كديانة، لكن توجد مشكلة الأقلية التي تحاول أن تستخدم الإسلام في السياسة، وفرنسا ليست ضد الإسلام، والعلمانية ليست ضد الإسلام، ولكنها تصميم يحمى المسلمين ضد المتأسلمين.

وضعت مشروع الإسلام الفرنسى، بينما الجمهورية الفرنسية لا تتدخل في الدين، أليس هذا تناقضاً مع أهم مبادئ الجمهورية وهو عدم التدخل في الأديان؟

- أنا لا أمثل الدولة الفرنسية، نحن هنا في معهد «مونتانجى» وأنا مستشار غير رسمى للرئيس ماكرون، وأعمل بشكل مستقل، ولكن قدمت المشروع للرئيس عندما كان مرشحا،ً وهو الآن يستعين بى لهذا المشروع.

أنت الذي قدمت هذا المشروع؟

- كنت أعمل مع المرشح ماكرون قبل توليه رئاسة فرنسا، وحاليا كرئيس معهد مونتانجى، أعمل مع وزارة الداخلية، وكنت مستشاراً لرئيس الوزراء الأسبق، جون بيار شيفانيمان.

تنحدر من نفس طبقة ماكرون.. وكنت تعمل مصرفيا في بنك روتشيلد ولذلك تلاقت الأفكار؟

- بالنسبة لمشروع الإسلام في فرنسا، هناك مصالح كثيرة دبلوماسية بين تركيا والمغرب والجزائر، ومصالح تمويلية عديدة وشخصية، وكل هذه المصالح جعلت الكل يهاجمنى.

هل تحاول قطع الطريق على التمويل الخارجى للإسلام في فرنسا؟

- قلت لك إننا نسعى لتمويل الإسلام من الداخل، من خلال ضريبة اللحم الحلال، لأن هناك تدفقات مالية على الجالية المسلمة، ولا تحاول تسييس الموضوع.

تطالب باستيعاب المسلمين في فرنسا كمواطنين، بينما يتعارض ذلك مع مطلب تطبيق الشريعة؟

- هذا حقيقى، فهناك تعارض ١٠٠٪‏ بين مبادئ الجمهورية الفرنسية التي تقوم عليها والشريعة الإسلامية من ناحية، وبيت الإسلام الفرنسى الذي قمنا بتقديمه والشريعة من ناحية أخرى، قانون الجمهورية مقدم هنا على الشريعة الإسلامية.

كيف يحل المشروع هذه الإشكالية؟

- لابد على المسلمين في فرنسا أن يحترموا مبادئ الجمهورية قبل الشريعة مع الاعتبار أن كل قوانين الجمهورية الفرنسية قوانين حرية.

ولكن المسلمين يؤمنون بأن الشريعة تعلو على قوانين الجمهورية ولا يعلى عليها، وبذلك لن يلتزم أحد بمشروعك؟

- أعتقد أن غالبية المسلمين في فرنسا ستنصاع للقانون.

هل المشكلة مع السلفية فقط أم الإخوان؟

- الإخوان أكثر ذكاء، والسلفيون أكثر عدداً من الإخوان.

كيف ستتعامل مع الإخوان؟

- فرنسا دولة حريات والمعيار هو احترام قوانين الجمهورية الفرنسية، وحدودنا هي الأمن العام.

بعض المسلمات يرتدين النقاب ولن يتركنه في فرنسا؟

- لا حق لهن في ذلك.

هل الإخوان في تصورك خطر على الجمهورية الفرنسية؟

- هم أقلية جداً، وخطر على المسلمين أنفسهم، وهدف الإخوان والسلفيين ليس الجمهورية الفرنسية ولكن هدفهم هو المسلمون أنفسهم.

هل تنظر إلى الإخوان ككتلة تصويتية منظمة تؤثر في انتخابات الجمهورية الفرنسية؟

- لديهم استراتيجية يؤثرون بها في كل الأحزاب الفرنسية بدلاً من أن يؤسسوا حزباً وفى حالات معينة لديهم تأثير فعلاً.

هل كان الدافع وراء مشروع الإسلام الفرنسى هو مواجهة سفر الفرنسيين للجهاد في العراق وسوريا؟

- الذي أوصلنا لعمل مشروع الإسلام الفرنسى هو حادث «شارلى إبدو».

يقال إنك تدفع بعدد من العلماء التراثيين التابعين للإخوان؟

-هذا خطأ 100%، وأصحاب المصالح هم الذين يلفقون لى هذا الكلام.

البعض يصفك بأنك «عراب» الإخوان في فرنسا؟

- لا طبعاً، أنا هنا لكى يعيش المسلمون في سلام.

منصب الإمام الأكبر الذي اقترحته في مشروعك محاولة لضرب الأزهر في مصر.. بم ترد؟

- إطلاقا، فالأزهر وسلطة الإمام الأكبر، أكبر من أي سلطة، وهو قائم منذ قرون.

هل الإسلام الفرنسى الذي قدمته للرئيس ماكرون يحافظ على المسلمين هنا أم ضدهم كما يصفه البعض؟

- مشروع الإسلام الفرنسى، هو مشروع للسلام وللمواطن المسلم في فرنسا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية